لا حوادث تذكر في ليلة ولادة العام الجديد، سوى 24 جريحا في حوادث السير، وخمس اصابات برصاص الابتهاج التقليدي، ثلاث في طرابلس بين ساحتي النور والقبة، ورابع في الضاحية الجنوبية، وخامس في بلدة الشويفات، وقد هنأ اللواء عماد عثمان ضباط وعناصر قوى الامن الداخلي على حسن ادارتهم للحركة المرورية والاجراءات الامنية، التي حالت دون ان تكون الخسائر في تلك الليلة اكبر.
احتفال «الثورة» بالسنة الجديدة في ساحة الشهداء تحول الى حشد سياسي بإطار فني وفرته مجموعة فنانين من الداعمين للحراك الثوري الذي اكد حضوره وتماسكه خلف ثوابته، ليغدو احدى ظواهر الحياة السياسية التي تميز بها عام 2019، بعد الجيش الذي حمى هذا الحراك من عصف الساسة الفاسدين، بقدر ما حمى المواطنين من الطوابير المندسة في الثورة، فاستحق وصفه بشخصية العام اللبناني بلا منافس.
ما ألزم اللجان النيابية المختصة اتخاذ قرار وقف التمديد، قبل ان يصبح امرا واقعا، كصفقة شراء بناية لشبكة «تاتش» في وسط بيروت التي رتبت على الدولة العاجزة حمولة 100 مليون دولار تقريبا.
على ان الانجاز الاكبر لـ «الثورة» تمثل بحمل رئيس الحكومة سعد الحريري على الاستقالة، فكان واحدا من «كلن يعني كلن» انما البقية قد تأتي، والرهان في ذلك على معطيات السنة الجديدة، وعليها ايضا تنظيف وجه لبنان المالي والاقتصادي من تجار الصيرفة والهندسات المصرفية التي حفرت خندقا عريضا في حقل الثقة بين اللبنانيين وادارات المصارف اللبنانية المنغمسة في الاستثمار السياسي والظرفي يتطلب عقودا لردمه.
البعض يرد مشكلة الناس مع المصارف الى العقوبات الاميركية على ايران، والى خفض للتصنيف الائتماني متجاهلين عن عمد اغفال التهرب والتهريب، ولعبة المحاصصة بين السلطات الرئيسية «مرر لي.. امرر لك»، في اسوأ عملية مقاسمة للمصالح الذاتية، بعيدا عن اي رقابة او محاسبة، خصوصا من جانب مجلس النواب الذي تحول من رقيب الى شريك في اللعبة، بدليل انه عقد خمس جلسات تشريعية فقط عقدت في العام 2019، اقر خلالها 41 قانونا معظمها متعلق بالمصادقة على اتفاقيات دولية او بتنظيم المهل، وقد تم التمديد مرتين للقاعدة الاثني عشرية قبل اقرار الموازنة العامة للعام 2019 ما سجل مخالفة دستورية من خلال عدم احترام المواعيد الدستورية.