السبت 11 شوال 1445 ﻫ - 20 أبريل 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

صار الفتى يحمل نعش صديقه اليافع!

ألم يشبع أولئك المتخفون بأثواب البراءة من أكل الركام وشرب الدماء؟

.. صار الفتى يحمل نعش صديقه اليافع الذي لم يكن ليعرف أنه يرقد منذ سنين على أطنان من الحقد في مدينة مرمية كزهرة على صدر المتوسط..

مدينة مزنرة من دون أن تدري، بعبوات تنسف الأمل..

.. عاصمة تريد اما حياة كريمة أو موتا أبديا لأنها ملّت من القيام في كل مرة من تحت الردم..

عاصمة تمانع أخذ قرارها وضمه لمحور داكن لا يعرف العيش سوى بالظلام..

عاصمة بات فيها بحيرة من دموع الامهات حزنا على من رحل، وخوفا على من لايزال يعاند للبقاء..

الى متى الركون الى حمّالين الحطب جزعا من اشعالهم فتيل الفتنة؟

.. أولئك الذين أضاعوا البوصلة مرات ومرات وجالوا في كل الأمكنة الا في مكان القضية المركزية.

الى متى التسليم بالعجز وجعل عدّاد اليأس يقفز بأرقامه القياسية الى أعلى مستوى؟

هل ننتظر أن تتفجر بنا نيترات أخرى قبل أن نصرخ مجددا في وجوه الجميع، قائلين: كفوا عن قتلنا بدمائكم الباردة، فنحن من أتينا بكم.. سحقا لنا اننا كنّا كالهررة التي لا تحب الا “خنّاقيها”.

تبّا لتحالفاتكم حينا وسكوتكم حينا آخر ولصراخكم في أوجه بعضكم البعض أحيانا..

.. تلك الألاعيب أضحت من الماضي، فهذه الأجساد المسماة لبنانية ما عادت تحتمل، اذ أن الصبر ملّ.. فما من بلد يستطيع العيش مع بلاء ووباء وانهيار ودمار..

أضعف الايمان أن تصمتوا وأن تغيبوا وتتركوا الشاشات تتراقص على وقع الأرز والورود.. دعونا نودع شهداءنا بسلام.. عسى أن نحيا مجددا ببركتهم.. لكن طبعا من دونكم..