الخميس 16 شوال 1445 ﻫ - 25 أبريل 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

جندي ولاية الفقيه يطل من جحره مهدداً من جديد... حلقة "استثنائية" من مسلسل معاركه الوهمية

خرج حسن نصر الله في الامس على جمهوره من خلف شاشة كالعادة، في حفل تأبين قائد فيلق القدس الإيراني قاسم سليماني وأبو مهدي المهندس نائب رئيس وحدات الحشد الشعبي العراقي، بعد مقتلهما في غارة جوية اميركية على مطار بغداد، متاجراً من جديد بالعداوة لاميركا،

مهدداً كالعادة بالويل والثبور وعظائم الامور لها، قائلا ان الجيش الاميركي سيدفع الثمن وسيخرج مذلولاً ومرعوباً كما خرج في السابق من المنطقة… كلام نصر الله ذكّر بخطاب وعيده للاسرائيليين سنة 2008 بعد اغتيال عماد مغنية، حيث تبجح حينها بان معركة انهاء اسرائيل بدأت، كما ذكّر بتهديدات المستشار العسكري لقائد فيلق “القدس” العميد أحمد كريم بور سنة 2017، حيث اعلن حينها عن استعداد إيران للرد الحازم والمدمر على أي اعتداء عسكري، لافتا إلى أن جميع المراكز المهمة في إسرائيل قد جرى تحديدها وسيتم تدميرها بصواريخ بعيدة المدى في غضون 7 دقائق و30 ثانية، في حال تعرضت إيران لأي اعتداء… وحتى اللحظة لم تتجرأ ايران على اطلاق ولو رصاصة واحدة على اسرائيل لا بل لن تتجرأ ولو بعد سنين.

بلسان جندي ولاية الفقيه توعد نصر الله اميركا بالقصاص وبأنها ستدفع ثمن اغتيال سليماني “عندما تبدأ نعوش الجنود والضباط الاميركيين الذين جاؤوا عموديا بالعودة أفقيا إلى الولايات المتحدة، اذ عندها سيدرك ترامب وإدارته إنهم فعلا خسروا المنطقة وسيخسرون الانتخابات”… نسي نصر الله او تناسى عبارته الشهيرة سنة 2006 حين قال “لو كنت أعلم أن ردة فعل إسرائيل ستكون بهذا العنف لما كنت خطفت جنودها”، وذلك بعد الضربة الاسرائيلية الموجعة التي دمرّت جنوب لبنان والضاحية الجنوبية.

نصر الله حدد القواعد العسكرية الأميركية، البوارج العسكرية الأميركية، كل ضابط وجندي في المنطقة هدفاً له شارحا” الجيش الأميركي هو الذي ارتكب هذه الجريمة (قتل سليماني والمهندس) والقصاص يكون ضد كل هذا الجيش في منطقتنا، وهذا لا يعني استهداف المدنيين الأميركيين ” محذراً من أن الانتحاريين “الذين أخرجوا أميركا من منطقتنا في السابق موجودون وأكثر بكثير من السابق… المجاهدون والمقاومون كانوا قلة قليلة في السابق واليوم هي شعوب وقوى وفصائل وجيوش وتملك إمكانات هائلة… فهل يتجرأ على ذلك من يختبئ في جحره طارحاً نفسه مناضلًا ضد الهيمنة الاميركية ،بينما عناصر حزبه يعيثون فساداً في الدول العربية وليس في واشنطن، يقتلون الاطفال والنساء وينشرون الارهاب، ومع ذلك لا يخجل من الكذب والخداع بالقول انه يتبع دين الاسلام من خلال عدم التعرض للمدنيين الاميركيين، وانهار دماء ضحاياه في سوريا والعراق واليمن لن تجف حتى قيام الساعة.

المضحك المبكي هو توصيف نصر الله لما آل بجثة سليماني حيث قال” كان يتطلع للشهادة، ربما الذي حصل عليه هو أكثر من الذي كان يتمناه، أن تكون الخاتمة بلا رأس كالحسين وبلا يدين كالعباس، والجسد مقطع إربا إربا كعلي الأكبر”… حتى الحقائق الواضحة يحاول نصر الله تجيّرها والضحك على عقل انصاره، فلم يقل لهم ان الله انتقم من سليماني بعد الذي ارتكبته يديه، بتمزيق جثته ارباً، وبان ما حصل تطبيق للحديث الشريف” وبشّر القاتل بالقتل ولو بعد حين”.

لا شك ان صراخ نصر الله وتهديداته على قدر وجعه وقوة الضربة التي تلقاها وايران بمقتل الارهابي الكبير، الذي خطط لسفك دماء كل من هم ضد المشروع الفارسي في المنطقة، ومع ذلك لم ولن يبالي احد بتهديداته التي لا تعدو ان تكون سوى جعجعة بلا طحن لـ”جندي”، حوّل ارض لبنان الى مصالح مرشده الديني، لا يتفوه الا بايعاز منه، امره بشن حرب على الشعب السوري فقتل وهجر الملايين، ارسله الى العراق فارتكب مجازر لم يشهد فظاعتها التاريخ، وفي اليمن سفك دماء المواطنين من اجل ارضاء وليّه الفقيه، ورهن لبنان للمشروع الفارسي للسيطرة وتدمير المنطقة وإعادة تقسيمها على أسس عرقية وطائفية ومذهبية.

مقتل سليماني وضع ايران وحزب الله في موقف لا يحسدان عليه، فالرّد بالنسبة لهما انتحار وعدمه هزيمة لهما ولمشروعهما في المنطقة.