الأربعاء 7 ذو القعدة 1445 ﻫ - 15 مايو 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

رسائل أميركية تطلب هدوء لبنان بالتزامن مع العمل لخطة حل لغزة

على الرغم من الاطمئنان المبدئي في لبنان بعيد خطاب الأمين العام لـ”حزب الله” حسن نصرالله، الا أن الحرب في غزة لم تنتهِ بعد، والطرفان “حزب الله” وإسرائيل، يلعبان حالياً على حافة الهاوية، استناداً إلى مصادر ديبلوماسية واسعة الاطلاع على الاتصالات الدولية التي تكثفت خلال الأيام الماضية والتي شملت دولاً عربية معنية.

ذلك أن اللعب على حافة الهاوية له أيضاً مخاطره على الرغم من التطمين، وله محاذيره، ولبنان سيبقى تحت الخطر بحسب المصادر، الى حين انتهاء الحرب، لأن أية غلطة من أي طرف قد تجر الى تصعيد يرقى الى مستوى حرب، مع أن النوايا الآن تصب في خانة عدم التوصل الى هذا الخيار.

وفي انتظار ما ستؤول اليه التطورات بالنسبة الى الانعكاسات على لبنان، فإن المصادر تؤكد لـ”صوت بيروت إنترناشونال” أن الدول الكبرى والدول العربية المعنية بحرب غزة بدأت التفكير بمرحلة ما بعد الحرب. وذلك انطلاقاً من أن الحرب لن تستمر وان فترة السماح التي أعطاها الغرب لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بدأت تضيق. ثم انه يترتب على الهجوم البري ضريبة ضخمة على إسرائيل. وكل ذلك يستلزم وقف للنار في وقت ما، ليس ببعيد.

لا يزال نتنياهو يضع سقفاً عالياً لوقف النار هو إنهاء “حماس” واعتقال قياداتها. وهذا ليس بالأمر السهل. لكن إذا لم يحقق نتنياهو نصراً معيناً واقعياً أو وهمياً للتعويض عن خسارة ٧ تشرين الأول، فإن الأمر لن يكون مقبولاً غربياً حتى، لأن الغرب لا يريد صورة جيش إسرائيل مهزوماً. وهناك ضمانات غربية لإسرائيل منذ نشأتها حول الالتزام بحمايتها.

وبالتالي، من هنا فإن أهداف جولة وزير الخارجية الأميركية انتوني بلينكن في المنطقة واتصالاته تحديداً مع الدول العربية-الخليجية المعنية بالقضية الفلسطينية بشكل مباشر.

والخليج يسعى لحل لموضوع غزة لاسيما على قنوات ثلاثة: إسرائيلية وأميركية وفلسطينية. الأفضلية الأميركية في السعي للحل هي عن طريق الخليجيين حيث العلاقات وثيقة بتمايز.

بلينكن، بحسب المصادر الديبلوماسية المطلعة، بدأ التحدث عن الحلول وجهوزية كل طرف لهذه الحلول قبل أن يتم وقف الحرب. بمعنى انه لن يكون هناك وقف للحرب قبل التفاهم الأميركي مع المعنيين حول خطة تتضمن ما يلي: مستقبل “حماس”، وحفظ الأمن في غزة، وما اذا كان سيعود دحلان الى غزة أم لا؟ وهل تصفي “حماس” نفسها، او تتحول الى تنظيم سياسي؟ أراد بلنكن أن يستطلع الاستعدادات لدى كل الأطراف في اتجاه الحل، وقابليتها للانخراط به.

ثم ان مصر التي لا تريد فتح حدودها للغزاويين للنزوح اليها، كيف يمكنها المساعدة. والأردن لديه تأثيراته في الموضوع بالإضافة الى مصر بحكم الجغرافيا المتلاصقة مع فلسطين. وبالتالي، فإن أي حل سيكون بين واشنطن وحلفائها الخليجيين بالإضافة الى مصر والأردن بالتعاون مع السلطة الفلسطينية.

أما عن لقاء بلينكن ورئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، فإن الهدف هو لتمرير رسائل ل”حزب الله” حول ضرورة إبقاء لبنان خارج دائرة الحرب، وضرورة احترام مندرجات القرار ١٧٠١، وحتى عدم توسيع قواعد الاشتباك.

وفي هذا الإطار تأتي زيارة الموفد الرئاسي الأميركي لشؤون الطاقة آموس هوكشتاين الى بيروت خلال الساعات الماضية حيث وضع المسؤولين في صورة الخطة الأميركية لمعالجة ملف غزة. وطلب هوكشتاين، كما تكشف المصادر، من لبنان أن يحافظ على هدوئه في مرحلة من السباق بين العمل الديبلوماسي والمعارك. وأكدت المصادر، ان زيارة هوكشتاين تعني التفاتة أميركية خاصة في شأن وضع لبنان الذي لا تريده أن يتدحرج الى توسعة الحرب.