الأربعاء 7 ذو القعدة 1445 ﻫ - 15 مايو 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

"الرياض لا تتعامل مع لبنان كورقة ضغط في المفاوضات"

في الوقت الذي بدأت فرنسا اتصالات مكثفة مع المملكة العربية السعودية تمهد للوصول إلى “خارطة طريق” لحلحلة الموقف بين لبنان ودول الخليج بحسب مصادر ديبلوماسية فرنسية، بناءً على ما طلبه رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي من وساطة فرنسية، توقفت أوساط ديبلوماسية واسعة الإطلاع على ملف العلاقات اللبنانية-الخليجية عند ما تحدثت عنه قيادات في الثنائي الشيعي حول أن موقف المملكة و الخليج الأخير من لبنان يهدف إلى استخدامه كورقة ضغط في التفاوض بين هذه الجهات وإيران. وترفض المصادر الربط بين الموضوعين، وحيث أنه أولاً هذا التفاوض بحسب وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان كان جيداً لكنه لم يسجل تقدماً.

و ثانياً، إن الرياض في التفاوض مع إيران تعتبر أن لبنان لا يعنيها لا من قريب ولا من بعيد. إذ أن لبنان حتى الآن يُعَد ورقة بيد طهران. لن تقوم الرياض بإضعاف موقفها من خلال إدراج ملفه على طاولة التفاوض مع طهران، بحيث أنها تتجنب أن يشكل ورقة من أوراق التنازل لديها في التفاوض. لذلك ان البحث مع إيران يتركز حول كيفية ضمان الأمن في منطقة الخليج بدءاً بالوضع اليمني. و إذا ما توافر ذلك لا يعود لدى الخليج اعتراض على التفاوض الذي تجريه الولايات المتحدة مع إيران. والوضع في اليمن بالنسبة إلى الخليج مشابه للوضع اللبناني حيث هناك قوى مسلحة تنافس الدولة وقواتها الشرعية. بالتالي، تؤكد المصادر، أن الخليج يسعى في التفاوض لوضع الأوراق الخاسرة جانباً على اعتبار أن لبنان “ساقط عسكرياً”، و التركيز على عناصر القوة والتمسك بها. من هنا إن وضع كل من اليمن والعراق من حيث القابلية للتفاوض أسهل من الملف اللبناني، والذي هو محور ضغط خليجي لتصحيح مساره، واستعادة سيادته عبر المواقف التي يجب على المسؤولين فيه اتخاذها.

وتدرك المملكة جيداً أن لبنان في الأساس لم يساعد نفسه حيث أن جزءاً كبيراً من ما هو عليه الآن، سببه الأخطاء الإستراتيجية منذ الـ 2005 و الحكومات الإئتلافية و التسويات حول رؤساء الجمهورية.

و أوضحت المصادر، أنه على العكس من الموقف السعودي، فإن إيران هي التي تستخدم لبنان كورقة ضغط في التفاوض مع الأميركيين في إطار تركيزها على بناء نفوذ إقتصادي و عسكري في الشرق الأوسط في مواجهة واشنطن، لا سيما في لبنان والدول التي تتمتّع فيها بنفوذ كبير. وإيران هي التي تحاول فرض شروطها على طاولة مفاوضات ڤيينا من خلال الضغط على لبنان سياسياً وأمنياً وإقتصادياً. ففي المجال السياسي تعارض إيران التفاهم الدولي-العربي حول أنه لم يعد مقبولاً وجود ميليشيا مسلحة توازي الدولة في وجودها و سلطتها و تتغلب عليها في القرارات المصيرية داخل البلد، بحسب المصادر، مع ما يترافق ذلك من التهديدات بالنزول إلى الشارع. أما إقتصادياً، فإن المسؤولين اللبنانيين كما الدول الكبرى المهتمة بالشأن اللبناني، يدركون تماماً، أن إيران لا تستطيع الحلول محل الدول الخليجية في مساندة لبنان، ولا محل الدول الأوروبية والولايات المتحدة في تقديم الدعم إليه. وهم يعتبرون أن إيران في ظل أوضاعها الإقتصادية والعقوبات عليها غير قادرة على توفير الدعم الإقتصادي والمعيشي للشعب الإيراني، فكيف يمكنها مساعدة الشعب اللبناني من خلال تزويده بالمحروقات و الكهرباء.

وتقول المصادر، إذا لم يتخذ لبنان القرار المناسب لإيجاد الحل مع الخليج فإن تشدداً خليجياً أوسع سيتم اتخاذه وقد ينعكس على مصير الحكومة ومصير الإنتخابات النيابية ومصير البلد ككل.