الخميس 16 شوال 1445 ﻫ - 25 أبريل 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

ديبلوماسي عربي لـ"صوت بيروت إنترناشونال": لبنان ليس في سلم أولويات العالم

يبدو ان خارطة جديدة تُرسم في منطقة الشرق الأوسط من شأنها تغيير السيناريوات التي اعتمدت لسنوات مضت من خلال التحركات الاستثنائية في أكثر من اتجاه، فأعداء الأمس مدوا أيديهم للسلام في خطوة تُبشر بفتح صفحات جديدة من التقارب والوئام، بعدما أيقنوا ان مصالحهم ومصالح شعوبهم هي بالابتعاد عن النزاعات من خلال تبريد الجبهات، واللافت ان كل هذه التطورات تجري بينما تستمر الخلافات الداخلية اللبنانية والاختلاف على “جنس ملائكة” الرئيس وإطلاق حملات التخوين، بدلا من اعتماد قاعدة الانفتاح إزاء كل المستجدات، فأصحاب القرار السياسي في لبنان لا يزالون يتشددون بمواقفهم وبالتالي استمرار انسداد آفاق الحلول والسير نحو المزيد من المنزلقات الكارثية سياسيا وماليا واجتماعيا.

والمضحك المبكي للأسف أن المنظومة السياسية الحاكمة لا زالت تراهن على التوافق الخارجي وتنتظر ما ستؤول اليه هذه التطورات، واضعة مصالحها الشخصية والحزبية والسياسية كأولوية رغم الارتطام الكبير الذي وصل إليه البلد والذي يبدو أنه سيستمر للأشهر المقبلة اذا استمرت الطبقة الحاكمة متمسكة بمواقفها حسب التوقعات السياسية، مما يعني ان المركب سيغرق حتما بمن فيه طالما هناك استحالة للتلاقي الداخلي مع انتظار رياح الخلاص الإقليمية والتي قد لا تهب بوقت قريب على لبنان، خصوصا أن مسؤوليه اعتادوا دوما تفويت كل الفرص الإيجابية التي يمكن الاستفادة منها.

مصادر ديبلوماسية عربية أكدت “لصوت بيروت انترناشونال” أن الازمة في لبنان هي داخلية وليست خارجية، واعتبرت انه من الخطأ استمرار ربط الأوضاع الداخلية المحلية بالأوضاع الإقليمية والدولية، وإذ شددت المصادر على ان بداية الحل تكون بانتخاب رئيس للجمهورية وهذا الأمر لن يكون إلا من خلال التوافق المحلي، استغربت استمرار الافرقاء السياسيين على رهاناتهم عند أي استحقاق دولي لحل الازمة اللبنانية وينتظرون نتائجها.

وقالت المصادر الديبلوماسية:” عندما يحين موعد الانتخابات مثلا في الولايات المتحدة الأميركية ينتظر لبنان نتائجها، وكذلك الامر عندما تحين مواعيد الانتخابات في أي دولة مؤثرة ان كانت فرنسا او إسرائيل او ايران حتى لو كانت هذه الانتخابات مجرد انتخابات تمهيدية، لذلك فإن هذا الامر غير صحي وغير طبيعي، فالغريب هو مدى تأثر الساسة في لبنان بكل ما يجري في العالم ، بينما الحل يجب ان يكون من خلال التوافق الداخلي وهذا ما يجري في مختلف الدول.”

واعتبرت المصادر ان مواقف الدول المؤثرة أصبحت واضحة فيما خص الانتخابات الرئاسية اللبنانية، وهي كررت مرارا وتكررا ان اسم الرئيس هو شأن لبناني وعلى اللبنانيين اتخاذ قرارهم، ولفتت المصادر الى انه لو كانت الظروف عادية يحق ربما لبعض الافرقاء رفع سقف مطالبهم لتحسين مواقعهم، بينما الواقع ان لبنان يمر حاليا بظروف استثنائية وأزمة في غاية الخطورة، لذلك فلا يجوز لهذه الأطراف بالاستمرار بالتمسك بمطالبها، وعلى الجميع ان يفهموا ان عليهم تقديم التنازلات لما فيه مصلحة بلدهم وشعبهم.

وتشير المصادر الى ان على اللبنانيين ان يستخلصوا العبر بما يجري في العالم، فهناك حروب وازمات صعبة تعاني منها عدد من الدول التي لديها هموم وانشغالات واولوياتها حل مشاكلها، لذلك فهما كانت أهمية لبنان عند هذه الدول ولكنه ليس في سلم أولويات اهتماماتها، ونعود لنؤكد انه لا يمكن لاحد ان يقدم أي مساعدة للبنان او دعم له اذا لم يسيرو السياسيين اللبنانيين خطوات نحو مساعدة بلدهم وشعبهم .

من هنا، ترى المصادر انه طالما الخلافات مستمرة فيما بين اللبنانيين وعلى اصغر التفاصيل غير الجوهرية ستبقى الأوضاع على ما هي عليها ، ودائما الخاسر الأكبر هو الشعب الذي لا حول له ولا قوة من الطبقة السياسية المتحكمة في البلد و مصيره.

وأشارت المصادر قائلة في النهاية اذا كان هناك إرادة حقيقية لإيجاد الحل الداخلي فلدى الساسة القدرة للخروج من الازمة.

وأخيرا يأسف الديبلوماسي العربي بانه عندما تم تعيينه منذ سبع سنوات سفيرا في لبنان كان هناك شغور رئاسي ويقول “ربما قد تنتهي مهمتي أيضا في ظل شغور جديد”.

    المصدر :
  • صوت بيروت إنترناشونال