الجمعة 9 ذو القعدة 1445 ﻫ - 17 مايو 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

تغيير واشنطن لسياستها تجاه النظام السوري لا يزال سابق لأوانه

شكل ضغط الرأي العام الأميركي الذي عمدت مجموعات فيه الى تجميع المساعدات الانسانية وإرسالها الى المناطق المنكوبة في سوريا من جراء الزلزال الأخير، السبب الاساسي لتفكير الادارة الاميركية في إعفاء سوريا من عقوبات “قانون قيصر” لمدة ستة أشهر، وفقاً لمصادر ديبلوماسية غربية، لكن من غير الواضح ما اذا ستكون هذه الخطوة مقدمة لتعديل ما او تغيير ما في سياسة واشنطن حيال الوضع السوري.

وتقول المصادر ل”صوت بيروت انترناشونال” أن مسألة تعديل أو تغيير السياسة الاميركية تجاه سوريا والنظام السوري لا تزال غير واضحة، مع أن لدى ادارة الرئيس جو بايدن اعتقاداً بأن تغييراً ضمنياً يجب أن يحصل، حيث لا يمكن حصول تغيير سريع وفجائي، وهذا ما يقول به عدد من الشخصيات الديمقراطية.

لكن الجمهوريين يبدو انهم بالمرصاد لأية خطوة تقوم بها الادارة وتصب في مصلحة تعديل السياسة مع النظام السوري. وهناك شريحة كبيرة في الكونغرس لن تقبل بالانفتاح على النظام السوري بشكل كامل.

صحيح ان مجلس الشيوخ هو في يد الديمقراطيين أي في يد الادارة، انما مجلس النواب “الجمهوري”، يستطيع ان يعرقل مثل هذا التوجه ويعطله. ما فعلته الادارة حتى الان يمكن تسميته بأنه “غض للنظر” الى حد ما عن تنفيذ “قانون قيصر” في هذه المرحلة، لكن الجمهوريين يقفون ضد ارسال مساعدات للنظام السوري ومناطقه، لا سيما وانهم يعتبرون انه يحرم شعبه في الاساس من المساعدات والإعانات العربية والدولية اثر الزلزال، هذا عدا عن القتل والتشريد والتهديد والتهجير لشعبه على مدى أكثر من ١٢ عاماً.

لذا لا يزال من المبكر لأوانه الحديث عن تغيير أميركي حيال سوريا النظام، على الرغم من ان مسؤولين في الادارة الاميركية يعتبرون ان تغيير النظام وإزالة بشار الاسد من السلطة بات خلفهم.

منذ اللحظة الاولى للزلزال كان النظام منشغلاً بالعمل على سبل الاستفادة من ذلك لإعادة التواصل مع المجتمع الدولي. لبنان الذي لا رئيس له ولا حكومة أصيلة، ذهب وفد وزاري منه الى مقابلة الاسد وتقديم التعازي له. لكن التحرك الرسمي اللبناني هذا حمل معنى سياسي أكثر منه إغاثي انقاذي. ووزع مكتب وزير الخارجية عبدالله بو حبيب الذي زارته السفيرة الاميركية اثر الزيارة، عن اجتماعهما ارتياحها الى الخطوات التي قام بها لبنان بعد الزلزال.

لكن السؤال هل الارتياح من السفيرة الاميركية شمل زيارة الوفد الوزاري الى الاسد، ام اقتصر فقط على خطوات المساعدات والناحية الانسانية التي قام بها لبنان. وفرنسا أوضحت موقفها من مساعداتها التي قالت انها للشعب السوري، اي انها لا تشكل “تغييراً في النهج”، خلافاً لما كان يأمله الاسد بأن المجتمع الدولي سيقبل بكل سلوكياته تجاه شعبه ويعاود الاتصال به والتعاون معه.

    المصدر :
  • صوت بيروت إنترناشونال