الجمعة 24 شوال 1445 ﻫ - 3 مايو 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

فرنسا والدول الكبرى تشدد على السياديين استثمار فوزهم في الإنتخابات سياسياً

على الرغم من التركيز الفرنسي على معالجة الموقف في أوكرانيا، إلا أن الرئاسة الفرنسية تولي اهتماماً بالوضع اللبناني. ذلك أن وزير الخارجية جان إيڤ لودريان الذي أرجأ زيارته لبيروت مطلع الشهر الجاري بعد اندلاع الحرب الروسية على أوكرانيا، لكنه بحسب مصادر دبلوماسية في العاصمة الفرنسية ل”صوت بيروت انترناشيونال”، لا يزال يرغب في زيارة بيروت قبل الإنتخابات الرئاسية الفرنسية في العاشر من نيسان المقبل. وهناك مهلة لتتم الزيارة من الآن وحتى هذا الموعد، وهو لم يصرف النظر عنها.

في الأجندة الفرنسية حالياً بالنسبة إلى لبنان ثلاثة مواضيع: أولها الإنتخابات النيابية، والثاني المسار لذي يسلكه لبنان مع صندوق النقد الدولي، والثالث ضرورة أن يتنبه المسؤولون اللبنانيون إلى احتمالات حصول توتر في الجنوب في إطار الرسائل الإسرائيلية-الإيرانية والتي طالت كلاً من سوريا وأربيل.

وهناك قلق فرنسي أن تطال لبنان انطلاقاً من انزلاق جبهة الجنوب إلى مخاطر أمنية، لا سيما غداة توقف المفاوضات الدولية مع إيران حول الإتفاق النووي مرحلياً.

بالنسبة إلى موضوع الإنتخابات النيابية، فإن لدى الإدارة الفرنسية أملاً من خلالها أن يحصل في لبنان تغيير حقيقي يأتي بالسياديين والذين ينادون بالثورة الفعلية على كل ما أدى إلى خراب البلد، إلى البرلمان، حيث بإمكانهم هناك أن يقوموا بالتغيير من خلال المواقف السياسية والتشريعات القانونية.

ليس لدى الفرنسيين تصوراً معيناً أو سيناريو أكيد للبنان بعد الإنتخابات. لكن لطالما كانوا يشجعون وبقوة على التغيير من خلال هذا الإستحقاق. وهم الآن يستفسرون من الأفرقاء كافة حول مدى التغيير الذي سيلحق بلبنان، وكذلك عبر القنوات الديبلوماسية.

إذ يريد الفرنسيون استكشاف المناخ الشعبي قبيل الإنتخابات. فرنسا ومعها الأوروبيون والأميركيون وافقوا على الحلول الممكنة في المرحلة السابقة والحالية، انتظاراً لما سيحققه هذا الإستحقاق، معتبرين أن على اللبنانيين مسؤولية تاريخية في وقف انهيار لبنان الذي يعرفونه سياسياً واقتصادياً.

وبالتالي، ان الشعب اللبناني مطالب الآن أن ينتخب بشكل صحيح، وأن يحاسب كل من أوصل البلاد إلى ما وصلت إليه بدءاً من المنظومة الحاكمة، وصولاً إلى الدور الذي اضطلع به “حزب الله” في هذا الإطار ودور سلاحه. لذلك تتوقع الدول من اللبنانيين أن يقوموا بواجباتهم حيال مستقبلهم ومستقبل بلدهم وأن ينظروا بعمق إلى المسألة، بعيداً عن المصالح الآنية والخدمات المعيشية الضيقة. كذلك أن يصب التغييريون جهودهم على أنهم إذا فازوا بالأكثرية يستطيعوا أن يحكموا، خلافاً لما كان يحصل ولمرتين في السابق، عندما فازوا بالإنتخابات ولم يتمكنوا من أن يحكموا.

والفرنسيون بحسب المصادر، كما الدول الغربية الأخرى، مهتمة بما حققه لبنان من إصلاحات حتى الآن. مجلس الوزراء أقر خطة الكهرباء، وبات صندوق النقد الدولي ينظر بإيجابية إلى التعاون اللبناني معه وسيستكمل التفاوض. وهذا ما يواكبه المسؤولون الفرنسيون بصورة استثنائية، لأنه يؤسس للمساعدات الدولية الفعلية لإنقاذ لبنان.

أما بالنسبة إلى التأثيرات الخارجية على لبنان، فإن فرنسا تعمل لتحييده عن تداعيات الحرب الروسية على أوكرانيا وإعادة التموضع الإقليمية من جرائها. لذلك أجرت فرنسا اتصالاتها بكل من إسرائيل وإيران لتهدئة الوضع ولمنع أي انعكاس على لبنان. كما تجري اتصالاتها لتدارك أي منحى لأعمال أمنية تسبق الإنتخابات والتي قد تؤدي إلى تعطيلها.