الأربعاء 15 شوال 1445 ﻫ - 24 أبريل 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

حزب الله.. بين تأمين مشتقات النفط الإيراني لجزء من بيئته وتحقيق الأرباح

عندما اطل امين عام “حزب الله” حسن نصر الله معلناً ان “عرض إيران لإرسال المحروقات إلى لبنان وبالعملة اللبنانية ما زال قائما، لكننا بحاجة إلى قرار سياسي جريء”، معلنا أنه “إذا بقيت الدولة على تقاعسها سنذهب إلى إيران ونفاوض الحكومة الإيرانية ونشتري بواخر بنزين ومازوت ونأتي بها إلى ميناء بيروت ولتمنع الدولة إدخالها إلى لبنان”.

هذا الاقتراح لم يكن يتيماَ فهو سبق وان طرح “التوجّه نحو الشرق والتعاون مع دولٍ أبدت استعدادها لدرء خطر الجوع عن لبنان، كالصين وإيران وغيرها”.

لكن هذه الاقتراحات لم تتلقفها الدولة اللبنانية ولاقت رفضاً عند شريحة كبيرة من القوى السياسية يضاف اليها المحاذير لناحية التعاون مع الشركات الايرانية الخاضعة للعقوبات فضلاً عن رفض واسع من اللبنانيين لهذا الاقتراح.

اليوم بدأت التسريبات عن وصول كميات من النفط الايراني الى مرفأ بانياس السوري ستنقل الى المناطق البقاعية وبالطبع هذه العملية لم تحصل بالطرق الرسمية ومن خلال اجهزة الدولة ووزارتها وهذا الامر يطرح عدة اسئلة عن المسار الذي ستسلكه تلك البواخر ومن يقوم بنقل هذه المشتقات النفطية وكيف سيتم توزيعها؟

مصادر متابعة اكدت انها ليس مجرد تسريبات والجميع يعلم ان النفط الايراني يصل الى مرفأ بانياس والدليل ما تعرضت له احدى ناقلات النفط الايرانية من تفجير بواسطة طائرة مسيرة وهي عبرت باتجاه المرفأ السوري بحماية القوات الروسية الا ان هذه الاخيرة لم تعد تواكبها بشكل دقيق لاسيما بعدما تأكد لها ان هذه البواخر تنقل الاسلحة لاسيما التي تتعلق بالاجزاء “الجيروسكوبية” التي تحتاجها الصواريخ البالسيتية والتي تتميز اجهزتها بدقة عالية حيث تنقل الى مناطق آمنة وهذا الامر اثار حنق الروس لاسيما وان هذه الصواريخ تحاول الولايات المتحدة وضعها على طاولة المفاوضات في فيينا ضمن التكنولوجيا التي يمنع تصديرها.

ولفت المصدر الى ان عملية نقل النفط تتم بواسطة شركات القاطرجي التي كانت تتولى نقل النفط من مناطق سيطرة “قسد” اي قوات سوريا الديمقراطية الى مرفأ بانياس ومن هناك تتم عملية توزيع النفط اما من خلال نقلها بناقلات او بواخر بحجم اصغر ويتم تفريغها باخرى في المياه الاقليمية لتنقل الى لبنان وتخزن في مناطق معينة تابعة “لحزب الله”.

واضاف المصدر اما من ناحية البر فقد تسلك طريقين وبالطبع من خلال مقطورات خاصة من بانياس باتجاه حمص ومن هناك تتجه الى المنطقة الوسطى في حمص في حين تتجه الاخرى الى القصير عند الحدود اللبنانية ويتم تخزين كميات كبيرة منها عند الحدود اللبنانية في سهل عكار كما يمكن اضافة طريق آخر يمكن ان تسلكها وهي معبر الزبداني كما ان معظم هذه الكميات توزع على مقاتلي الحزب الموجودين في سوريا ومختلف الالوية التابعة لايران “الفاطميون” و”النجباء” لتأمين استمراريتها وهذا الامر هو مجرد مخصصات عسكرية.

ويلفت المصدر رداً على سؤال امكانية تفجير هذه الناقلات وعدم السماح لها بالوصول الى المخازن مؤكدا ان هذه الكميات ليست بالمستوى الذي يشكل خرقاً ولا يمكن له انقاذ ايران ومحورها من الحصار المفروض عليها.

وبسؤاله عن سبب استقدام “حزب الله” للنفط الايراني رغم انه على علم بالتهريب الذي يحصل من الداخل اللبناني باتجاه سوريا رأى المصدر ان “حزب الله” يحاول الالتفاف على العقوبات بهذه الطريقة فضلاً عن مساهمتها في المردود المادي الذي سيكون لصالحه لافتاً الى ان ثلث هذه الكميات تدخل الى لبنان في حين ان الثلثين الباقيين تستفيد منه سوريا وبهذه الطريقة يؤمن الحزب المشتقات النفطية لجزء من بيئته من جهة ويحقق ارباحا من جهة اخرى لاسيما وان هذه المادة لن تمر عبر الطرق التقليدية والرسمية .