الجمعة 9 ذو القعدة 1445 ﻫ - 17 مايو 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

تعيين جونسون سفيرة لواشنطن لا يحمل معنى استثنائياً في العلاقات اللبنانية - الاميركية

تحدّثَت أوساط سياسية عن العلاقة بين تعيين الولايات المتحدة الاميركية للسفيرة الجديدة لها في لبنان ليز جونسون والتي ستكون خلفاً للسفيرة دوروثي شيا، واستراتيجية واشنطن في المنطقة وسياستها حيال لبنان.

وتقول ان خلفية تعيين السفيرة يتصل باهتمام ادارة بلادها بالمضمون الامني والسياسي المباشر للوضع اللبناني. اذ انه من بين الاسباب التي سرَّعت من خلالها الادارة التوصل الى الاتفاق على ترسيم الحدود اللبنانية-الاسرائيلية والتحضيرات الآن لبدء الحفر والتنقيب عن الغاز هو الامل بإرساء منطقة خالية من التوترات، والدفع لانطلاقة لبنان المزدهر اقتصادياً والذي لا يجب أن يكون مصدر فوضى أو ارهاب أو توترات أمنية. وذلك بالتزامن مع العمل الاميركي لدعم مصالح إسرائيل وتوفير الهدوء على حدودها، وتوفير الاجواء الامنية التي تحتاجها لتسويق انتاجها من الغاز والنفط البحريين.

وتشير المصادر السياسية، الى أن اسباب اختيار جونسون تكشف المقاربة الجديدة للبنان في المرحلة المقبلة، انطلاقاً من أنها قريبة من مراكز صناعة القرار داخل الادارة، وهي عيّنت مندوبة بلادها في مكتب الامين العام لمنظمة حلف شمال الاطلسي “الناتو”، وعينت مديرة لمجلس الامن القومي لشؤون الشرق الاوسط، ومديرة لمكتب اسرائيل السياسي – والعسكري في مكتب شؤون الشرق الأدنى في الخارجية، ومراقبة في مركز العمليات في مكتب شؤون الشرق الأدنى، ونائبة لقائد الكلية الحربية الوطنية الاميركية ومستشارته للشؤون الدولية، ومديرة مكتب افريقيا والشق الأوسط في مكتب الشؤون الدولية لمكافحة المخدرات وانفاذ القانون. مع الاشارة الى انها خدمت في لبنان بين عامي ٢٠٠٢ و٢٠١٤.

الا ان مصادر ديبلوماسية واسعة الاطلاع، تؤكد لـ”صوت بيروت انترناشيونال”، اولاً ان طريقة اختيارها تمت عبر فتح باب الترشيح للمنصب وتقدم سفراء عدة اليه، وتم اختيارها لأنها الافضل، وليس للأمر علاقة مباشرة بسياسة بلادها في لبنان والمنطقة. على ان اي سفير اميركي يتم تعيينه يجب ان يطبق في ادائه سياسة بلاده. وبالتالي، لا يجب اعطاء تفسيرات اكثر من اللازم حول مهمتها. وسياسة بلادها تجاه لبنان باتت معروفة، وعلى العموم لا تختلف هذه السياسة باختلاف الادارات الاميركية.

وهذه السياسة حالياً تهتم لقيام اصلاحات في لبنان والتشدد حيال ذلك من اجل فتح الباب امام المساعدات الدولية.

وهناك اصرار اميركي على دعم الجيش اللبناني الذي يمثل بالنسبة الى الادارة الاستقرار والقوة الشرعية الوحيدة والقوة العسكرية الشرعية الوحيدة في البلد. هذا ما يعكس سيادة لبنان ووحدة شعبه، وهذا ايضاً يمثل رسالة للأحزاب المسلحة وللمجموعات في البلد بأن لا دور لها في البلد ولا شرعية، وعلى وجه التحديد رسالة الى “حزب الله”.

وبالتالي، لا تحمل جونسون رسالة غير طبيعية أو استثنائية. وبالتالي، لا يمكن ان يتم تحميل هذا التعيين اكثر من اللازم.