الأحد 26 شوال 1445 ﻫ - 5 مايو 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

الإنتخابات تجسد معركة اللبنانيين لإنقاذ أنفسهم بدل الإعتماد على الظروف الخارجية

يبدو أن استحقاق الإنتخابات النيابية هو أكثر من مطلوب ليس فقط لإصلاح مسار لبنان، لكن أيضاً في وجوب اعتماد اللبنانيين على أنفسهم في إقامة دولة حرة عادلة ونزيهة تؤمن للمواطن كافة ما يحتاجه للعيش الكريم.

وبالتالي، فإنه، بحسب مصادر ديبلوماسية واسعة الإطلاع لـ”صوت بيروت انترناشيونال”، ان على اللبنانيين ان يقوموا بمعركتهم المصيرية بأنفسهم وتشكل الإنتخابات أحد أهم المفاصل التي توفر هذا الهدف وتضع مصير لبنان على السكة الصحيحة.

لذلك، لا يمكن للبنانيين الإتكال على الظروف الخارجية لا سيما ما يتصل بالتفاهم الأميركي-الإيراني، من أجل أن يحفظ استقلال لبنان وسيادته. اذ ان أية جهة دولية لن تعرقل التوصل الى الإتفاق النووي من أجل لبنان، اذا وجدت ان على هامشه سيبقى نفوذ لإيران فيه. واشنطن ستعمل على تدوير الزوايا مع إيران حول لبنان في حال حصل الإتفاق انطلاقاً من انها لا تريد سقوط لبنان، ولا رمزيته السيادية بالنسبة اليها.

وتفيد المصادر، بأن آخر ورقة تتخلى عنها إيران في المنطقة هي ورقة لبنان. وبالنسبة الى المقارنة بين الإهتمامات العربية، فإن العرب لديهم أولوية هي اليمن وليس لبنان. إيران متشبثة بنفوذها في لبنان، وإذا قبلت بالتسوية في اليمن، فإنها قد لا تقبل بها في لبنان.

ومما لا شك فيه أن المواضيع التي تطرح تحت الطاولة بين واشنطن وطهران هي ما يتصل بأمن الخليج ومصالح العرب والعراق واليمن، وكذلك لبنان.

لكن السؤال هو ما مدى انفتاح إيران على البحث في هذه المسائل وإيجاد تسوية. ان حلفاء إيران سيحصلوا بالطبع على الأموال في إطار رفع الحظر عن أموال إيران المجمدة في العالم لا سيما في كوريا الجنوبية واليابان. وسيؤدي رفع الحظر هذا الى تحسين وضع إيران ووضع حلفائها في المنطقة.

في مرحلة الإنتخابات تقول المصادر أن ما يقوم به الثنائي الشيعي هو الطلب الى الناس انتخاب المقاومة، لكنها لم تعد مقاومة بعدما وجهت سلاحها الى الداخل اللبناني. كذلك أنشأ المؤسسات التجارية التي تبيع الناس بأرخص الأثمان، ثم إطلاق الثنائي لموقف من ترسيم الحدود البحرية مع إسرائيل مستخدماً الموضوع كسلعة انتخابية، فيما هو يدرك أن لبنان لم يُجِب على الطرح الأميركي حول الترسيم حتى الآن لإبعاده عن التوظيف في موضوع الإنتخابات. ثم الحديث عن التشكيك بوحدة لبنان.

ولا تستبعد المصادر، أن يكون قد حان الوقت أمام اللبنانيين السياديين ان كانوا تقليديين ام من الثورة الجديدة ان يلجأوا الى كل الوسائل الديمقراطية للتعبير عن رفضهم لواقع لبنان الحالي، والى تجميع الجهود للتغيير، وإن لم يغيروا بأيديهم، فإن أحداً في العالم لن يقوم بمعركتهم عنهم.

الدول لا تساعد من دون مقابل، وهي لا تفكر الا بمصالحها الإستراتيجية والتكتيكية. لبنان الآن انهار بالكامل فكيف عملت الدول على مساعدته؟ بالطبع يئس العالم من منظومة فاسدة لا رؤية لديها ولا استراتيجية، ومن طبقة منغمسة في الفساد أوصلت البلاد الى ما وصلت اليه.

لكن المساعدات الفعلية لإنقاذ الشعب اللبناني في النهاية من خلال خطة للتعافي، لن يتم تمويل دولي للإنقاذ إلا بشروط صندوق النقد، اي الإصلاحات. ولا كهرباء أردنية وغاز مصري حتى الآن الا بموافقة صندوق النقد. فالشعب يدفع ثمن أعمال الحكام، وفي الوقت نفسه عليه ان ينقذ نفسه ذاتياً.