الثلاثاء 7 شوال 1445 ﻫ - 16 أبريل 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

بو صعب و"الحل المستحيل" في ظل الإجازة القسرية لإدارة ماكرون

منيت ادارة الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون بهزيمة سياسية من الفريق المعارض لطرح اسم الوزير السابق سليمان فرنجية كمرشح لرئاسة الجمهورية، واطاحت بالعلاقات التاريخية التي تربطها بلبنان وبشريحة كبيرة من اللبنانيين كانت تعول على دعمها، وفي طليعتهم المسيحيين وسنة لبنان الذين ارتبطوا ايضاً بها بشكل وثيق، من خلال الصداقة التي جمعت الرئيس الشهيد رفيق الحريري بالرئيس الفرنسي الراحل جاك شيراك صاحب الاثر الكبير والواسع في الشرق الاوسط والخليج العربي، واضحى يستذكر باعتباره “رئيس فرنسا الذي صادق القادة العرب”.

الرئيس الراحل شيراك ميز لبنان عن غيره من الدول، ووضعه في مرتبة خاصة ومميزة في عقله ووجدانه، وظهر جلياً في محطات عديدة لاسيما لناحية صياغته بالتعاون مع الادارة الاميركية القرار 1559 ولم يترك لبنان عندما اختطف تفجير 14 شباط صديقه الشهيد الحريري.

اليوم تحاول الادارة الفرنسية الحالية المتمثلة بالرئيس ماكرون، السير في الاتجاه المعاكس لسياسة “الام الحنون” التاريخية في لبنان، وهذا الامر افقدها جزءاً كبيراً من الثقة التي كانت تتمتع بها بعدما تعلقت امال اللبنانيين على زيارة ماكرون، عندما وطأت قدماه مرفأ بيروت عقب الانفجار الزلزال الذي دمره.

لكن الخطوات اللاحقة شكلت سهماً اصاب السياديين بجرح بدأ ينزف مع تبني ترشيح فرنجية ومحاولة فرضه التي باءت بالفشل نتيجة المعارضة الشرسة لهذا الطرح، وهذا ما دفعها الى اصدار بيان يؤكد انها لا تدعم اي مرشح وانكفأت عن المشهد تحت عنوان “اجازة عيد الفصح”.

في موازاة هذا الانكفاء خرج نائب رئيس مجلس النواب اللبناني الياس بو صعب بمبادرة فردية وشخصية، ولكن احد المتابعين للمسار الذي ينتهجه الاخير يرى انه يحاول لعب دور الرجل الاورثوذكسي الاول بعد غياب الوزير السابق ميشال المر الذي حمل اسم “صانع الرؤساء” الذي ربطته علاقة متينة برئيس مجلس النواب نبيه بري لم تنقطع رغم بعض التباينات.

ويتابع المصدر ان مسار بو صعب السياسي بدأ يتكشف من خلال بعض المواقف التي تمايز فيها عن تكتل “لبنان القوي” الذي يرأسه رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل، والتي وصلت الى حد الانتقاد المبطن وهذا ما يطرح تساؤلات عديدة حول المبادرة التي تؤشر الى بصمات “ابو مصطفى” لمواجهة الافق المسدود وبموافقة ضمنية من “حزب الله”، تظهرت من خلال موقف رئيس كتلة “الوفاء للموقاومة ” محمد رعد الذي لطف المواقف عالية السقف لبعض قيادات الحزب.

مصادر مطلعة تؤكد أن المعطيات التي حملها بو صعب خلال لقاءاته مع رؤساء الاحزاب والكتل المسيحية لم تتطرق الى اسماء المرشحين لرئاسة الجمهورية، انما انحصرت في محاولة ايجاد نقاط التقاء تفتح كوة في الجدار الذي يفصل بين محور الثنائي “حزب الله” و”حركة امل”، في مواجهة الاحزاب المسيحية والقوى السنية التي تتلاقى معها في الطروحات نفسها لناحية عدم ايصال مرشح يشكل امتداداً لعهد الرئيس السابق ميشال عون .

ويختم المصدر بإشارته إلى أن محور الممانعة يسعى جاهداً لتمرير هذا الاستحقاق ليقطف ثماره في ظل الاتفاقات واللقاءات، في ما يتعلق بالملفات الساخنة من اليمن مروراً بالعراق وصولاً الى الملف السوري، الذي يعتبر محور اشتباك بين العديد من الاطراف ولا بد ان ترخي نتائجه بظلالها على الساحة اللبنانية.

    المصدر :
  • صوت بيروت إنترناشونال