السبت 11 شوال 1445 ﻫ - 20 أبريل 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

عملية نقل "فرقة الرضوان" مجرد صفقة والحديث الاسرائيلي عنها هو جزء منها

ليست المرة الاولى التي تنشر فيها وسائل اعلام اسرائيلية عن تهديدات قد تضرب شمالها وقد سبق ان اعترف معلق الشؤون العسكرية في القناة “ال13” بفشل الجيش الاسرائيلي من اسقاط المسيرة “حسان” التي اطلقها “حزب الله” وجالت فوق فلسطين المحتلة بعمق 70 كلم على مدى 40 دقيقة معتبرا انه “فشل آخر كبير لمنظومة القبة الحديدية في الشمال”.

اليوم عادت وسائل الاعلام الاسرائيلي لتروي سيناريو آخر تحدثت فيه عن نشر “حزب الله” لعناصر “قوة الرضوان” في وقت اشاد فيه قائد فرقة الجليل العميد شلومي بيندر بقدرات هذه الفرقة التي يطلق عليها “قوات النخبة” لافتاً الى انها تطورت بعد العام 2006 وازداد تشكيلها الناري الموجه باتجاه جبهة اسرائيل الداخلية.

هذه الروايات التي تتكرر في وسائل اعلام العدو تحمل اهداف مختلفة منها ما يتعلق بلملف النووي الايراني ومحاولة اسرائيل الضغط على الادارة الاميركية لاظهار خطر ايران واذرعها لحسم الموقف الاميركي بالنسبة لرفع العقوبات عن الحرس الثوري الايراني.

وللاضاءة على توقيت نشر هذا الخبر لناحية انتشار اخطر وحدة ل”حزب الله” والاهداف الحقيقية ان كان يرتبط بالانشغال الروسي في حرب على اوكرانيا وابتعاده عن الساحة السورية واطلاق يد ايران وما دور “حزب الله” فيها هذه الاسئلة اجاب عليها الخبير الامني والعسكري العميد الركن احمد رحال حيث اشار في حديثه “لصوت بيروت انترناشونال” الى حصول اجتماع ثلاثي بين روسيا والايرانيين والنظام اثر تزايد القصف الاسرائيلي على شحنات الاسلحة الايرانية منذ ما يقارب ال4 اشهر في تدمر طلب خلالها الايرانيون ان تدمج ثكناتهم وقواعدهم مع الجيش الروسي تجنبا للقصف الاسرائيلي ولكن القرار الروسي رفض الاقتراح بشكل قطعي فعرض المسؤولون الايرانيون تأمين غطاء جوي روسي ولاقى مصير الاقتراح الاول واقتصرت موافقة المسؤولين الروس حماية الدوريات الايرانية في البادية السورية شرط ان تكون فقط في مواجهة “داعش” .

ويضيف العميد رحال ان الاجتماع الثاني حصل بين الوحدة 108 للحرس الثوري الايراني والوحدة 112 التابعة ل”حزب الله” في مطلع السنة الجارية في مقر الاخيرة التابع لقيادة المنطقة الجنوبية في “حزب الله” في منطقة الزبداني وفي بلدة سرغايا تحديدا وضم قيادات من الحرس الثوري و”حزب الله” والميليشيات الايرانية العراقية وكان الهدف منه اعادة تنظيم الممرات العسكرية في سوريا التي يتم عبرها نقل شحنات الاسلحة ذات التقنية العالية لـ”حزب الله” على ان تكون عملية مراقبة وحماية هذه الممرات محصورة بعناصر الحزب مع اعتبار منطقة سرغايا نقطة التسليم الرئيسية من الوحدة 190 التابعة للحرس الثوري لـ”حزب الله”.

