الجمعة 19 رمضان 1445 ﻫ - 29 مارس 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

الانشغال الروسي في اوكرانيا قد يفتح شهية الثعالب الايرانية والاسرائيلية للتحرك في الوقت الضائع

نامت نواطير الروس في كييف عن ثعالبها الإيرانية والاسرائيلية في سوريا.

دخل العالم في مرحلة دقيقة بعدما اتخذ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين القرار بالهجوم على اوكرانيا من دون ان يدرك ان “الرياح قد لا تجري كما تشتهي سفن طموحاته” كما ان الانتصارات على الارض لناحية السيطرة على بعض المدن الاوكرانية الا ان ميزان الربح والخسارة في هذه المعركة سيرخي بظلاله على روسيا بشكل كبير ان على الصعيد الداخلي لناحية الكلفة العسكرية الهائلة التي سيتكبدها في هذه المعركة من الناحية البشرية للجيش الروسي وسقوط هيبته في بعض المناطق الاوكرانية الرافضة للهيمنة الروسية على قرارها وتنصيب الموالين لها في مراكز القرار كما حصل في الشيشان وكازاخستان وغيرها من الدول وفق مصدر خاص “لصوت بيروت انترناشونال”.

اما على الصعيد الخارجي لمشاريع السيطرة الروسية وفق المصدر والتي تتخطى حدودها المتاخمة والعابرة للمضائق والبحار وابرزها المرتع الاساسي لها سوريا، فهل سترخي هذه الاحداث بظلالها على الوجود الروسي العسكري في سوريا ومشروعه من خلال استغلال ايران انغماس روسيا وجيشها في الجبهة الاوكرانية لتفرض معادلات جديدة من خلال الانفلاش وتخطي الخطوط الحمراء والضوابط التي فرضها الوجود العسكري الروسي الثابت في سوريا موطىء القدم الوحيد له في الشرق الاوسط والذي بذل جهوداً كبيرة لتثبيته من خلال القواعد العسكرية البحرية والبرية؟

يعتبر المصدر ان هذه الفرضية سيكون لها تداعياتها على الشرق الاوسط باكمله اولا لناحية الغارات التي كان يقوم بها “العدو الاسرائيلي” في العمق السوري بتنسيق مع القوات الروسية.

وفي حال ارادت ايران وميليشياتها استغلال انشغال روسيا في اوكرانيا فقد تتوسع دائرة المواقع التي ستستهدفها الغارات “الاسرائيلية” في حال انفلاش ايران وميليشياتها باتجاه حدود “الكيان الصهيوني” التي كانت روسيا تمنع تخطيها وان حصلت فطيران “العدو” يتكفل بابعادها من خلال الغارات التي كان يشنها وهي تكثفت في الاشهر الماضية.

ويضيف المصدر ان الاجتياح الروسي لاوكرانيا قد يفتح شهية “العدو الاسرائيلي” للاقتداء بالروس لناحية حماية امنها القومي لاسيما وان “مسيرة حسان” التي اعطاها توصيفا لناحية خطورتها بعدما فشلت انظمته الدفاعية من ايقافها واسقاطها.

وهنا يطرح السؤال عن اهداف اسرائيل الدعائية لهذه المسيرات التي لا يمكن ان تشكل خطراَ كبيراَ بداية لناحية حجمها وان تم تحميلها بمتفجرات فخسائرها تقتصر على مقدار حجمها.

اما بالنسبة لقدرتها التجسسية ورصد المواقع الاستراتيجية فهي لا تتمتع بقدرة على التحليق الا على علو منخفض وتضخيم قدراتها من قبل “العدو الاسرئيلي” الذي اظهر في اكثر من مناسبة قدرته على كشف واختراق هيكلية “حزب الله” ان على الصعيد البشري من خلال تجنيد بعض عناصره لصالح “الموساد” الاسرائيلي، ولعل الشبكة الاخيرة التي كشف عنها في صيدا والتكتم الشديد الذي احاط اسم احد العملاء والذي اتضح انه من عناصر “الحزب” الذي رفض تسليمه الى القوى الامنية اللبنانية وفق المعطيات التي تم تسريبها الى الاعلام، يضاف اليها عمليات الرصد التي يقوم بها “الجيش الاسرائيلي ” والتي مكنت بنيامين نتانياهو من عرض مواقع مستودعات الاسلحة الخاصة “بحزب الله” في الضاحية الجنوبية لمدينة بيروت والتي دفعت الاخيرالى تنظيم جولة ميدانية مع بعض الاعلاميين لنفي هذه المعلومات.

وبالعودة الى سوريا وغياب روسيا قصراً، فان المؤشرات التي يمكن استنتاجها من خلال ما يجري في اوكرانيا ومحيطها مع الاندفاعة الروسية تشي بعودة اتحاد القوميات واتحاد اصحاب العقائد وابرزها ايران صاحبة طموح تصدير ما يسمى بـ”الثورة الاسلامية” والتي انشأت لها فروعاً في عدة دول بدءا من العراق واليمن وصولاً الى سوريا، وطبعا لبنان النواة الاساسية لمشروعها لاسيما وان مفاوضات فيينا تعيش غموضاً كبيراً لناحية النتائج، ولا بد للاحداث الاوكرانية ان ترخي بظلالها عليها لانشغال الولايات المتحدة والاوروبيين فيها عنده ستقوم ايران باستغلال هذا الفراغ بمحاولة البحث عن تمويل يخفف من وطأة العقوبات عليها كون نتائج المفاوضات قد لا تكون لصالحها لذا فهي ستقوم باستباحات الساحات في العراق وسوريا ولبنان من خلال “حزب الله”.

اما على صعيد “الكيان الصهيوني”، فهو ايضاً ستكون له فرصة كبيرة ليضرب الجولان والقنيطرة والعمق السوري بحرية كما ان لتركيا نصيبا في هذا الانشغال الروسي الذي كثف في الفترة الاخيرة من قصفه على المناطق التي تدور في الفلك التركي وتحت سيطرتها وحمايتها وقد تقدم على بسط سيطرتها على الشمال السوري وساحله وهنا يطرح السؤال ان عجزت ايران و”حزب الله” عن تأمين التمويل من خلال عمليات التهريب المختلفة ان عبر المرافىء او المعابر البرية هل سيفتح الحزب الجبهات الايام القادمة ستحمل الكثير من المتغيرات على صعيد خريطة الشرق الاوسط واوروبا.