الجمعة 16 شوال 1445 ﻫ - 26 أبريل 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

سعد الحريري يستحضر الفتنة لحماية النظام الطائفي

ما سُلب منه بقوة المناكفات السياسة، سيستعيده بقوة الشارع.. إنها الاستراتيجية الجديدة التي ينتهجها سعد الحريري الذي خرج مؤخراً من جلباب أبيه.

فبعدما كان المنتقد للخطاب الفتنوي والمذهبي والطائفي قرر اليوم أن يلعب دور “قائد محور” الشارع السني.

لقد حاول الحريري منذ إعلانه عن انسحابه الاخير من عملية التكليف، أن يكيل بمكيالين، حيث حاول أن يبدي على مضد تجاوباً مزيفاً خلال الاستشارات الملزمة وغير الملزمة،

بينما كان يعمل على خطٍ متوازٍ في تحريك مناصريه في الشارع وخلفهم غضب دار الفتوى ورؤساء الحكومات السابقين، فارضاً نفسه للقاصي والداني في الداخل والخارج أنه المرجعية الوحيدة للطائفة السنية.

“قائد محور” هو الدور الذي ارتضاه لنفسه ضارباً بعرض الحائط نهج الرئيس الشهيد رفيق الحريري.

فالأعمال الميليشياوية التي نفذها مناصروه لا تشبه البيئة السنية، بل انها غريبة عنها،

بينما تشبه الى حد كبير بيئة الثنائي الشيعي الذي يستخدم شوارعه لفرض شروطه كواقع حتمي إن على الطائفة الشيعية أو على الداخل والخارج، في رسالة ما زالت حتى اليوم سارية المفعول بـ “أن التفاوض في لبنان يجب أن يكون مع الطرف الأقوى”.

فائض القوة أو الفتنة التي باتت تنتهجها كل قادة المحاور في لبنان إن صحة تسميتهم تصب في هدف واحد وهو الحفاظ على النظام السياسي الطائفي المهدد بالزوال في حال استمرت “ثورة 17 تشرين”،

وهذا ما دفع بالحريري وبحماسة مفرطة الى استحضار فتنة 7 أيار الشيعية، باختياره خط التماس الفاصل بين “تيار المستقبل” في كورنيش المزرعة و “حركة امل” في بربور، لإرسال رسائل متعددة الاتجاهات،

لاعباً على الوتر المذهبي لمناصريه، متناسياً أنه هو من جلب الذّل والخذلان لأهل السنّة في لبنان منذ عام 2005،

وكلام الشيخ محمود عكاوي في خطبة الجمعة في المسجد العمري الكبير في بيروت يوم الجمعة الفائت دليل قطاع على ذلك،

حيث قال” إن شباب السنّة يُسجنون واصحاب القمصان السود والبلطجية يُتركون، وحائط السنّة في لبنان (واطي) لان زعيمهم اذاقهم كأس الذّل،

قالوا له لا تأتي بالرئيس عون الى رئاسة الجمهورية ونصحه من في الداخل ومن في الخارج بذلك، لكنه لم يبال وعقد التسوية،

قالوا له لا تقبل بقانون انتخابي يضر بالجسم السنّي فصادق على القانون وانكسر، قالوا له لماذا ابعدت الرجال الاقوياء فاصرّ على ان يكون الاوحد”.

الشارع الأزرق، شارع رفيق الحريري تحول بقيادة قائد المحور سعد الحريري الى ميليشيا خاضت أولى معاركها مع القوى الامنية والجيش دون أي تدخل من “حركة امل” التي لعبت دور المتفرج وفقاً للسيناريو المحضر سلفاً وتم وضعه باتفاق واضح بين “حزب الله” والحريري وجبران باسيل. فرغم مناكفاتهم السياسية إلا أن كل ما يريدونه هو اشعال نار الطائفية بعيداً عن مواجهات حقيقية، وذلك لإعادة تذكير شارعهم أنه في خطر ومهدد من الشارع الآخر.

تكريس الواقع الطائفي من قبل كل الإقطاعيين لم يعد خافياً على أحد،

وهذا ما أشارت اليه مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات الأميركية حيث كشفت أن “الحريري- حزب الله- باسيل” يؤججون الفتنة الطائفية لـ”انقاذ” النظام.

وتلفت الى وجود “لعبة” ثلاثية الأبعاد بين الرئيس سعد الحريري و”حزب الله” وباسيل، شرحها الباحث في مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات الاميركية طوني بدران حيث قال إن “سعد الحريري يقوم بتأجيج الطائفية في لبنان بطريقه ذكية من اجل العودة الى كرسي رئاسة الحكومة وهو يتعمد فعل ذلك بوجود الموفد الاميركي دايفيد هيل، فما يقوم به ليس وليد الصدفة بل لإرسال رسالة الى الاوروبيين والاميركيين بانه الاساس في استقرار البلد”.

ويؤكد بدران ان” حزب الله والحريري وباسيل وكل الطائفيين والاقطاعيين في لبنان لديهم ذات التفكير فيما يتعلق بالنظام الطائفي والسياسي في لبنان,

بمعنى ان الجميع يريدون انقاذ النظام السياسي لان الحكومة الحريرية هي حكومة حزب الله، والحريري مجرد صورة”، مضيفاً:

“الحريري يعتبر ان تأليف حكومة تكنوقراط في الوقت الحالي غير ممكن كذلك اقصاء حزب الله من الحكومة امر مرفوض، ويجب دعم اصلاحات الحكومة كي لا تنهار. هذه هي المعادلة لبنان يساوي حزب الله”.

فيما سلط معهد “هادسون” الأميركي الضوء على السيناريو نفسه مؤكداً بأن لدى الحريري و”حزب الله” اهتماماً مشتركاً بحماية النظام الطائفي.

فبحسب الباحث والخبير في الشؤون الامنية في الشرق الاوسط في معهد “هادسون” الاميركي، مايكل دوران، فإن “لدى الحريري وحزب الله اهتماماً مشتركاً بالنظام الطائفي في الوضع الراهن.

كون التظاهرات التي نزلت الى الشارع تهددهما معاً، والاثنان لديهما رغبات متساوية بوضع المنتخبين في صناديق طائفية،

وأن اللعبة المقترحة ستكون على الشكل التالي: يدعم حزب الله حسان دياب، بعدها يأتي دور سعد الحريري ليصرخ أنه “لن يسمح باستخدام السنّة وضربهم بعرض الحائط”،
ثم يمتطي حصانه الابيض معتبراً نفسه انه المنقذ الذي “منع” سيطرة حزب الله على القرار السني،
بينما في الواقع ان سعد الحريري وحسن نصر الله يحاولان اعادة لبنان الى ما قبل صورة 17 تشرين.

اما حسان دياب فهو الأبله الذي ارتضى لنفسه هذا الدور من أجل إعادة تعويم سعد الحريري”.

مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات الاميركية: الحريري- حزب الله- باسيل يؤججون الفتنة الطائفية لـ”انقاذ” النظام

المصدر: راديو صوت بيروت إنترناشونال