السبت 10 ذو القعدة 1445 ﻫ - 18 مايو 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

الترسيم يكشف التطبيع المُبطّن

ليس بغريب أن يتشارك الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله مع رئيس الوزراء الإسرائيلي الموقّت يائير لابيد التعبير ذاته لوصفهما اتفاق الترسيم “بالتاريخي”، والتهليل بأصابع النصر بترسيم طال انتظاره، بين إسرائيل وبين لبنان الذي لا يعترف بها كدولة قائمة.

وفجأة، غابت فلسطين عن محور خطاب نصرالله، وتفاخر بإنجاز الاتفاق مع دولة يعتبرها نصرالله عدوّة، لكن مصالح التنازلات تبيح المحظورات، واعداء الأمس باتوا اليوم يتقاسمون بحر لبنان، تحت شعار “سنخوض البحر معاً” لا معك.

ولدى الغوص في بحر الترسيم، يرى مراقبون لموقع “صوت بيروت انترناشونال”، أن ما تم هو شكل من أشكال التطبيع مع إسرائيل، سواء اعتبر حزب الله ذلك أم لم يعتبر، فكيف له ان يوقّع اتفاقاً مع دولة نشأ على معاداتها، واليوم يقول لهذه الدولة لنقم بترسيم حدودنا، عن أي حدود نتكلم؟ إسرائيل أم فلسطين؟.

ويضيف المراقبون، “الترسيم هو اعتراف واضح بوجود اسرائيل، وهو ينقل تل ابيب من عاصمة محتلة الى عاصمة أمر واقع، وما قد تم اعطى شرعية لدولة اسرائيل، فبالأمس كان اسياد نصرالله الحرس الثوري الإيراني يريدون اغراق اسرائيل في البحر، أما اليوم اعطوها البحر لتنعم بثرواته”.

ويشير المراقبون، الى أن على نصرالله مخاطبة بيئته بخطاب بعيد عن العدائية لإسرائيل كونه اعطى الضوء الأخضر لحلفائه في المنظومة الحاكمة، كي يوافقوا على بنود الاتفاق، ومن لحظة التوقيع باتت اسرائيل دولة مجاورة للبنان تتقاسم المياه معه، بالتالي، لم يعد لأصبع نصرالله أي قيمة، وتهديداته سقطت ولم تعد تجدي نفعاً.

ويقول المراقبون، “الجبهة الجنوبية هادئة، وأصبحت خاصرة تؤمن الأمن لإسرائيل، لا مقاومة ولا عمليات عسكرية منذ انتهاء حرب تمّوز ٢٠٠٦، ولم يعد لحزب الله اي دور مقاوم، ولولا دخوله في الحرب السورية لكانت أسلحة الحزب أصيبت بالصدأ، واليوم على نصرالله مصارحة جمهوره والقول له لقد وقعنا مع اسرائيل، أو التوقف عن تهديد اسرائيل، لأن العالم بات يرى ويعلم جيداً ما يقوم به نصرالله من اعمال حربية بعيدة عن المقاومة”.

    المصدر :
  • صوت بيروت إنترناشونال