الجمعة 8 ذو القعدة 1445 ﻫ - 17 مايو 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

السعودية حاضرة بقوة في الملف اللبناني.. وعلى بيروت حسم خياراتها

لا تزال الأزمة السياسية والديبلوماسية بين لبنان ودول الخليج تتفاعل، حيث تؤكد مصادر ديبلوماسية معنيّة بالعلاقات بين الطرفين لـ”صوت بيروت انترناشونال”، أن القضية ليست قضية استقالة وزير الإعلام جورج قرداحي، و لا متصلة باستقالة الحكومة اللبنانية حتى، إنما هي عملية إجرائية بأكملها. ذلك ان كل الوساطات التي تمت مع الرياض و المحاولات لا سيما منها الفرنسية و الأميركية سابقاً أظهرت أنه بالنسبة إليها الوضع في لبنان لم يتغير على الرغم من كل الوعود، حيث وجدت أن سيطرة “حزب الله” على مفاصل الدولة تتعاظم أكثر و أكثر، الأمر الذي منع حتى الآن المسؤولين، القيام بمبادرات حقيقية حيال الخليج.

و أكدت المصادر، لـ”صوت بيروت انترناشونال”، أن الوساطة الأميركية التي طلبها لبنان مع المملكة والخليج ستؤدي في أحسن الأحوال إلى توقف التصعيد الخليجي عند هذا الحد من دون أن يكون هناك عودة للوضع الذي كان سائداً بين لبنان و الخليج قبل تصريح قرداحي و بالتالي، إن الدول الخليجية لن تتراجع على الرغم من الوساطة، عن القرارات الأخيرة حول لبنان، إلا بشرط واحد هو حصول معطيات جديدة على الأرض، وهذا مستبعد. ذلك أن الموضوع اليمني شديد الحساسية بالنسبة إليهم، ولديهم اعتبارات أمنية لن يتساهلوا بها و لا يأخذوا تناولها بطريقة غير مسؤولة بهذه السهولة. إذ تعتبر دول الخليج أن “حزب الله” يقوم بدور في اليمن وهذا ما يمسّ أمنها، وهو نفسه يقوم بدوره المعروف في لبنان مانعاً إياه عن علاقات طبيعية مع أشقائه العرب، فيما الدولة خائفة من اتخاذ موقف داعم للعرب.

وتعتقد المصادر، أن حدود هذا التصعيد ضد لبنان يكفي في هذه المرحلة، و تأتي الوساطة الأميركية لتوقفه عند هذا الحد، وتضمن أنه لن يبلغ حدوداً أكثر من ذلك ليطال فرض عقوبات، لكنها تؤكد أنه على الرغم من الإنكفاء والصمت السعودي والخليجي الذي طبع المرحلة الأخيرة من العلاقات مع لبنان، وعلى الرغم من الإجراءات الأخيرة بحقه، فإن ما يحصل يثبت أكثر الحضور الخليجي والتأثير في لبنان، ما يضغط في اتجاه تصويب العلاقات. وما يحصل الآن يظهر أن مدى الإمكانات و الآمال حيال إعادة ترتيب الوضع اللبناني مرتبطة فعلياً ومباشرة بالدور السعودي. وأنه من دون هذا الدور لن تتمكن أية جهة دولية أو عربية من مواكبة لبنان ومساعدته للخروج من أزمته التاريخية.

ما يعني أن هناك عودة سعودية وخليجية إلى لبنان، لكن هذه المرة عبر معركة صموده ضمن قرار سياسي واضح: إما مع الخليج وإما ضدّه، وهنا لا مجال للمناورة و لا للّعب على المواقف. ولا تنفع في ذلك أية وساطات، فأما لبنان عربي الهوية أو غير عربي، وان سماح “حزب الله” لقوى لبنانية قريبة من العرب، ومواقف تستخدم الديبلوماسية لبلورة مرونة شكلية تجاه العرب مقابل العمل لتوسيع نفوذه في الباطن لم يعد ينفع. إذاً العودة السعودية هي من باب الضغط الهائل على لبنان لحسم خياره.

وتؤكد المصادر أيضاً، أن واشنطن وباريس ليست لديهما إمكانات الضغط على دول الخليج لإلزامها بقرار محدد. ويمكن لهذه الدول القول لهما: لماذا يجب أن نساعد لبنان وفيه جهة تمنع قيام الدولة، ولماذا يجب أن لا نترك لبنان يتدهور فالمسؤولية في عدم إنهياره لا تقع على المملكة والخليج، بل على كل الأطراف الدوليين أيضاً، وعلى المسؤولين اللبنانيين أولاً.

و تشير المصادر، إلى أن خلية الأزمة يجب أن تكون بين لبنان والمملكة لحل المشكلة وليس على طاولة وزارة الخارجية. ويفترض أن يتحرك لبنان بسرعة للقيام بخطوة سريعة و عميقة مع أن الطريق ممتلىء بالألغام.

والسؤال هل طلب لبنان من الأميركيين تأمين التجاوب السعودي في حال أقدم على خطوة تصحيحية جوهرية، أم أن ما يستطيع طلبه مجرد وساطة لعودة الأمور إلى ما كانت عليه قبل كلام قرداحي؟ و هذا لن يحصل.