الجمعة 9 ذو القعدة 1445 ﻫ - 17 مايو 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

سيناريوهات ملء مركز السفير في واشنطن

تتحدث أوساط ديبلوماسيّة عن سيناريوهات مطروحة من أجل ملء المركز الذي سيشغر منتصف شهر آذار الجاري، في السفارة اللّبنانية في واشنطن بحيث سيبلغ السفير غابي عيسى السن القانونيّة، و يفترض أن يتولّى خلفاً له المسؤولية.

و يكتسب هذا الموقع أهميّة نظراً الى دقة العلاقات اللبنانية-الأميركيّة و خصوصاً مع تولّي سدّة الرئاسة في الولايات المتّحدة إدارة جديدة برئاسة الرّئيس جو بايدن، و ضرورة أن يتمثل لبنان هناك بأعلى مستوى من التّمثيل. فهناك ضرورة لفهم سياستها لا سيّما بالنّسبة الى لبنان و المنطقة. و ما يُقال للسفير لا يُقال للديبلوماسي الأقل رتبة، كما تؤكد الأوساط. و من يمكن أن يلتقيهم السفير لا يمكن للأقل رتبة أن يعقد لقاءات معهم. في حين أن بين لبنان و الولايات المتحدة ملفات عالقة، أبرزها موضوع “حزب الله” و السلاح غير الشرعي، و موضوع العقوبات التي تطاله و تطال غيره من الشخصيّات. ثم هناك ملف ترسيم الحدود البحريّة بين لبنان و إسرائيل، فضلاً عن مستقبل الشرق الأوسط و عملية السلام. كذلك، و في ظل الصّراع الأميركي – الإيراني، لا بد من وجود ديبلوماسي لبناني فاعل و نشط في العاصمة الأميركية لمواكبة أية إنعكاسات لمستقبل هذا الصراع، أو الحوار حوله، على الوضع اللبناني. ثم هناك التأثير الأميركي على التعاطي الدولي في شأن تفعيل مؤتمر “سادر” إذا تشكلت الحكومة، و دعم لبنان و مساعدته. فضلاً عن سياسة صندوق النّقد الدولي حيال لبنان في هذا الإطار.

و تقول الأوساط الديبلوماسية، أنه لغاية الآن لم يتم إتخاذ قرار محدّد بالنسبة الى طريقة ملء هذا المركز. ففي السّفارة في واشنطن الديبلوماسي رقم 2 وائل الهاشم تلقائياً قائماً بالأعمال، ريثما يتم اتخاذ القرار. و الإحتمال الأكثر، هو إيفاد سفير على سبيل مهمة لكي يكون قائماً بالأعمال، على غرار ما حصل لدى شغور منصب السفير في الكويت قبل أشهر. إذ ان الأوساط تستبعد حصول تشكيلات ديبلوماسية جزئية تطال مراكز السفير في واشنطن و مراكز السفير التي شُغرت في كل من الأردن و الكويت و البرازيل، و أخرى ستُشغر خلال الأشهر المقبلة. و السبب يعود الى وجود حكومة تصريف أعمال و أن رئيس هذه الحكومة لا يريد أن تقوم حكومته بشيء خارج تصريف الأعمال الضيق. كذلك ان التشكيلات الديبلوماسية ليست أولوية لبنانية الآن، و يمكن أن تنتظر لحين تشكيل حكومة جديدة، لأن مثل هذه المسألة تحتاج الى توافق سياسي داخلي. أما إيفاد سفير في مهمة تحتاج إلى قرار من وزارة الخارجية. و طبعاً سيكون أي قرار متخذ مدروس مع القصر الجمهوري في بعبدا. و سيكون رئيس التيار العوني جبران باسيل غير بعيد عن القرار، لا سيما و أنه يأخذ على عاتقه مسؤولية التعيينات المارونية في الدولة.

و في الوقت نفسه لا تستبعد الأوساط أن يبقى القائم بالأعمال وائل الهاشم في منصبه حتى تشكيل حكومة جديدة، و عندها يتم تعيين سفير للبنان لدى واشنطن بشكل رسمي. و كلما طال أمد تشكيل الحكومة كلما صار صعباً إقرار تشكيلات ديبلوماسية للسفراء التي تحتاج إلى مجلس وزراء و توافق سياسي حولها. و أشارت الأوساط إلى أنه لو حتى تشكلت الحكومة، فإن هذا الموضوع يواجه صعوبات لإيجاد حل له.

و سيُشغر أكثر من مركز سفير لدى 11 دولة في وقت لاحق من هذه السنة.

و لا يلزم فقط تفعيل السلك الديبلوماسي، بل أيضاً وزارة الخارجية و المغتربين ككل، بحسب الأوساط، ليكون أولوية بالنسبة الى لبنان الذي يحتاج الى تفعيل علاقاته العربية و الدولية لتأمين المساعدات اللازمة للخروج من الأزمتين الإقتصادية و المالية اللتين يعاني منهما.