الجمعة 10 شوال 1445 ﻫ - 19 أبريل 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

اعادة تعويم سعد الحريري... ضربة للثورة اللبنانية ودعم لـ"حزب الله"

نام اللبنانيون على تشكيلة حسان دياب الحكومية واستفاقوا على الحديث عن مرحلة جديدة عمادها كلام رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي قال بعد لقاء الاربعاء النيابي ان “المرحلة تستدعي حكومة لمِّ شمل وطني جامعة،

وفق رؤية تتصدى للهواجس، انطلاقاً من تقديم مصلحة لبنان” ما يعني ان بري يغمز الى عودة الرئيس سعد الحريري الى السراي الحكومي، مرحّلاً ولادة الحكومة التي كانت متوقعة قبل نهاية هذا الاسبوع.

لاشك ان كلام بري اعاد خلط اوراق التأليف، فهو يصر و”حزب الله” على اعادة تكليف الحريري كونه الستارة التي يختبئان خلفها لابعاد شبهة تحكمهم بالحكومة ولبنان، كيف لا وهم شركاء في خراب البلد، منذ ان نسج الحريري مع “حزب الله” ومن خلفه ايران علاقات قوية اثمرت عن”صفقة العهد” التي اوصلت العماد ميشال عون الى القصر الجمهوري.

الحريري الذي اوصل ومن معه في الحكم الدين العام الى 86.00 مليار دولار بحسب احصاءات جمعية المصارف، ومؤشر تضخم الاسعار ارتفع من 5.19% الى 104.14 حتى شباط 2018 بحسب الاحصاءات الصادرة عن إدارة الإحصاء المركزي في حين تخطَّى العجز في ميزان المدفوعات مقدار 10 مليار دولار خلال السنوات السبع الماضية،

كما تراجعت نسبة الصادرات والاستثمارات… لا يزال متمسكا بكرسي الحكم ليس من اجل الشعب بل للاستمرار في سرقاته وصفقاته مع حلفائه،

فمنذ دخوله عالم السياسة تحول لبنان الى بلد منكوب لا يستطيع شعبه تأمين قوت يومهم، البطالة وصلت الى نسب لم يعهد لها مثيل، ازمات بالجملة والمفرق من الخبز الى الكهرباء والبنزين والتلوث، الى انخفاض قيمة الليرة اللبنانية وفقدان الدولار من السوق،

وبسببه اصيب أهل السنة بالاحباط منذ رفعه عبارة “نحن أم الصبـي” لينطلق في مسيرة التخاذل في سياساته امام الاخرين، مع عجزه عن الدفاع عن أهل السنّة، وجعلهم مكسر عصا .

وفي الوقت الذي كان فيه اللبنانيون ولا يزالون يقبعون في دوامة مالية واقتصادية وسياسية، اوصلت المواطنين الى الافلاس، بعدما طرد الالاف من وظائفهم نتيجة إغلاق عدد كبير من المؤسسات اضافة الى تخفيض دوامات العمل بسبب تقلص السيولة المالية لدى أرباب العمل،

عدا عن ارتفاع نسبة البطالة في الاساس، كان الحريري يرقص على اوجاعهم من خلال اتباع لعبة الاسماء، حيث يرشح اسم هذا وذاك لرئاسة الحكومة قبل ان يعمل على احراقه من خلال لعبة باتت مكشوفه للداخل والخارج، غير ابه بالحال الذي وصل اليه الشعب قبل ان يتفق و “حزب الله” على تكليف دياب لاستخدامه لشد العصب الطائفي قبل ازاحته عن الصورة.

واضح ان رؤساء لبنان وزعماءه غير ابهين بالشعب والثوار الذين يطالبون بتغيير كل الطبقة الحاكمة، اذ لا زالوا يمعنون في اصرارهم على التحكم بالبلد وفق اهوائهم، متحججين بما يدور في المنطقة، وهم يخططون للبقاء على كراسيهم، وكيفية القضاء على الثورة التي على الرغم من مرور نحو ثلاثة اشهر على انطلاقها لا تزال بذات الزخم والاصرار والعزيمة وان تغيّر تكتيكها حيث انتقل الثوار الى مراحل متقدمة من المواجهة من خلال الاعتصام امام مراكز ومؤسسات الفساد في لبنان، على رأسها المصارف.

محاولة الحريري العودة الى السراي هي ضربة للثورة والوطن، فمن لم يستطع ان يدير شركات والده الشهيد متسبباً بافلاسها وافلاس الوطن كيف له ان ينتشل لبنان مما اوصله وشركاؤه اليه، وما دفعه وبري و”حزب الله” للعودة الى المربع الاول سوى محاولة يائسة سيقف بوجهها الثوار من اجل قيامة لبنان الجديد لا لبنان “حزب الله” وسلاحه غير الشرعي.