الجمعة 10 شوال 1445 ﻫ - 19 أبريل 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

المجاعة تدق أبواب سجن رومية و"صوت بيروت انترناشونال" يروي تفاصيلها

عندما تعجز الدولة عن تأمين اللحوم الى عناصر المؤسسة العسكرية وتصبح الوجبات “دايت”, وكذلك الامر بالنسبة لرواتبهم التي طالها الانكماش بفعل انهيار الليرة اللبنانية وارتفاع اسعار السلع بمختلف انواعها بشكل جنوني في بلد يعتمد على الاستيراد , حتى علف الحيوانات طاله التقنين فهو ايضاَ غير متوفر بعدما اصبح تأمينه يخضع لبورصة الدولار.
ان ما ذكرناه هو جزء يسير من مجموعة مشاكل تواجه الشعب اللبناني بأمله في ظل جائحة “الكورونا” التي زادت الاعباء عليه صحياَ واقتصادياَ,فالناس تخوض المعارك داخل المحلات والسوبرماكت للحصول على المواد الغذائية المدعومة, فكيف اذا كان سجيناَ محكوماَ او موقوفاَ ينتظر محاكمته.

مصدر مطلع على ما يحصل داخل السجون اللبنانية يروي “لصوت بيروت انترناشيونال” المأساة التي يعيشها هؤلاء في ظل هذه الاوضاع وهم قبل هذه الظروف انتفضوا مرات عديدة لاسيما من هم في سجن رومية الذي يضم العدد الاكبر من هؤلاء.

ويضيف المصدر ان الظروف التي يعيشها السجناء باتت تنذر بالانفجار ولكن هذه المرة من الناحية الحياتية , لان الجوع طرق ابواب السجن منذ فترة طويلة .

يروي احد السجناء لوكيله عن الحالة التي يعيشونها في السجن ,بداية مع دخول “الكورونا” الى السجن من خلال احد عناصر القوى الامنية حيث انتقلت الى السجناء في احد المباني التي تضم اكثر من 300 سجين الامر الذي دفع بالاطباء التوقف عن العمل وباتت العلاجات تحصل من خلال مساهمة بعض الجمعيات والاشخاص وعلى نفقة اهالي السجناء.

ويتابع المحامي نقلاَ عن موكله انه تم انشاء مبنى “ج” لعزل المصابين حيث كانت تتم معالجتهم رغم سوء حالة البعض باعطاء دواء ال “ادول” وكان بعض المصابين يرفضون الذهاب الى ذلك المبنى بسبب الاهمال وقلة التغذية اضافة الى الضرب الذي كان يحصل عند مطالبة المصابين بابسط حقوقهم.

اما المعضلة الاخرى والتي تؤشر الى ان المجاعة بدأت تطل برأسها من داخل سجن رومية كما يرويها السجين لموكله والتي باتت تهدد حياة السجناء , ,فهي تتمثل بامرين الاول يتعلق بالوضع الاقتصادي الذي انعكس عليهم, فقبل هذه الازمة كان السجناء يشترون احتياجاتهم من “الحانوت” الموجود في سجن رومية وكانت الاسعار آنذاك تتخطى المعتاد ولكن اليوم باتت غير مقبولة ولم يعد باستطاعتهم شراءها ان وجدت , الامر الذي اضطرهم لانعدام الحيلة الى تناول ما يقدم لهم في السجن رغم رداءة نوعيته.. وبعدما منع الاهالي من احضار المواد الغذائية لابنائهم في تدبير اداري صدر عام 2015 خوفاَ من ادخال الممنوعات.

ويضيف السجين لوكيله بتنا نعيش جحيماَ….. فبسبب تقليص النفقات انخفضت نسبة التغذية الى النصف ومن ثم الى الثلث الى ان وصلت الى الربع تقريباَ , اضافة الى ان وجبة الدجاج التي كان تؤمن مرتين اسبوعياَ, بات السجين يحصل على حصة واحدة منها خلال شهرين اما بالنسبة للحوم فتبخرت من القائمة , وبالنسبة للرز اصبحت الكمية لا تكفي لجميع السجناء .

ويضيف السجين لقد ضاق السجناء ذرعاَ لاسيما وان محاولاتهم المتكررة لايصال معاناتهم باءت بالفشل لان السلطات المولجة بمعالجة هذا الامر عاجزة وليس لديها القدرة على الحل . فضلاَ عن الاكتظاظ بسبب اطالة امد المحاكمات فبعضهم ينتظر حكمه منذ عدة سنوات وتبلغ نسبة الذين لم تتم محاكمته في احد المباني اكثر من نصف عدد نزلائه وفي ظل ازمة كورونا و بدأت هذه المشكلة تضغط على الوضع داخل سجن رومية وباتت تنذر بالانفجار.

وانطلاقاَ مما ورد “صوت بيروت انترناشونال” حاور مدير مركز حقوق السجين في نقابة المحامين في طرابلس محمد صبلوح الذي وصل الى مسامعه في سجن رومية “نحن على ابواب مجاعة” في المبنى “د” ,”ج”, المحكومين , الخصوصية الامنية, لدرجة ان تفاحة يتقاسمها سجينان فضلا عن الوجبات التي تقلصت من 3 الى شبه وجبتين . ولم يعد بامكان السجناء الشراء من “الحانوت” ولا يمكنهم الحصول عليها من اهاليهم, وهو اوصل صرخة هؤلاء امام اعضاء اللجنة البرلمانية لتتم معالجته والا “سنصل الى المحظور” معتبراَ ان الامر تخالف الاعراف الدولية وعلى الدولة تطبيق للقانون اللبناني , غير ان بعض الحاضرين اعتبروا ان هناك مبالغة في الامر لذا تمنى عليهم تشكيل لجنة وقد تقرر في ختام المناقشة الحادة سيقوم رئيس الهيئة الوطنية لحقوق الانسان مع وفد من الهيئة بزيارة السجن الا ان المحامي صبلوح طلب من اعضاء الهيئة لقاء السجناء للاطلاع بشكل مباشر على معاناتهم وليس فقط الدخول الى المطابخ، وقد حصل “صوت بيروت انترناشونال” على نسخة من بيان لسجناء المبنى “باء” في سجن رومية حول اوضاعهم الصعبة.

بيان

بيان