السبت 10 ذو القعدة 1445 ﻫ - 18 مايو 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

لبنان ثابت في السياسة الفرنسية الخارجية بغض النظر عن هوية الرئيس الفرنسي الجديد

تتجه الأنظار الى الدورة الثانية للإنتخابات الرئاسية الفرنسية كون هذه الإنتخابات محورية ليس فقط بالنسبة الى الفرنسيين، بل أيضاً بالنسبة الى لبنان ودول المنطقة، حيث تؤدي فرنسا دوراً ريادياً في الإهتمام الخارجي جنباً الى جنب مع الولايات المتحدة، وفرنسا لا تزال ترأس الإتحاد الأوروبي منذ بداية هذه السنة وحتى آخر حزيران.

وتقول مصادر ديبلوماسية فرنسية ل”صوت بيروت انترناشونال”، أن هناك تحديات كبيرة أمام كل من إيمانويل ماكرون، وزعيمة اليمين المتطرف مارين لوبان اللذان تتقارب أصواتهما. لكن بالنسبة الأعلى 28 في المئة لماكرون، 23 في المئة للوبان، على عتبة الإنتخابات النهائية. إنها معركة قاسية تظهر مجدداً مدى ضرورة العمل على الناخبين لا سيما بالنسبة الى ماكرون، الذي ركز جهوده في الآونة الأخيرة على سياسة فرنسا الخارجية، أي علاقاتها مع واشنطن ، وموقفها من الشأن الإيراني، والإهتمام التفصيلي بالأزمة اللبنانية، ثم ملف الحرب الروسية على أوكرانيا، مع كل تداعياتها الدولية، مروراً بمكافحة فيروس كورونا.

ماكرون مطالب في هذه المرحلة بالإهتمام بالفرنسين اجتماعياً واقتصادياً، وبالقوة الشرائية لعملتهم وأجورهم وهو الموضوع الذي يلقي بثقله على المجتمع الفرنسي. في حملته الإنتخابية كان يرفص السجالات الداخلية ويتجه أكثر للإهتمام بمشاكل العالم. نسبة الأصوات التي حصل عليها، تحتم عليه أن ينطلق من قاعدة مقبولة، إذ عليه البحث عن أصوات يمينية مترددة، واشتراكية لم تتخذ موقفاً، إضافة الى أصوات التيار البيئي. ماكرون الآن هو الأقرب الى ولايته الثانية، لكن حضور اليمين المتطرف في الحياة السياسية الفرنسية بات مكرساً.

بالنسبة الى انعكاسات فوز أي من الشخصيتين على المشهد اللبناني، فإن المصادر تقول، أن لبنان يشكل ثابتة من الثوابت الفرنسية، حيث أن السياسة الفرنسية تجاهه تستمر في الإهتمام المباشر والعلني وفي عدم تركه وحيداً يقاوم الأزمات السياسية والإقتصادية والإنسانية. ومع وجود حظوظ لماكرون في الرئاسة في الطليعة، تعتبر المصادر، أنه سيستكمل الإهتمام القوي بلبنان انطلاقاً ليس فقط من السياسة التقليدية الفرنسية، بل من خبرته الخاصة في التعامل مع التناقضات اللبنانية والإنغماس فيها، ومع تأثير إيران عبر حليفها “حزب الله” على مفاصل الحياة السياسية فيه، ومع الدور الخليجي والعربي الذي وفق المصادر يجب ألا يبتعد عن لبنان إطلاقاً، بحيث تستمر الحاضنة العربية له وتتبلور طريقة التعاطي التكتيكي مع هذا البلد بالتنسيق مع الأميركيين والدول الأوروبية الأخرى.

أما في السياسة الإستراتيجية تجاه لبنان، فإنه، وان كانت هناك تفاصيل في العلاقات اللبنانية-الفرنسية تبدو متمايزة حياله، لكن وضع المنطقة يبدو الأكثر تأثيراً على السياسة تجاه لبنان، وإن كانت فرنسا تلعب دور الضاغط دائماً لحياده عن القضايا الملتهبة فيها وتلافي وقوعه في المحاور الإقليمية. لذلك تسعى جاهدة للحفاظ على مسلمات السيادة والإستقلال، وتعمل على خط آخر للدفع في اتجاه استقراره وهذا ما يشكل أولوية لديها.

    المصدر :
  • صوت بيروت إنترناشونال