حزب الله لن يستطيع "بلع بيطار" ولا "قبعه"

في ظل الضياع الذي يعيشه حزب الله على صعيد تحقيقات انفجار المرفأ، والاطاحة بالمحقق العدلي طارق بيطار، يسيطر الغضب على بيئة الممانعة التي كانت ترى في الحزب مصدراً للقوة والعنجهية التي تجعل من هذه البيئة التصرف كما يحلو لها.

إلا أن الاحداث الاخيرة في الطيونة وما تلاها من خلال خطاب الامين العام لحزب الله حسن نصرالله، اتى ضعيفاً ولم يشبع رغبات البيئة الحاضنة المصدومة والتي كانت تعتقد بأن لا أحد يستطيع مواجهة الحزب.

كما ان الاتهامات التي ساقها الحزب ضد حزب القوات اللبنانية افتقدت للمعلومات والدلائل القاطعة، فأتى بيان الجيش والقوى الامنية ووزير الدفاع لتعكس صورة مغايرة عن التي روّج لها حزب الله.

قاطنو الضاحية متفاجئون من الطريقة التي تحدث بها نصرالله، وكانوا ينتظرون منه كلاماً آخر، فالحديث لمدة ساعة عن سمير جعجع اعطى قوة لرئيس القوات ورسخ زعامته في الشارع المسيحي أكثر فأكثر.

وتشير مصادر وسطية لـ “صوت بيروت انترناشونال”، إلى أن نصرالله اخفق كثيراً، وعلى الرغم من انه تحدث عن سمير جعجع إلا أن باطن خطابه موجه إلى بيئته من اجل رفع معنوياتها التي باتت تعاني منذ احداث جويا، فسوق المقاومة لم يعد رائجاً، ومقولة أن الشعب يشكل غطاءً للمقاومة سقطت ولم تعد موجودة.

ولفتت إلى ان هالة الحزب انطفأت لدى بيئته وخفتت لدى الحلفاء الذين يستقوون بسلاحه، وهناك شعور بأن الحزب دخل مرحلة الانكفاء والضعف، وهناك مرحلة جديدة من اعادة النظر في التوازنات على قاعدة لا أحد يمكنه السيطرة على لبنان، ولا احد يستطيع ان يلغي اي فريق مهما تعاظمت قوته.

وعلى صعيد تحقيقات انفجار المرفأ، تقول المصادر إن “الحزب تفاجأ بحجم الصلابة التي يتمتع بها المحقق العدلي القاضي طارق بيطار، والدعم الذي يتلقاه من الجسم القضائي”.

وتعتبر المصادر، أن “الحزب لم يقدّر قوة الجسم القضائي، واعتبر أنه بمجرد نزوله إلى الشارع سوف يرعب العدلية وبالتالي يدفع بيطار إلى التنحي، إلا أن رياح الحزب اتت عكس توقعاته، فالتماسك داخل القضاء في أوجه، وهناك انتفاضة فعلية يقودها القضاء ضد المتدخلين في عمل القضاة وعلى رأسهم حزب الله”.

وفشل الحزب بحسب المصادر في اخافة بيطار، ولم تدفع تهديدات وفيق صفا بـ”قبع” بيطار من جذور العدلية، كما أن الدعم الشعبي الذي تلقاه المحقق العدلي جعله أكثر قوة، إضافة إلى الدعم الدولي الذي يتلقاه بيطار يحول دون الاطاحة به، ولقمة دسمة يصعب ابتلاعها.