وظهرت بوادر التقشق على خزينة حزب الله الذي يعتبر ان الاموال الايرانية مصدر قوته، وهي اشد قوة من ترسانته الصاروخية، لأنه بالمال يُسكت بيئته الحاضنة.
ومع مرور الوقت في ظل العقوبات الاميركية، اقفلت الابواب بوجه انشطة حزب الله ومصادر تمويله في الخارج وفي اميركا اللاتينية حيث ينشط الحزب بأعماله غير القانونية من تهريب وتجارة مخدرات، وبات رجال الاعمال المحسوبين على الحزب تحت مرمى العقوبات الاميركية.
لجأ حزب الله إلى طرق أخرى للتحايل على العقوبات، وذلك عن طريق خلق شركات وهمية وبأشخاص وهميين محسوبين عليه، وخلق شبكة تجارية من البسة ومواد غذائية وادوات تنظيف بحثاُ عن مصدر تمويل يعيد اليه ما فقده من ايران.
ومع اشتداد الازمة الاقتصادية في لبنان، عانى تجار حزب الله من شح في الدولار، وباتت اموال الحزب مهددة، خصوصاً مع ارتفاع سعر صرف الدولار مقابل الليرة اللبنانية، واقفلت المصارف ابوابها وبدأت بتحديد كمية سحب الدولار الامر الذي ازعج حزب الله.
يملك حزب الله مالاً وفيراً وبالعملة الصعبة، لكن بظل كورونا الذي لعب دوراً بارزاً بتجميد ارصدة حزب الله، لجأ حزب الله إلى قوته الخارجية والمتمثلة ببيئته المنتشرة في افريقيا ظناً منه ان دولارات افريقيا يمكن ان تكون البديل عن الدولار المحلي.
اراد حزب الله الرد على تعميم مصرف لبنان عبر ضخ الدولارات لديه للصرافين المحسوبين عليه والمنتشرين في الضاحية الجنوبية وبالتالي ادى إلى ارتفاع سعر صرف الدولار إلى عتبة الـ4000 ليرة، وبالتالي، طن ان تلك العملية التي قام بها حزب الله بالاتفاق مع الصرافين ستُعوض له قليلاً من الدولارات التي فقدها من خلال التحويلات الالكترونية.
ومع مرور الساعات، اتت رياح الدولارات بما لا تشتهي اوامر حزب الله، واظهرت ان دولارات حزب الله التي ضخها في دويلة الضاحية عادت إليه كما هي من دون اي مردود ثمين، لأن حزب الله يقوم بدفع رواتب مقاتليه بالدولار، وما ان ارتفع سعر صرف الدولار، لجأت البيئة الحاضنة إلى صرف دولاراتها في اسواق الضاحية، وبالتالي عادت تلك الدولارات من دون اي ارباح بل اضطر جزب الله على دفع فرق الدولار بالليرة اللبنانية من خزينة الحزب خصوصاً بعد صدور بيان من نقابة الصيارفة بالاقفال حتى يوم الاثنين 27 نيسان الحالي.
كل حسابات حزب الله فشلت، والمطالبة بإقالة حاكم مصرف لبنان اقتصرت على تعيين لجنة تحقيق للتدقيق بحسابات المصرف المركزي، وبذلك انكشفت خطة الحزب وسرعان ما استدرك البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي الامر واعتبر ان موقع حاكم مصرف لبنان خط احمر.
ويدرك حزب الله ان الجوع اذا طرق باب بيئته الحاضنة لا يستطيع صد التحركات الشعبية في الضاحية من دون اموال، كما يدرك ايضاً، ان طريق الدولارت مقفلة في وجهه داخلياً وخارجياً، فهل يلجأ إلى 7 ايار مالي ومصرفي للتعويض عن معاناته.