ربط الأمریكان مساعدة لبنان إقتصادیا كما هو معلوم ومنشور ومتداول بقوة بإلتزامات سیاسیة واضحة، وربطت باریس المساعدة المنشودة أیضا بابتعاد لبنان عن أزمات المنطقة.

بمنعى آخر منع میلشیا حزب االله من تحقیق أجندة إیران عبر المشاركة في الحرب السوریة والتدخل في العراق والیمن وغیرها من البلدان ، وحكومة لبنان التي تتحدث عن المساعدات وتتطلبها هي حكومة حسن نصراالله الذي أوصى رئیسها حسان دیاب بعدة وصایا ینفذها الرجل بحذافیرها الیوم.

وهناك 57 دولة حول العالم ، وفي مقدمتها الولایات المتحدة قد صنفت حزب االله بشكل رسمي على قوائمُ الإرهاب ، وحظرت نشاطه بشكل كامل ، في وقت تخضع فیه نحو 70 دولة نشاطات میلشیات حزب االله للمراقبة اللصیقة والدقیقة على مدار الساعة ، ووزیر الخارجیة الأمیركي مایك بومبیو كان قد قال جهاراً نهارا ومنذ مدة قصیرة : كل دول العالم یجب علیها تصنیف حزب االله اللبناني كمجموعة إرهابیة.

والسؤال الذي نطرحه هنا داخل لبنان ، كیف لرئیس حكومة مثل حسان دیاب وهو تابع لحزب االله أن یتعاطى مع سفراء دول یصنفون الراعي لحكومته وعهده بأنه تنظیم إرهابي ؟ كیف سیتم التعامل معه وهو الرئیس للحكومة منذ أشهر والسفراء العرب في بیروت یتجنبونه ، ودول كثیرة رفضت تهنئته یوم إختیر ، ودول أخرى أوعزت بخفض مستوى التواصل معه أو إلغاء ذلك.

والواقع الذي یجب قراءته بتمعن هو أن لبنان معزول ومنبوذ ومرفوض التعاطي معه دولیا وعربیا وإقلیمیا، وكل حلفاء میلشیا حزب االله فعلیا على قائمة الإرهاب ، والعلاقة معهم من قبل أي سفیر أو بعثة دبلوماسیة علاقة محدودة جدا بل ترقى لمستوى القطیعة وبعض الساسة المتحالفین إعترفوا منذ مدة ویعترفون أن دولا
كثیرة ترفض السماح لهم بزیارتها.

وتتحمل الحكومة كما العهد ومن یقف خلفهما ومن أتى بهما أي میلشیا حزب االله مسؤولیة الفوضى السیاسیة وأعمال التخریب الإقتصادیة، لأنها أي الحكومة ولأنه أي العهد حرضوا على القطاع المصرفي وزوروا الحقائق ورموا كل المسؤولیة على قطاع الصیرفة خلال الفترة الماضیة،

ومسؤولیة الإنهیار تقع علیهم أصلا بسبب سیاساتهم وحروبهم وسرقاتهم وفسادهم وخرقهم العقوبات الدولیة المفروضة على إیران التي تجد فیه لبنان متنفسا غیر شرعي لتحقیق ماعجرت عنه.

ووضع حزب االله كحزب سیاسي بمنظور البعض بات ضربا من الخیال، فالحزب جماعة إرهابیة ولیس حركة مقاومة ، وحتى جامعة الدول العربیة التي هي مظلة للعمل العربي المشترك تصنفه إرهابیا.

والولایات المتحدة وفرنسا وبریطانیا ومجلس التعاون الخلیجي وكندا والیابان وهولندا بصدد طرح قرار جدید في مجلس الأمن یجرم ویحرم التحالف مع هذه المیلشیات داخل لبنان ، وتلك طامة جدیدة ستقع على رأس العهد التابع للحزب.

وعلیه فإن النظرة إلیك یا حسان كنظرة المجتمع الدولي إلى أولیاء نعمتك، فلست ترأس حكومة لجماعة إرهابیة فقط ، بل أنت مصنف إرهابیا في كل تلك الدول ، ولن تغني عنك إیران ولاوعود میشیل عون ولا أوهام جبران باسیل ، ولك في سعد الحریري عبرة إذا أردت التعلم من دروس الماضي