الخميس 8 ذو القعدة 1445 ﻫ - 16 مايو 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

الحريري يغرّد خارج سرب بيئته... أمّن نصاب الجلسة وصوّت ضد الموزانة!

تمكنت جلسة الـ”السبعة وذمتها” كما وصفها رئيس مجلس النواب نبيه بري من اقرار موازنة 2020 بعدما امّن لها الرئيس سعد الحريري النصاب من خلال كتلته النيابية،

ضارباَ بعرض الحائط المعارضة الشعبية لها وعدم قانونيتها كونها انعقدت من دون إصدار مرسوم فتح دورة استثنائية بعد انتهاء الدورة العادية نهاية السنة، وذلك على قاعدة الضرورات تبيح المحظورات.

لا بل المضحك ان الحريري امّن النصاب للجلسة وصوّت ضد الموازنة التي سبق وساهم في اعدادها حين كان رئيس حكومة، في حين جلس رئيس الحكومة التي لم تنل الثقة بعد، مكتوف اليدين يراقب اقرار موازنة سيلتزم بتطبيقها، ويُحاسب على أساسها، من دون ان يكون له يد في اعدادها.

عن طريق التهريب دخل النواب الى البرلمان في ظل اجراءات امنية استثنائية، في حين انتشر المتظاهرون على مداخل ساحة النجمة للتعبير عن رفضهم واستنكارهم للجلسة التي تأخرت 40 دقيقة حتى تم تأمين النصاب الذي يتطلب حضور 65 نائبا، بعد ان خضع الحريري كعادته لرغبة الطبقة الفاسدة لا لرغبة الشعب، وقد برر انبطاحه عبر تغريدة في صفحته على “تويتر” قائلاً: “أؤكد لكل من يهمه الأمر ولكل من يجد الفرصة مؤاتية لفبركة الحملات أن كتلة المستقبل لن تكون اداة للمقاطعة وتعطيل المؤسسات وهي قامت بواجبها ولم تتهرّب من مسؤولياتها وقالت كلمتها في المجلس بصراحة تحت سقف الدستور”، وأضاف”هذه مدرسة رفيق الحريري ولن نحيد عنها مهما اشتدت الصعاب وتكاثرت من حولنا أبواق المزايدين… وعندما تحين ساعة القرار الذي يخدم مصلحة لبنان نأخذ القرار المناسب ونستودع الله وطننا الحبيب وشعبه الطيب”.

كما برّر اعضاء “كتلة المستقبل” عدم تصويتهم على الموازنة التي اقرها رئيسهم ان بعد ١٧ تشرين الاول لم يعد ‏كافياً مقاربة المتغيرات الاقتصادية والمالية والنقدية كما في السابق وكأن الحريري لم يحارب الثوار ولم يصفهم بالمرتزقة، ولم يحاول البقاء في السلطة بحرقه اسم كل من ترشح غيره لترؤس الحكومة.

في وقت نزل فيه انصار “تيار المستقبل” للاحتجاج على الجلسة البرلمانية، حيث اصطدموا مع الجيش الذي اطلق عليهم الرصاص المطاطي لتفرقتهم، كان الحريري اعطى قراره بتأمين النصاب للجلسة، وكأن انصار “تيار المستقبل، وبقية المحتجين لا يمثلون شيئاً لسعد الذي ادعى في السابق ان استقالته من الحكومة جاءت نزولا عند رغبة الثوار، ومع هذا فإن غدر سعد ليس بجديد، فقد سبق ان باع دم والده الشهيد الرئيس رفيق الحريري، ووضع يده بيد قاتله المجرم الكبير بشار الاسد، وباع اهل السنة بتحالفه مع من ذبحوهم في 7 ايار، واضافة الى ذلك سبق ان طعن الحريري البيئة الحاضنة لتيار المستقبل التي قدمت الكثير له على الرغم مما طالها من اعتقالات وظلم وشح في الخدمات والوظائف والتهميش، حيث اعطت الكثير من الفرص الذهبية للتيار الارزق ومع ذلك بقي سعد يغرد في سرب بعيد عن بيئته!

هي الجلسة الأولى في تاريخ الموازنات، التي يغيب عنها هذا العدد الكبير من النواب، في حين حضرها الرئيس حسان دياب من دون وزراء حكومته وقبل ان تنال الثقة، حيث اقتصر دوره على تأمين الغطاء الحكومي من دون ان يغير حتى حرفا في الموازنة، مبررا ذلك بكلمته حيث قال” إن الحكومة لن تعرقل موازنة أعدّتها الحكومة السابقة وناقشتها لجنة المال والموازنة النيابية، واكتملت إجراءاتها. انطلاقاً من ذلك، فإن الحكومة تترك الأمر إلى المجلس النيابي الكريم، مع احتفاظها بحق تقديم مشاريع قوانين لتعديلات في الموازنة، بعد نيل الثقة”.

زادت جلسة اقرار الموازنة الهوة بين الطبقة السياسية الفاسدة والاكثرية الشعبية التي نزلت الى الارض مطالبة بالتغيير ومحاسبة السياسيين، في حين كان همّ “كتلة المستقبل” رفع مسؤولية الانهيار عن الحريري على الرغم من انه المسؤول الاول لما وصل اليه البلد.