الجمعة 19 رمضان 1445 ﻫ - 29 مارس 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

المبادرة الفرنسيّة وُلدت ميتة وهذا ما تحيكه الترويكا الشيعية !!!

اُسقِطت حكومة “حسان دياب” في الشارع بُعيد النّكبة الّتي حلّت ببيروت، علت الأصوات إعتراضاً على مصير اللّبنانيّين الواقف على محكّ الشيعيّة السياسيّة الحاكمة وأسلحة حزب الله المحرّمة دوليّاً والموجودة في كلّ حيٍّ وزقاق، فتمّ تكليف “مصطفى أديب” بمادرة فرنسيّة أقرب إلى العقم …

دُوّنت لائحات الضّحايا بمجزرة إيران في لبنان، على سود صفائح إرهابها في الإقليم العربي والعالم، وكان لا بُدّ للمجتمع الدّولي أن يتدخّل ليُضمّد جراح المنكوبين في بيروت، وهي المشهديّة الّتي تصدّرها الرّئيس الفرنسي “إيمانويل ماكرون”، حيث دخل على من إستحوذ ألقاب “زعماء البلد” بصورة المُغاضب، وإحتضن مُختلف أطياف الشعب اللّبناني الموجوع وطبطب على قلوبهم بحنانيه ذي العطر الباريسي مستحضراً في ذهنه نزول “الخميني” من على متن الطائرة القادمة من فرنسا إلى إيران، محاولاً ترميم ما تبقّى منها في لبنان …

وبّخ الرّئيس الفرنسي “إيمانويل ماكرون” أقطاب الفساد في أوّل زيارةٍ له، وجلس مع سفير “حزب الله” في البرلمان “محمد رعد” قبل أن يصدح منبره بعقدٍ سياسيٍّ جديد، رابطاً نجاح مشروعه السّياسي بنجاه مبادرته في لبنان، وهو الأمر الّذي أثلج صدر كلّ لبناني، قاصياً كان أم داني، ومن ثمّ إتّخذ سبيله في السّماء إكمالاً منه لجولاته الإقليميّة والعالميّة في ظلّ توجّسه من الإمتداد التّركي في المنطقة …

عاد الرّئيس الفرنسي “إيمانويل ماكرون” إلى لبنان، ولكن بصورة مغايرة عمّا سبقتها، فبعد لقائه بِ “فيروز”، وتناوله المأدبات مع أحجار شطرنج الشيعيّة السّياسيّة، المؤتمرة بأوامر “حسن نصر الله”، صرّح الرّئيس الفرنسي بأنّه سيعمل على تشكيل حكومة إنقاذ مع بقاء المجلس النيابي الحالي دون إمكانية الحؤول إلى إنتخاباتٍ نيابيّة مبكرة، فاصلاً بين جناحي حزب الله السّياسي والعسكري، مُحيّداً الأخير عن ميدان الإرهاب، على عكس ما يعترف به “نصر الله” وما يخبره أهل الأرض، ممّا أثار حفيظة المجتمع اللّبناني إزاء هذا التّصرّف …

بُعيد الزّيارة الأخيرة، تكلّف السّفير اللّبناني في ألمانيا “مصطفى أديب” بتشكيل حكومة المهمّة، بإيذانٍ من المخابرات الفرنسيّة كما تسرّب للإعلام، إردافاً إلى إستبيان “أديب” بأنّه راعي حفلات الثنائي الشيعي في محافل الغرب، بالصّور والمقاطع المُصوّرة، تزامناً مع إعلان وزارة الخارجيّة للولايات المتّحدة الأميركيّة بعدم قبولها بمشاركة “حزب الله” في الحكومة، الأمر الّذي لا يقبله الحزب ومن خلفه إيران، حيث بدأت عقوبات وزارة الخزانة الأميركيّة بالإنهيال على حزب الله ومن لفّ لفّه وإرهابه، ما إستدعى وضع خطّة بديلة سُبقت بإظهار كباشٍ مُصطنع مُلحقةً بتبادلٍ للأدوار …

أدرك “حزب الله” -وكون هذا النّظام نظامه- أنّ لا حلّ في حكومة يترأّسها “أديب”، لأنّ أمره قد إنفضح، والإتفاق الإيراني-الفرنسي لم يُؤتِ أُكُلَه، ففرنسا ليست المعني الأساسي بالصّراع، ولا هي مُفوّضة من قبل الولايات المتّحدة العازمة على دحر الإرهاب، خِلاف التّخريص الّذي مُنِيت به جهابذة المحور الممانع، فما كان منهم إلّا البدء بتوزيع الأدوار ورسم الطريق لرئيس يثقون به، ومن غيره، “سعد الحريري” …

إبتدأ الثنائي الشيعي بالتّعنّت بأخذ وزارة الماليّة، وأوعز إلى “طلال أرسلان” ذي المثاقيّة المُتلاشية بالتّمسّك بوزارة سياديّة، وهو حال حزب الطاشناق المُطالب بتمثيله حكوميّاً، وفي المقلب الآخر بدأ يوحي بتباينٍ بينه وبين التّيار الوطني الحرّ و “ميشال عون، عبر خطاب “جبران باسيل” الأخير الّذي أبدى فيه مناوأته للحزب وعبر كلمة “ميشال عون” في الجمعيّة العامّة للأمم المتّحدة والّذي جدّد إلتزامه بتنفيذ القرار “١٧٠١” بكامل مندرجاته -وهو سرابٌ في صحراء تيه السياسة- أي كلام لا جمرك عليه بحسب تفكيره مُتغافلاً عن الإصلاحات الّتي يريدها المجتمع الدّولي دون تأجيلٍ أو تسويف، وأوّلها تطبيق القرارات الدّوليّة، الهادفة لبناء دولة حقيقيّة في لبنان …

وكالعادة، أتى “سعد الحريري” بالمقولة الشهيرة “ما حدا أكبر من بلدو” لِيُؤكّد من جديد أنّه مُخاتِلٌ وغيرُ مسؤول، فبعد توزيع “حسن نصر الله” للأدوار على أحجار الشطرنج، وكرمى للخليلين أوردها سعدٌ وسعدٌ مُشتمل، ولم يعلم أنّها ما هكذا تورد الإبل، وبالطّبع، غايته الأولى وبراعته الطّولى في إيهام مناصريه بأنّ ما يقوم به هو لإبعاد شبح جهنّم عن لبنان، جهنّم الّتي أنِف ذكرها على لسان ميشال عون قبل أيّام، وهي بتدبيرٍ مُسبق وتخطيطٍ مُحكم، وحبكة رخيصة لسيناريو عودته المُرتَأى والمُؤمّل به من قبل حزب الله وإيران، وكيف لا وهو تمّ تصنيفه مؤخّراً من الترويكا الشّيعيّة !!!

الحكومة في لبنان لن تُشكّل، لا إنفاذاً لمآرب “حزب الله”، بل لعدم تسليمه البلد مرّةً أخرى، فبرعاية الولايات المتّحدة الأميركيّة وحكمة دول الإعتدال العربي لن يكون هناك مكانٌ بعد للإرهاب في المنطقة، والجناح السياسي السّني الإيراني المتمثّل بسعد الحريري لن يلقى مكانه في السّاحة السّياسيّة اللّبنانيّة مرّةً أخرى …