الخميس 15 ذو القعدة 1445 ﻫ - 23 مايو 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

تحضيرات في الكونغرس لدفع الإدارة الأميركية لاعطاء ملف لبنان أهمية

ثمة قاسم مشترك أميركي-فرنسي بالنسبة الى الإهتمام بالوضع اللبناني في هذه المرحلة، و هو السعي لتعزيز قدرات الجيش اللبناني ومساعدته تمويلاً وتجهيزات للقيام بواجبه في حماية الأمن من التهديدات الداخلية المحتملة في ظل الصعوبات الإقتصادية، والعراقيل أمام تشكيل الحكومة من أجل حماية الحدود وتعزيز السيادة، وفقاً لمصادر ديبلوماسية لـ”صوت بيروت انترناشونال”.

وسبق إعلان السفيرة الأميركية دوروثي شيا عن تخصيص مبلغ 120 مليون دولار من بلادها لدعم الجيش للسنة الحالية، اجتماع انعقد بين الخارجية الأميركية وقيادة الجيش اللبناني تناول التعاون الأمني بين البلدين، و تقديم العون للبحرية اللبنانية، وتعزيز القدرات الأمنية على الحدود الشرقية. وبلغت قيمة ما قدمته واشنطن 2.5 مليار دولار كمساعدات عسكرية للبنان منذ العام 2006. وقد بلغت التقديمات السنوية بما في ذلك، التدريبات والتجهيزات، ما يعادل 275 مليون دولار.

و لن يزور قائد الجيش العماد جوزيف عون واشنطن قريباً، بعد الإجتماع المذكور الأسبوع الماضي، وقد تكون له زيارة في مرحلة لاحقة.

ولم يقتصر الإهتمام الأميركي عند هذا الحد مع أهميته في هذا الظرف، بل أرسلت مجموعتين في الكونغرس رسالتين الى الإدارة حول ضرورة مساعدة لبنان وعن سبل هذه المساعدة، و ضرورة أن تنسق الولايات المتحدة في شأن المساعدات مع المجتمع الدولي، على أن تُقدم المساعدات مباشرة الى اللبنانيين و ليس عبر الحكومة. كذلك حول ضرورة تقديم المساعدة للجيش و العمل لإنشاء لجنة تحقيق في انفجار المرفأ، كما تضمنت الرسالتين ضرورة تطوير الروابط اللبنانية -الأميركية، و أن تساهم واشنطن في المساعدة لتشكيل حكومة، لأن لبنان على وشك أن يصبح دولة فاشلة حيث أن الفقر لدى اللبنانيين لا يسمح لهم من استكمال حياتهم بصورة طبيعية. ثم انه بسبب عدم وجود حكومة، والفشل الإقتصادي الراهن يجب أن يدفعا واشنطن الى مساعدة الجيش من أجل استمرار الإستقرار. فضلاً عن تشكيل حكومة خالية من الفساد، و تقديم واشنطن مساعدات إنسانية للّبنانيين.

و تعكس الرسالتان اهتماماً من الكونغرس بالوضع اللبناني، و انطلقتا من التحركات في واشنطن، ومن جانب السفارة اللبنانية من أجل مساعدة لبنان خصوصاً في هذه الفترة العصيبة من تاريخه.

وأراد الكونغرس متابعة الوضع اللبناني بدقة، واستباق عملية اكتمال التعيينات داخل وزارة الخارجية الأميركية، لكي تكون أمام هذه الوزارة عندما تنجز التعيينات، معطيات حول لبنان و ظروفه وطريقة مساعدته، يتم الأخذ بها والعمل لتنفيذها في أسرع وقت ممكن. أي أنه عندما تنجز التعيينات يفترض بهذا التحرك أن يؤدي الى أن يكون ملف لبنان أولوية في الخارجية الأميركية، خصوصاً وأن هذا الملف هو ملف ملحّ و لا يحمل انتظاراً، و يفترض البت به بسرعة و هدف الرسالتين في النهاية الإهتمام لتقديم الدعم للبنان ولمؤسساته و الدعم للجيش خصوصاً، والإستقرار.
و تشير المصادر، الى ان الأولوية الأميركية حالياً هي ملفات الصين وروسيا، حيث ستنعقد القمة الأميركية-الروسية في 16 حزيران المقبل في ڤيينا، ثم التغيير المناخي، والمسألة الفلسطينية التي طرأت أخيراً، وبالتالي يجب تحضير الأرضية اللازمة لبحث الملف اللبناني في أسرع وقت ممكن.

و لم تشمل جولة بلنكن الشرق أوسطية الأخيرة لبنان، لأنه كان هدفها فلسطين وغزة، و لبنان لا دور له في هذا الموضوع. و جرى التركيز على الدور المصري مع “حماس”، و سبل إعطاء دور أكبر للسلطة الفلسطينية و لحركة “فتح”، ثم إعادة بناء غزة، وصولاً الى السبل لتحقيق حل الدولتين.

كذلك، ليس هناك من زيارات لمسؤولين أميركيين على المدى المنظور الى لبنان. لكن إذا تم تشكيل حكومة جديدة، عندها يتغير الأمر، إذ أن واشنطن منزعجة من عدم التجاوب الذي يبديه المسؤولون مع المساعي المتنوعة لتأليفها، وعدم الإكتراث لما أبلغه نائب وزير الخارجية المنتهية ولايته ديڤيد هايل أثناء زيارته لبيروت، و الإنزعاج الأميركي من دور “حزب الله”. لكن الولايات المتحدة تركز على دعم الجيش اللبناني الذي يمثل أحد أم عناصر الإستقرار، والذي تعول عليه واشنطن باستمرار.