الجمعة 10 شوال 1445 ﻫ - 19 أبريل 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

"حزب الله" يضع يده على الحياة السياسية.. ودعوة الراعي تعبر عن موقف الأكثرية

مرة جديدة يرفع البطريرك الماروني مار بشاره بطرس الراعي الصوت عاليا مطالبا بعقد مؤتمر دولي “لإنقاذ لبنان”، فموقف سيد بكركي الأخير كان لافتا في التوقيت والمضمون، خصوصا ان الجميع في الداخل كما الخارج يعترف بدقة وخطورة ما يتعرض له لبنان من تلاشي لمؤسساته في ظل استمرار الشغور الرئاسي الذي بات عادة عند كل استحقاق انتخابي.

مصادر مطلعة على موقف راس الكنيسة المارونية تشير عبر “صوت بيروت انترناشيونال” ان المواقف العالية السّقف للبطريرك الراعي تدرجت من اتهام المنظومة السياسية بإبادة شعبها، فإدانة انقلابها على الدستور وإعلان قصورها ما يستدعي مساندة دوليّة لإنتشال الشعب اللبناني الضحية.

وتعتبر المصادر ان مواقف الراعي واضحة حاسمة جازمة وتستدعي تأطيرا في حركة متكاملة، وتستعيد الثبات في الخيارات الوطنية الأخلاقية، حيث لا مهادنة مع من يريد الاستيلاء على لبنان والهيمنة على دوره وتغيير جيناته المؤسّسة وتهجير شعبه.

وتلفت المصادر الى ان لبنان عضو مؤسس في الأمم المتحدة، وفي جامعة الدول العربية، وحماية شعبه وإنقاذ هويته مرتبطان بالأمن القومي العربي والسلام الإقليمي والدولي، وهذا يضمنه القانون الدولي الإنساني.

وعن إمكانية انعقاد مؤتمر دولي بناء لمطلب البطريرك الماروني، تعتبر المصادر ان “حزب الله” يضع يده على الحياة السياسية في لبنان وهو اقحمه في صراعات المنطقة، ونزع عنه علة وجوده الحيادية كدولة تضمن هذا المجتمع المتنوع والتعددي، خصوصا ان أساس وجوده هو الحياد ، مشيرة الى ان ما يدعو اليه البطريرك الراعي هو الالتزام بهذا المبدأ الذي قام عليه لبنان، وبان لا يكون طرفًا في الصراعات الإقليمية وبأن يقف على مسافة متساوية من جميع الأطراف المتنازعة، وأكدت المصادر ان دعوة البطريرك صادقه بعد ما عجز عن انجاح كل المبادرات التي اطلقها، مشيرا الى ان موقف الراعي يعبر عن موقف الأكثرية الساحقة من اللبنانيين.

في المقابل تعتبر المصادر ان عقد مؤتمر دولي تعترضه صعوبات، مشددة على انه علينا ان نختار اما ان ننهي لبنان، او ان نبذل كل الجهود لاحتضان الواقع اللبناني ولإيجاد الحلول لأزماتنا، وشددت المصادر على ضرورة ان يكون هناك استعداد وانفتاح من قبل جميع الافرقاء للاستماع الى الطروحات التي يمكنها تقديم الحلول للمشاكل التي نعاني منها حاليا.

وتشير المصادر الى ان هناك فئة معروفة ترفض المبادرات علنا او ضمنا وهي تقوم بإفشالها، وتحديدا “حزب الله” و”التيار الوطني الحر” وحلفائهم، ويعتبرون ان اي دعوة لوضع المجتمع الدولي يده لإيجاد حل للازمة اللبنانية هي دعوة لإسقاط ذرائعهم وحالتهم غير الشرعية في لبنان على حساب الشرعية.

ولم تستبعد المصادر إمكانية ان يتدخل المجتمع الدولي عندما يرى ان الوضع في لبنان قد يهدد السلم والامن في المنطقة، ولكنها ترى ان المطلوب هو الاعتراف بعجزنا عن ايجاد الحلول لمشاكلنا الداخلية بسبب تقصير بعض المسؤولين لدينا، والأحزاب السياسية المتصارعة، وعدم قدرتها على انقاذ البلد وإعادة بناء الدولة.

وتختم المصادر بإبداء تخوفها من استمرار الأوضاع بالانهيار حتى انتخاب رئيس للجمهورية وهذا امر خطير خصوصا ان الأمور لا زالت ضبابية في ظل عجز القوى السياسية من التوافق والسير خطوة الى الامام.

من هنا تدعو المصادر الافرقاء المعنية لوقف السجالات وتقديم الحلول الانقاذية، لان هناك إمكانية انفجار الوضع الأمني مجددا، والعودة الى حالة شبيهة بالحالة التي مر بها لبنان في الماضي مما يعني غرق السفينة مجددا بمن فيها دون استثناء.

    المصدر :
  • صوت بيروت إنترناشونال