الجمعة 10 شوال 1445 ﻫ - 19 أبريل 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

المنطقة على نارٍ حامية.. والنتائج في الأسابيع المقبلة

شكل الإعلان عن الاتفاق بين المملكة العربية السعودية مع ايران، برعاية ومسعى صيني، جدلية بين شعوب البلدان العربية التي ترزح تحت الحروب والهيمنة الايرانية، وطغى القلق على ابناء الثورات ومصيرها واحلامهم بالتخلص من حكامهم الطغاة الذين تلوثت أيديهم بدماء الاطفال والنساء في وقت يرى بعض المتابعين لهذا الاتفاق الذي وقع حول طاولة ثلاثية لم تحصل فيها اي مصافحة بين الطرفين.

بنود الاتفاق تناولت العديد من النقاط ابرزها التأكيد “على احترام سيادة الدول وعدم التدخل في شؤونهما الداخلية” وهذا ما يؤكد انها ليست محصورة بالمملكة انما “بدول”، اضافة الى استئناف العلاقات الدبلوماسية في مدة اقصاها شهران وغيرها من البنود التي توصف بالعموميات.

لا يمكن التغاضي عن كل المخاوف والقلق الذي تسببه الاعلان عن الاتفاق، وهو في المنطق لا يمكن تبريره في علاقات الدول ذات السيادة ،وتحميل المملكة عبء الشعوب المنتفضة، لكن الواقع يشهد على انها لا تنأى عنه لناحية الدخول في مبادرات يشهد لها التاريخ القديم والحديث في رعاية المؤتمرات وطرح المبادرات لوقف الحروب والنزاعات في الدول العربية.

تعددت القراءات لناحية لمن الغلبة في هذا الاتفاق لكن بعض المراقبين يلفت الى ان المملكة رائدة في الدبلوماسية الناعمة، التي تستطيع من خلالها اختيار الوقت المناسب لتظهير نتائج مباحثاتها وقراءتها للمشهد الدولي وهو ما تم تتويجه بالاتفاق المذكور الذي يحمل بعداَ سعودياَ داخلياَ لناحية استكمال رؤية 2030 وعودة الاستقرار للبلدان العربية التي تنتمي الى المحيط نفسه، وهو امر يمكن القول انه نضج وحان وقت القطاف، لعدة اسباب منها ما يتعلق بالوضع الايراني الداخلي الملتهب، وتعثر مشروع ولاية الفقيه في سوريا ان لناحية الضربات الجوية الاسرائيلية التي غالباَ ما تصل الى اهدافها من خلال المعلومات التي تسرب اليها من الداخل السوري، عزيمة ابناء الثورة السورية التي مازالت على مسارها ولن تكون هناك عودة الى ما قبل 2011، وهزالة الحضور الروسي الغارق بحربه على اوكرانيا .

اما في لبنان فايران تواجه حرباً ضروساً في موضوع انتخابات الرئاسة اللبنانية التي يسعى “حزب الله” فيها لفرض مرشحه لاستكمال المشروع التدميري، الذي بلغت ذروته مع مجيء الجنرال ميشال عون الى بعبدا في وقت يلقى معارضة واسعة لخياره حيث سيواجه بسلاح تعطيل النصاب في حال تم تحديد جلسة انتخاب.

اما على صعيد المواقف الغربية فقد بدا واضحا انتقاد زعيم المعارضة الاسرائيلية يائير لابيد لرئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين، بتوصيفه لسياسة حكومته الخارجية بالفاشلة والتي تسببت بانهيار جدار الدفاع في وجه ايران وهذا الامر يطرح السؤال ان كان نتانياهو سيلجأ الى عمل عسكري في العمق الايراني .

وينهي المراقب حديثه بالتأكيد ان الاتفاق خلط اوراق المشهد الاقليمي والدولي الذي كان قائماَ، وهذا ما سيدفع بالعديد من الدول الى قراءة هذه المشهدية الجديدة التي تغيرت من خلالها العديد من ، والتي ستقض مضاجع حتى الميليشيات الايرانية التي نشرها نظام ولاية الفقيه في العواصم العربية ولا شك ان المنطقة وضعت على نار حامية وستظهر نتائج هذا الاتفاق خلال الاسابيع القادمة.

    المصدر :
  • صوت بيروت إنترناشونال