الجمعة 9 ذو القعدة 1445 ﻫ - 17 مايو 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

الفارق بين "شريعة الغاب" وشرعة الأمم المتحدة

تواجه أوكرانيا والعالم الغربي أخطر تهديد بعدما لوَّح الرئيس الروسي ڤلاديمير بوتين باستخدام السلاح النووي. ما يعني أن خطراً يفوق ما يمكن تسميته بالحرب العالمية الثالثة يتهدد أوكرانيا والدول الداعمة لها.

وتقول أوساط ديبلوماسية غربية لـ”صوت بيروت انترناشيونال”، أن هذه الدول و شعوبها يخشيان ما يمكن أن يفعله الرئيس الروسي، و إمكان استمراره في ضرب القوانين الدولية و ميثاق الأمم المتحدة.

ولا تستبعد الأوساط أن يتحول الوضع بين روسيا وأوكرانيا الى حرب استنزاف طويلة الأمد، لا تتهدد أوكرانيا فقط، بل تطال بشظاياها الدول المحيطة سياسياً وإقتصادياً. هذا إذا لم توفر المفاوضات بين أوكرانيا وروسيا مخرجاً للجميع.

يحاول بوتين فرض نظام دولي جديد قوامه سيطرة الدول الأقوى على الدول الأقل قوة، ساعياً الى تحقيق “شريعة الغاب”، في وجه شرعة أو ميثاق الأمم المتحدة. والذي جاء في مادته الأولى من الفصل الأول حول مقاصد الأمم المتحدة ومبادئها: حفظ السلم والأمن الدوليين. وتحقيقاً لهذه الغاية تتخذ الهيئة (أي الأمم المتحدة) التدابير المشتركة الفعالة لمنع الأسباب التي تهدد السلم ولإزالتها، وتقمع أعمال العدوان وغيرها من وجوه الإخلال بالسلم وتتذرع بالوسائل السلمية، وفقاً لمبادئ العدل والقانون الدولي لحل المنازعات الدولية التي قد تؤدي إلى إخلال بالسلم أو لتسويتها…

و في المادة الثانية، تقوم الهيئة على مبدأ المساواة في السيادة بين جميع أعضائها (أي الدول)… و يفض جميع أعضاء الهيئة منازعاتهم الدولية بالوسائل السلمية على وجه لا يجعل السلم و الأمن و العدل الدولي عرضة للخطر.

وفي شرح لمبدأ السيادة في الأمم المتحدة، يُعتبر مبدأ السيادة من المصطلحات المهمة في القانون الدولي العام، وفي علم السياسة… وهي تعني الصلاحيات التي تعد حقوقاً للدولة ممارستها في النطاق الإقليمي لها لحماية الحدود والحفاظ على الأمن وغير ذلك…على أن أنواع السيادة اثنان: خارجية وداخلية.

والأولى تحديداً تعني تنظيم علاقاتها مع الدول الأخرى في ضوء أنظمتها الداخلية وحريتها في إدارة شؤونها الخارجية وتحديد علاقاتها بغيرها من الدول وحريتها بالتعاقد وحقها في إعلان الحرب أو التزام الحياد… وعدم خضوع الدولة صاحبة السيادة لأية دولة أجنبية.

هناك فرق كبير بين “شريعة الغاب” المعتمدة من روسيا، وشرعة الأمم المتحدة، التي تحكم العلاقات الدولية، التي تهدف الى أن ترقى بهذه العلاقات الى أرفع مستوى تأميناً للسلام بين الشعوب.

تجهد الأمم المتحدة لتطبيق ميثاقها على أرض الواقع، لكن في حالة أوكرانيا استخدمت روسيا “حق النقض” “الڤيتو” فلم يصدر قرار عن مجلس الأمن، أما قرار الجمعية العامة فهو معنوي لكنه غير ملزم.