السبت 24 شوال 1445 ﻫ - 4 مايو 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

الانتخابات بداية تغيير جذرية.. فهل سيتقبل الحزب النتائج؟

دلت النتائج التي حققتها الإنتخابات النيابية على أن المشهد اللبناني بدأ عملية تغيير جذرية وأن اللبنانيين صوتوا لخيار السيادة والحرية. وهذا ما يحمل رسائل في أكثر من اتجاه. الأول، للدول الكبرى التي عوَّلت على الإنتخابات، والثاني ل”حزب الله وحلفائه ومن ورائهم إيران. لذلك السؤال المطروح هو: هل سيتعاون الحزب مع القوى السيادية الفائزة وهل سيخرج من سياسة التعطيل ويتقبل النتائج؟ أم أن سياسة التعطيل ستستمر كأسلوب عمل لديه ورؤية يتبعها، ما يضع إدارة البلاد أمام عقبات كثيرة ومتنوعة سياسياً واقتصادياً.

وتقول مصادر سياسية قريبة من السياديين ل”صوت بيروت انترناشونال”، ان هناك قلق كبير إزاء ما قد يلجأ اليه الحزب لا سيما وانه خلال الإنتخابات اتبع أساليب لتقويض النتائج الإيجابية للسياديين.

وأيضاً في العراق الذي قامت الثورة في 2019 وتبعتها انتخابات نيابية فاز فيها رافضو التدخل الإيراني، لم يتمكن العراقيون من تكوين السلطة حتى الآن، فواجهتهم عقبات في تشكيل الحكومة وفي اختيار رئيس للجمهورية.

إلا أن المصادر تؤكد، أن فريقاً أساسياً من السياديين يحاول منذ اللحظة الأولى للفوز الإعداد لتحالفات تضم كل الأفرقاء السياديين في المجلس النيابي الجديد، ومن يمثلون، إيماناً منه بأن التحالف هو استكمال لمسيرة الإنتخابات وأن توحيد الصف هو الذي سيؤدي الى عمل حقيقي لمواجهة مسار العبث بالدولة وبسلطتها الذي لن يقف عند حدود، بحسب قراءة هؤلاء لأداء حلفاء إيران ومن خلال الإنتخابات رفض اللبنانيون ربط لبنان بالمحور الإيراني وبالسلاح الذي له البعد الإقليمي، وكان التصويت سياسي سيادي لكي تعمل مؤسسات الدولة وفق القانون والدستور، واسترداد قرار الدولة لا سيما في مسألة الحرب والسلم. حتى أن معالجة الأزمة الإقتصادية يلزمها أن تكون الدولة لها سلطتها على الحدود وعلى مرافقها ومؤسساتها، وإلا ستفشل المساعي مع صندوق النقد للإنقاذ.

وتفيد المصادر، أن الإهتمامات الآن منصبّة على الطريقة التي ستتم بها التحالفات داخل المجلس الجديد، وعلى تشكيل الحكومة الجديدة وحيث بدءاً من الأحد المقبل ستكون حكومة الرئيس نجيب ميقاتي حكومة تصريف أعمال ومستقيلة. كما أن الإهتمامات تتجه الى من سيكون رئيسها ومن هو الذي يمتلك القدرات التمثيلية للطائفة السنية بعد المقاطعة السنية اللافتة للإنتخابات النيابية. ثم هناك حركة الإتصالات القائمة بين الأفرقاء السياديين لبحث مسألة انتخاب رئيس جديد للمجلس النيابي.

وتوقفت المصادر، عند الترحيب الدولي بنتائج الإنتخابات حيث اعتبرت بداية في مسيرة التغيير. ولفتت الى أن لبنان سيشهد حركة ديبلوماسية دولية في اتجاهه في المرحلة المقبلة، لا سيما تحرك أميركي، وآخر فرنسي، لاستكشاف ما يمكن أن يكون عليه الوضع اللبناني في ضوء الإنتخابات، والسعي لحث الجميع على ضرورة تشكيل حكومة بسرعة، لأن الوقت داهم لا سيما في ظل الإنهيار الإقتصادي الحاصل، وعدم قدرة الناس على تحمل مزيد من المآسي.

فهل سيتمكن السياديون من أن يحكموا والآخرون في المعارضة؟ أم أن التوافق سيبقى يحكم تشكيل الحكومات، واختيار رئيس مجلس نواب وان التسويات ستبقى قائمة؟ وهل يتقبل “حزب الله” منطق الديمقراطية حيث الحكم والمعارضة، أم أنه سيهدد بالشارع والسلاح اذا عمل التغييريون بحسب قواعد التغيير؟

    المصدر :
  • صوت بيروت إنترناشونال