السبت 11 شوال 1445 ﻫ - 20 أبريل 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

الوضع الصحي كارثي والفاتورة تتخطى طاقة المريض

مع استمرار انهيار الدولة بكل مكوناتها تبقى صحة المواطن اللبناني هي الأهم ولكنها باتت بخطر شديد جراء غلاء الفاتورة الاستشفائية وفقدان الادوية واللقاحات الأساسية، فبعد ان كان لبنان مستشفى الشرق الأوسط من ناحية مستوى الاستشفاء والطبابة وتمتعه بأفضل المواصفات الصحية العالمية بات اليوم يفتقر لأدنى هذه المستويات، وبات المريض الذي يحتاج الى ادوية ضرورية ينتظر موته الذي اصبح يراه حتمي اذا لم يحصل على علاجه بسبب عدم قدرته على دفع بدل اتعاب الأطباء وفواتير الدواء .

وللاطلاع على دور والمساعدات التي تقدمها منظمة الصحة العالمية للبنان على تخطي محنته العصيبة التقى ” صوت بيروت انترناشونال “مديرة البرامج بالمنظمة في لبنان الدكتورة اليسار راضي التي قالت:” من المؤكد ان المساعدات التي تقدمها المنظمة وغيرها من الشركاء تقتصر على سد بعض الثغرات في القطاع الصحي، والهدف منها هو مساعدة اكبر عدد من الأشخاص الذين يعتبرون اكثر حاجة وفقرا وليس باستطاعتهم الوصول الى الخدمة الطبية للمحافظة على عدم تدهور أوضاعهم الصحية وعدم ازدياد اعداد الوفيات بسبب عدم حصولهم على هذه الخدمة”.

وتعتبر راضي ان الشراكة التي هي مبدأ عام لعمل المنظمة والعنصر الأهم والاساسي بكل المساعدات التي ترد الينا وهي لا تقتصر مع الدول فقط بل مع جمعيات أهلية محلية ودولية تساعد في تمويل القطاع الصحي لانها تساهم في توزيع الدعم على عدد اكبر من المستفيدين وطالما ازدادت الدول والمنظمات التي تقدم المساعدة كلما كان هناك قدرة اكبر على تقديم المساعدة وبناء القدرات وتفعيل الشراكة في القطاع الصحي.

راضي شددت ان محور المساعدات يكون من خلال توفير الادوية للأمراض المزمنة وللحالات الطارئة ضمن الجدول الوطني للائحة الأساسية للأدوية على المراكز الصحية، كذلك المشاريع التطويرية للقطاع الصحي، وكشفت ان العمل حاليا يرتكز حول تفعيل دور الوزارة في مراقبة الادوية من لحظة وصولها الى لبنان الى حين استخدامها لضمان الجودة وسلامتها في الأسواق اللبنانية، واعتبرت ان هذه العملية من شأنها ان تساعد الوزارة لوضع خطط استباقية لمعرفة احتياجات الناس الأساسية من الادوية، إضافة الى المكننة والدعم المباشر لمركز توزيع الادوية الأساسي في الكرنتينا.

وتشير راضي الى ان المنظمة قدمت مساعدات استشفائية لأعداد كبيرة من المصابين “بالكوفيد” في المستشفيات واللذين لم يكن لديهم اي تغطية صحية، وهي في طور توسيع تقديم المساعدة لأشخاص بحاجة الى الاستشفاء بشكل طارئ .

وتؤكد المسؤولة الدولية على التعاون المستمر مع المستشفيات الحكومية من اجل تطوير قدراتها في اقسام الخدمات المتعلقة بالعناية الفائقة والأدوات الطبية والتدريبات وغيرها، إضافة للعمل بمشاريع توأمة بين هذه المستشفيات ومراكز طبية جامعية لتحسين جودة العناية وسلامتها.

وتلفت أيضا الى المشاريع التي تعمل عليها المنظمة تستهدف البنى التحتية لوزارة الصحة بإعتبارها شريك اساسي للخدمات الصحية التي لها علاقة بالصحة النفسية من تدريب وتفعيل ودمج ، كذلك بالنسبة الى نظام الترصد في لبنان ومراقبة الامراض بالإنذار المبكر لها من خلال المساعدة والقيام بالترصد الوبائي بما فيها الأوبئة التي تنتشر من اجل سد الثغرات في نقص العنصر البشري لدى وزارة الصحة في البرامج الأساسية من خلال تقديم خبرات تقنية وتدريبات تتعلق بالرعاية الصحية الأولية واللقاحات ولتنفيذ خطة اللقاح الاستراتيجية التي تعمل المنظمة على تطويرها مع الوزارة من اجل تغطية السبع سنوات القادمة.

وعما اذا ما كانت المنظمة تساهم في تأمين ادوية السرطان والامراض المزمنة للمرضى تشير راضي الى انه إضافة الى تأمين بعض اللقاحات من قبل “اليونيسف” فإن المنظمة استطاعت في بعض الفترات تأمين ادوية السرطان وغسيل الكلى وعدد من الادوية للأطفال، مشيرة الى ان الاحتياجات كبيرة جدا وعلى الدولة تحمل مسؤوليتها وإعادة النظر بنوعية الادوية التي يجب استيرادها وترشيد استعمالها وتحديدا ادوية السرطان، خصوصا ان هناك استراتيجيات عدة يتم العمل عليها لمساعد الدولة من اجل تحسينها وتطويرها وبالكلفة غير مرتفعة لكي يكون بإمكانها تأمين الاحتياجات الطبية لأعداد اكثر من المرضى.

وعن انتشار وباء اليرقان تعتبر راضي ان هذا المرض مستوطن في لبنان وهو ينتقل عبر المياه الملوثة اي ” المجارير” الى شبكة مياه الشرب بسبب اهتراء شبكات المجاري وعدم اجراء الصيانة والمراقبة من قبل السلطات المختصة التي عليها وضع مادة “الكلور” بشكل دوري، وتعتبر انه بسبب ارتفاع سعر لقاح اليرقان فان هناك صعوبة بالقيام بإجرائه من قبل المواطنين في المناطق الذي ينتشر به المرض.

وحول انتشار “جدري القردة” تؤكد راضي انه لا يزال محصورا عالميا في مناطق معينة وضمن اشخاص معينين، ولكنها كشفت عن وجود 13 حالة في لبنان مشكوك فيها وواحدة تم التأكد من اصابتها وعزلها في النفس اليوم، وتلفت الى ان العدوى تنتقل بالاتصال المباشر او من خلال ملامسة الجروح الملتهبة.

وتبدي راضي اسفها لهجرة الطواقم الطبية والتمريضية من لبنان وتعتبرها بأنها مشكلة كبيرة، كاشفة عن نقاشات تجري مع الوزارات المختصة لدرس خطة وطنية من اجل تقديم الحوافز لبقائهم في وطنهم بإعتبار هجرة هذه الطواقم ستؤثر بشكل مباشر على توفير الخدمات الطبية

    المصدر :
  • صوت بيروت إنترناشونال