ويرى العميد رحال من خلال ما اورده سابقا ان ايران تعيش اليوم اليوم في العصر الذهبي لها في سوريا والسبب يعود الى انه عند دخول القوات الايرانية في العام 2005 وصولا للعام 2011 مع انطلاقة الثورة السورية كانت تعتبر نفسها الداعمة للنظام وادخلت عناصر “حزب الله” لكنها فشلت ودخل الروسي شريكا معها وان كانت لا ترغب بذلك لانها لا تريد ان تتشارك معه النفوذ في سوريا لكن باعتبار ان اسرائيل لا تسمح بوجود طيران ايراني في سماء سوريا وبالتالي كان لا بد من دخول الطيران الروسي الا ان الحرب الاوكرانية دفعت بروسيا الى التنازل عن العديد من المواقع لصالح ايران وميليشياتها من “حزب الله” الى “زينبيون” و”الفاطميون” والميليشيات العراقية التابعة لها .

وطبعا روسيا تنازلت عن هذه المواقع وفق رحال لكي تتمكن من تغطية جبهاتها في اوكرانيا وهي سحبت حوالي 80% من قوات “فاغنر”، كما انه بعدما اكتشف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ان معظم تقارير ضباطه المشاركين في الحرب الاوكرانية كانت تقاريرهم “كاذبة” ومضللة اضطر ان يطلب من قائد عمليات قاعدة “حميميم” فروندينغوف مع مجموعة من حوالي 15 ضابط كي يكون نواة القيادة العامة لعمليات الجيش الروسي في اوكرانيا وبالتالي هذا الانسحاب ادى الى تخلي الروس عن العديد من مستودعات الاسلحة مهين في ريف حمص وهي اكبر المستودعات في سوريا واعطوهم مطار تدمر العسكري وشاركوهم في مطار القامشلي كما ان مطار دير الزور قد يكون ضمنها وبالتالي هذا يؤشر الى ان ايران بدأت تستعيد سوريا بعدما كانت مجبرة على التنازل للروس .

اما “حزب الله” فله مناطق فصل خاصة وهو اعطي حمص ومطار الضبعة القلمون الشرقي والغربي لا غير ورغم ان له تواجد غير ذي اهمية في تدمر والميادين في حلب وارياف ادلب ولكنهم لا يشكلون اكثر من 10 % من وجوده في سوريا لان نسبة ال80% في المناطق التي ذكرناها سابقاً وعند الحدود اللبنانية من جهة البقاع مناطق انتاج الكبتاغون الذي بات الانتاج القومي لنظام الاسد بالشراكة مع الفرقة الرابعة وبالتالي فان المعامل منتشرة في بلودان سرغايا القصير الزبداني واطراف عرسال، وهذه المصانع تتولى الانتاج والتوضيب وتبادلها مع الداخل السوري واللبناني .

اما لناحية ادخال “قوات الرضوان” او “النخبة” فالبطبع الامر اتى مباشرة من ايران كما ان زيارة وزير الخارجية الايراينة حسين امير عبد اللهيان هي مجرد امر عمليات ل”حزب الله” ولحركتي حماس والجهاد الاسلامي، كما ان التهويل الاسرائيلي كلام يهدف منه تحصيل اثمان كبيرة وهو مجرد “كذب” وهنا لا بد من ذكر ما قاله رئيس الاركان الاسرائيلي بعد اسبوع من العملية التي قام بها الجيش الاسرائيلي وادت الى مقتل 4 من ميليشيات ايران رد على اثرها “حزب الله” بقصف سيارة كانت عبارة عن مسرحية عن سبب عدم ردهم، اجاب ان هذا الامر سيؤدي الى توسع العمليات وسنضطر الدخول في اعمال قتالية باعتبار ان “حزب الله ” موجود في سوريا وان القيام بهذه بعملية من هذا النوع ستدفعهم لابادتهم وهذا الامر سيهدد نظام الاسد ونحن لا نريد سقوطه وهذا الامر يؤشر لا بل يؤكد ان هناك فائدة مشتركة بينهم ولذا اعود واؤكد ان عملية نقل “فرقة الرضوان” هو مجرد صفقة والحديث الاسرائيلي عنها هو جزء منها.

    المصدر :
  • صوت بيروت إنترناشونال