الجمعة 24 شوال 1445 ﻫ - 3 مايو 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

الانتقام من بيروت.. من "وليد عيدو" الى الخندق

لم يترك حزب الله فرصة الا وانقض على بيروت وكشف مدى حقده عليها، فهي في وجدان منظومة الممانعة مدينة الرئيس الشهيد رفيق الحريري، واغتيال الرئيس الحريري لم يروي غليل الحقد على الصورة الحضارية وثقافة الحياة التي لطالما كان ينبض بها قلب العاصمة.

 

في حزيران 2002 اوفد الرئيس الحريري النائب وليد عيدو الى منطقة الاوزاعي لوضع حجر الاساس لجسر الاوزاعي في إطار تحسين وتطوير المداخل الجنوبية للعاصمة ليتم استقباله بشعارات عنيفة ضد الحريري ورشق سيارة عيدو بالبيض والحجارة، ومنذ ذاك الحين بقيت الاوزاعي على حالها “تقاوم” الانماء والتقدم لتبقى معزولة عن بيروت والمحيط انسجاماً مع فكر قوى الامر الواقع المسيطرة.

حادثة عيدو مؤشر واضح على أي بيروت يريد الحزب، فهو لا يريد سوليدير ولا اليسار ولا واجهات بحرية حضارية لبيروت، ففي المناطق التي يمسكها بسيفه الأمني حيث منعت حضارة الحياة والبناء من التقدم، وفي المناطق الأخرى حيث أصر الرئيس الحريري على ان تعكس بيروت صورة الشعب اللبناني بحضارته وثقافته وحبه للحياة، كان حقداً عظيماً يحضر.

هذا الحقد لم ينته في 14 شباط 2005، انما بدا واضحا باحتلال العاصمة في 7 أيار 2008، ومن ثم المخيمات التي أطفئت انوار الوسط التجاري لمدة عامين بعد ان سيطر الحزب على ساحات الحرية في رياض الصلح والشهداء، مكبداً الوسط التجاري أكبر خسائر اقتصادية لا تزال نتائجه حتى اليوم، وطبعاً ليل 17 تشرين الثاني يوم الثورة العظيمة، ارادت فرقة الدراجات المندسة ان تحطم بيروت وتسرق المحلات التجارية لتكسر هيبة هذا اليوم الكبير، الا انها فشلت وانسحبت تحت جنح الظلام الى خندقها الحاقد.

السبحة تكررت في الأسابيع الأخيرة عندما جددت الثورة انطلاقتها، فحطمت وكسرت وسرقت واحرقت ما استطاعت، انها فشت الحقد اللعينة، وعقدة الحضارة البغيضة، ارادت رسم معادلات جديدة، فعليكم الاختيار بين الحرية والذل.

فرقة الدرجات النارية التي اشبعت حقداً وكراهية باتت عنوان للتخريب، واداة إضافية الى جانب السلاح لترويض اللبنانيين واسكات الاحرار، وطبعاً هذا الامر سيسقط كما سيسقط السلاح عاجلاً ام اجلاً، وسيتحول الى خردة في يدهم والتجارب في لبنان كثيرة.

كثير من اهل الخندق يشعر بالغبن وقيل له ان الرئيس الشهيد رفيق الحريري هو من أبقى الخندق خندقاً ومنع الانماء والبناء عنهم، ولهؤلاء نقول راجعوا ما حصل مع النائب الشهيد وليد عيدو، وعيدوا حساباتكم من جديد وانظروا من حولكم واسألوا لماذا لبنان تقدم عمرانياً وحضارياً واجتماعياً؟ ولماذا بقينا بهذه الحالة؟ ولماذا نعيش في خندق ونحن في العاصمة؟ وبكل تأكيد لن يكون الرئيس رفيق الحريري السبب، وستلعنون من اغتاله ومن اوقعكم في الخندق.