الثلاثاء 14 شوال 1445 ﻫ - 23 أبريل 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

الطريق الجديدة تخرج من عباءة سعد الحريري... لا جموع شعبية ولا قدرة على الحشد

“اقفلوا الأبواب بوجه كورونا…. ولتكن سلامة اللبنانيين تتقدم على أي اعتبار”… “اعتذر عن عدم استقبال المهنئين بالعيد التزاما بالاجراءات الوقائية حفاظا على صحة الجميع”.

بعض من تغريدات سعد الحريري الذي حاول ان يبدي من خلالها تخوفه على صحة اللبنانيين، الا انه عندما تعلق الامر بهاجسه الكبير وعلمه اليقين بتراجع شعبيته في الشارع، نسف كل كلامه ودعا من حوله الى تنظيم تجمع له في الطريق الجديدة التي اختار احد مساجدها لتأدية صلاة عيد الفطر فيه.

يعلم الحريري مدى تراجع شعبيته لذلك قرر عدم السفر الى الخارج لتمضية العيد مع عائلته كما جرت عادته، فالظروف لا تسمح بذلك بعد خروجه من السلطة وتضعضع تياره، اراد ان يختبر الارض، فكان خزان اهله السنة في بيروت اختياره.

نزل سعد الى الطريق الجديدة في امتحان صعب، غير ابه بإجراءات التعبئة العامة والتباعد الاجتماعي للحد من انتشار فيروس كورونا، واذ به يلمس مدى تراجع شعبيته، حيث تجمع نحو 100 شخص حول موكبه والبقية من عناصر امنه وحمايته،

هتف له بعض ممن قبضوا الثمن مسبقاً واطلقوا النار في الهواء، ومع هذا لم يستطيعوا الا زيادة نار حرقة سعد على ابتعاد من كانوا يناصروه عنه.

اسباب عدة دفعت ابناء الطريق الجديدة الى عدم استقبال من كان “زعيمهم” يوماً، اولها الوضع الاقتصادي المزري الذي وصلوا اليه، فالغالبية العظمى من شباب المنطقة عاطلون عن العمل، ثانياً اكتفاؤهم بالوعود الرنانة ووصف سعد لهم بالمرتزقة حين شاركوا بالثورة، وكذلك عدم توافر الدولارات لدى سعد، وخوف البعض من كورونا، اضافة الى فشل فريق سعد في التحضير لهكذا زيارة، والمحصلة فشل الحريري في شد العصب السني الذي تعب من اللعب عليه.

لن يتكرر مشهد دخول الحريري الى الطريق الجديدة في السنوات الماضية، حينها كانت تبدأ التحضيرات على الارض قبل يوم، حيث تقفل الطريق من جامع الخاشقجي الى الكولا، وترفرف اعلام المستقبل على الابنية، زيارة الامس كانت حاسمة، بأن لم يعد لسعد الا عدد قليل من المناصرين، وهذا ما اتعب فريق التصوير الذي حاول التقاط مقاطع فيديو للزيارة، وعلى الرغم من تركيزهم على zoom in الا انه كان من الصعب اخفاء الحقيقة المرة، لا جموع شعبية، ولا مواكب على الدراجات النارية ومواكب سيّارة تهتف للشيخ سعد.

اراد الحريري من زيارة الطريق الجديدة ارسال رسائل الى جهات عدة، اولها الى شقيقه بهاء الحريري الذي هزّ اركان السلطة والسياسيين ببيانه الاخير،

معلناً من خلاله دخول عالم السياسة، وثانيها الى الفاعلين في السلطة لاسيما حليفيه “حزب الله” ونبيه بري بانه هو المطلوب في الساحة السنية وليس حسان دياب وغيره، كذلك اراد سعد ايصال رسالة الى الدول العربية لاسيما الخليجية بأن شعبيته لم تتراجع وبأنه لا يزال “الزعيم”، لكنه فشل في ذلك، ووصلت الرسالة بعكس ما تمنى، حيث ظهر ان قدرته على الحشد لا تتجاوز قدرة زعيم منطقة وليس طائفة.

يحاول سعد بكل ما يستطيع من اسلحة اسقاط حكومة حسان دياب لمعادوة الدخول الى السرايا الحكومية، سواء من خلال عقده التحالفات مع النائب وليد جنبلاط والرئيس نبيه بري والتفاهم مع سمير جعجع والاهم اخذ رضا “حزب الله” من تحت الطاولة، الا ان عوائق عدة تحول دون وصوله الى هدفه على رأسها تراجع قدرته المالية والاحباط الذي تغلغل الى الطائفة السنية، ومع هذا لن يهدأ سعد ولن يستكين في محاولاته لذلك سيدفع مناصريه بعد العيد للنزول الى الشارع كذلك سيفعل حزبي القوات اللبنانية والكتائب للعب مجددا على ورقة الشارع في مواجهة حكومة دياب.

نزول مناصري سعد الى الشارع ليس من اجل تحصيل حقوق المواطنين المهدورة، بل من اجل عودة “زعيم” شارك في النهب والفساد وافقار الناس، وخير دليل على ذلك منع اذاعة الشرق المذيع محمد السباعي عن الهواء ودخول مبنى الاذاعة على خلفية مقدمة النشرة الاخبارية التي انتقدت الأوضاع الاقتصادية والمالية عشية عيد الفطر مركزة في مضمونها على أن “أسوأ ما في العيد أن يعايدك من يقتلك ويفقرك ويذبحك كل يوم”، حيث “نُعر” سعد من كلامه واعتبره موجه له.

اثبت الحريري بزيارته الى الطريق الجديدة مدى اتساع حالات التفلت من عباءته، والامر لا يقتصر على هذه المنطقة بل على كل المناطق التي كانت في السابق “مضمونة” بتأييدها للتيار الازرق، الا انها اليوم ابعد ما تكون عن سعد وتياره.