الأربعاء 15 شوال 1445 ﻫ - 24 أبريل 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

الصين تسعى لدور فاعل في منطقة الشرق الأوسط و"اتفاق بكين" أول ثماره

منذ لحظة إبرام اتفاق “بكين” توالت التحليلات والتكهنات حول تداعيات هذا الاتفاق على المنطقة بشكل عام وعلى لبنان بشكل خاص، فالمعطيات تؤكد أن التقارب السعودي – الإيراني سيكون له انعكاس حتمي لكنه يحتاج إلى بعض الوقت لكي تترجم الانفراجات الداخلية.

وكما أصبح معلوما فإن ملفات كبرى ومهمة ستكون لها الأولوية على طاولة البحث بين الجانبين وأبرزها ملف اليمن ومن ثم العراق وسوريا وفي آخر الأولويات سيتم البحث في الملف اللبناني.

من هنا فإن مصادر سياسية محسوبة على قوى الرابع عشر من اذار تعتبر لـ”صوت بيروت انترناشونال” أن الحديث عن الانفراج في لبنان بناء على الاتفاق لا يزال مبكرا، مشيرة إلى انه علينا الانتظار فترة شهرين أي حتى موعد تبادل السفراء وإنضاج النتائج بشكل جدي لنرى مدى تأثيره على لبنان.

وتتخوف المصادر من ان تقوم الولايات المتحدة بعمل ما لإفشال هذا الاتفاق لأنه برعاية الصين التي يبدو أنها تسعى لان يكون لها دورا كبيرا في منطقة الشرق الأوسط، مما قد يؤدي ربما الى اندلاع حرب عالمية الثالثة، فالحرب بأوكرانيا شيء والسيطرة على 60% من إنتاج النفط في العالم امر اخر كما تقول المصادر، مشيرة إلى أهمية الاجتماع الذي عقده الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مع الرئيس الصيني شي جين بينغ مؤخرا.

وإذ تعتبر المصادر ان توجه السعودية الى الصين هو بسبب تعامل الولايات المتحدة معها من خلال دعوتها المستمرة لها للحفاظ على امنها، في مقابل عدم استجابة الأخيرة لهذه الدعوات علما انها مستفيدة بشكل كبير من ثروات المملكة.

من ناحيتها، تشيد مصادر سياسية أخرى برؤية ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان 2030 من حيث سعيه الدؤوب للعمل على انفتاح وتطور المملكة لإيصالها الى مصافي الدول المتقدمة صناعيا وتقنيا وإعمارياً.

وتلفت هذه المصادر الى أهمية استضافة الرياض لثلاث قمم على أرضها خلال الزيارة التاريخية الذي قام بها الرئيس الصيني الى الرياض والتي شكلت حدثا استثنائيا واعتبرت بانها كانت بمثابة فتح باب جديد في العلاقات الاستراتيجية السعودية، مشيرة إلى أن الاتصال الذي أجراه ولي العهد السعودي بالرئيس الصيني يوم امس أكد على أهمية هذه العلاقة، خصوصا أن الأمير محمد أعرب مجددا عن تقديره للمبادرة الصينية الداعمة لتطوير العلاقات بين المملكة وايران.

وتعتبر المصادر ان المفاوضات بين السعودية واليمن أصبحت في مرحلة متقدمة جدا واذا ما توج “اتفاق بكين” الكل مقابل الكل أي تبادل الاسرى، فهذا يعتبر خطوة متقدمة جدا لتحقيق هدنة طويلة الأمد تمهد لاتفاق كامل وشامل بين السعودية واليمن.

وترى المصادر أن الاتفاق هو لمصلحة ايران والسعودية معا، فالأولى كما هو معروف ترزح تحت ازمة مالية واقتصادية وحصار كبير أرهقها ولم تعد تستطيع الصمود بسببه و باتت بأمس الحاجة لإراحة اقتصادها وبالتالي شعبها، خصوصا انها تعاني من أوضاع غير مستقرة على اكثر من صعيد، بينما هم المملكة الأساسي هو حماية أمنها وحدودها خصوصا في ظل النهضة الكبيرة التي تشهدها حاليا لذلك فإنها لديها حاجة جدية لترجمة الاتفاق.

وتلفت المصادر إلى أنه على الرغم من أن المصالحة السعودية الإيرانية ليست لها علاقة مباشرة بلبنان ولم يتم ذكره من قبلهما، ولكن لا بد ان يستفيد من المناخات الإيجابية الذي تركها الاتفاق في المنطقة، خصوصا أن السعودية أبدت رغبتها بان تكون طرفا مساعدا في اليمن والعراق وفي سوريا وهذا سيعود بالتأكيد في النهاية المطاف طرفا مساعدا في لبنان.

وفي النهاية، لا بد من الاعتراف بان “اتفاق بكين” اطلق حركة دراماتيكية وتغييراً في المواقع من خلال إغلاق ملفات وفتح أوراق جديدة تؤسس لمرحلة حديثة، ولكن حتى ذلك الوقت ستبقى الأنظار شاخصة الى ترتيبات تنفيذ هذا الاتفاق المصيري للمنطقة.

    المصدر :
  • صوت بيروت إنترناشونال