السبت 3 ذو القعدة 1445 ﻫ - 11 مايو 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

العيش المشترك يشبه السلطة.. واللبنانيون يكرهون بعضهم

يتغنى السياسيون في لبنان بمقولة العيش المشترك، في حين أن أفعالهم الطائفية ضربت هذا التعايش بعرض الحائط فهم يؤججون النعرات بخطاباتهم التحريضية، كما أن العيش المشترك المزيف ليس بجديد، وهو ليس نتيجة الانهيار الذي نعيشه بل أن تكاثر الأزمات بسبب تحلل الدولة هدد تعايش اللبنانيين وتقبلهم لبعضهم البعض.

أما الأعياد وشجرة الميلاد المشتركة وتبادل التهاني وأعداد الوجبات والحلويات المشتركة لتبادلها مع الجيران من دين مختلف، والمشاركة في الافراح والأحزان ليست إلا من اجل البروتوكول، كما أن الزيجات المشتركة بين جميع الطوائف والحديث عنها عبر شاشات التلفزة ليست عيشاً مشتركاً، فمعظمها ينتهي بخلافات عائلية أو التباعد.

العيش المشترك مقولة مبهمة تنطلق من فرضية يتم التسليم بها من دون تشكيك جدي مفادها أن الفرد في لبنان لا وجود له خارج طائفته، فكل شخص في لبنان هو طائفي بماهيته أي أن البعد الديني يدخل في تعريفه ويطغى على سلوكه بحيث لا يمكن لنا أن نفصل بين المواطن والطائفة، الدين ليس مجرد مركب اجتماعي يختاره الانسان بشكل حر ومستقل بل هو حاجة لا بد منها ولا مفر منها منذ ولادة المواطن اللبناني.

لبنان لم يكن يوما بيئة حاضنة لكل ابنائه، لم يكن يوما حضنا للتعايش للطوائف مع بعضها البعض، وما يدور من فتن واقتتال طائفي ليس هو نتيجة لكل التراكمات السابقة، سواء من أيام العثمانيين والفرنسييين، وكل ما في الأمر أنهم كذبوا علينا في لعبة اسمها العيش المشترك.

الطائفية تنهش اجسادنا، وتكبر معنا منذ الولادة، ونعيشها كل يوم، في المدرسة والبيت، وفي العمل، وفي كل استحقاقات حياتنا اليومية، في الزواج طائفية، وفي الطلاق طائفية، وعند مماتنا طائفية، وهنا اتحدث عن كافة الطوائف ولا استثني احداً.

ما حصل في عكار الأسبوع الفائت خير دليل على أن العيش المشترك في لبنان مجرد عبارة عابرة، كما أن احداث مغدوشة يوم أمس تؤكد أن اللبنانيين غير مهيئين بعد للعيش سوياً وعند أي حادث يعيدون بناء متاريس الحرب واطلاق الشعارات الطائفية، ما يطرح الأسئلة التالية:

هل لا تزال الطوائف اللبنانية راغبة ومصممة على العيش مع بعضها؟ ووفق أي نظام؟ الطائف؟ أم عبر الذهاب إلى مؤتمر تأسيسي جديد؟