الجمعة 9 شوال 1445 ﻫ - 19 أبريل 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

لبنان ساحة لتصفية الحسابات.. الحرب الأكبر في الشرق الأوسط

على الرغم من حديث نصرالله الأخير عن حرصه على أمن لبنان وعدم وجود أي نية للحرب إلا أن كلمته الأخيرة قد تحدثت أيضاً عن أن الحرب الأخيرة ستكون حرباً حاسمة إن وقعت.

وجميع المؤشرات تدلّ عن أن الحرب ستقع حتما هذه المرة وستكون حاسمة بالفعل كما تشير عن أن قوى عظمى ستشارك فيها لتغيير الخريطة السياسية للبنان والمنطقة تنفيذا لرغبة إيران والولايات المتحدة الأميركية البلدين اللذين لم يستطيعا حسم معركتهما في سوريا التي بدأت تلملم شظايا حربها الدامية التي ستُحسم خلال الأشهر القليلة القادمة.

ظهور بوادر الحرب:

بوادر الحرب اللبنانية بدأت تظهر منذ اللحظة الأولى لاغتيال الرئيس الحريري التي أدت لطرد الجيش السوري من لبنان وإعادة بروز الوجوه التي شاركت في الحرب الأهلية والتي عملت على تحسين صورتها عبر العمل على رسم صورة جديدة للبنان وإعادة لمّ شملها من جديد تلك المحاولة لجرّ لبنان لفتنة باءت بالفشل ما أدى لشنّ حرب اسرائيلية على لبنان نجح حزب الله خلالها لجمع الشارع اللبناني بجميع طوائفه حوله إلا أنّ جنون العظمة سيطر على حزب الله وحلفائه فشنّ هجوم السابع من أيار الأمر الذي شرذم الشارع اللبناني من جديد وأعاد تقسيمه،

وبعد بدء الحرب في سوريا انقسم الشارع اللبناني أكثر فأكثر بين مدافع عن بشار ومعارض له ودفع لبنان أرواح الآلاف من شبابه ثمناً لحرب لا علاقة له فيها وكون الحرب السورية قد شارفت على الانتهاء وستُحسم خلال الأشهر القادمة لصالح الأسد وحلفائه في ظل سيطرة تامّة لحزب الله وإيران على لبنان التي أرسلت إيران جنوداً خاصة للإقامة فيه خلال الأشهر القليلة الماضية وتعمل على تدريب عناصر سرايا المقاومة التي بدأت باستضافتهم على أراضيها خلال الأشهر الأخيرة تحضيرا للمرحلة القادمة فبعد سيطرة ايران على العراق وسوريا لم يبقى أمامها سوى لبنان لإحكام سيطرتها التامة على المنطقة وهذا الامر لن يحصل بسهولة بل سيتطلب حربا دامية لمسح فئة من المجتمع اللبناني وإبراز قوة الفئة الأخرى.
ما علاقة السعودية بالحرب القادمة ان وقعت؟

على اعتبار أن السعودية تعدّ المرجع الأول والأخير للسنّة في العالم يلجأ أهل السنّة في لبنان الى هذا البلد لحماية أنفسهم وبعد بروز السيطرة الايرانية على لبنان عبر تصريح علني للرئيس الايراني دقّت السعودية ناقوس الخطر لتُظهر أنها بالفعل لن تسمح لإيران بالسيطرة على لبنان حتى وإن استلزم الأمر إعلان الحرب عليها،

فالسعودية التي حرصت على أمن لبنان وساهمت على مدار سنوات لانعاش اقتصاد هذا البلد وإعادة إعماره تعمل على حماية أبرز المسؤولين السنّة فيه ما يؤكّد أن المملكة ستحمي هذه الفئة خلال مواجهتها للمشروع الايراني التي تواجهه بنفسها إعلاميا من خلال الحرب الاعلامية على حزب الله وأبرز هذه المواجهات تظهر من خلال تغريدات وزير الدولة لشؤون الخليج العربي السعودي ثامر السبهان وبالمقابل استطاع اعلام حزب الله وحلفائه بشن حرب اعلامية على المملكة بعد استقالة الرئيس سعد الحريري واتهامها بإجبار الحريري على الاستقالة وإجباره بالاقامة الجبرية في السعودية وهو أمرٌ عارٍ عن الصحة ونفاه الحريري بشكل غير مباشر بعد تغريداته وزيارته أبو ظبي اليوم وتأكيد أوساط الحريري بعودته الى لبنان خلال الأيام المقبلة.

المشاركون في الحرب:

انتشار مسلحي حزب الله في عدد من المناطق بعد استقالة الحريري يوعد بلا شك بحرب قادمة حيث أفادني شاهد عيان بانتشار مسلح في منطقة زقاق البلاط البارحة إضافة الى نشر أوساط حزب الله لتسجيل مصور خلال أحداث السابع من أيار خلال الاعتداء على تمثال الشهيد الحريري كأسلوب لشدّ العصب الطائفي وإبراز قوة محددة مما يؤكّد مشاركة حزب الله وحلفائه خلال الحرب على من يعتبرونهم أعداء و”صهاينة” حسب تعبير عامر محسن بدعم وتمويل مباشر من إيران والأسد الذي سيرد الجميل لنصرالله مما سيدفع السعودية للمشاركة دفاعا عن أهلها من السنة،

أما عن إسرائيل فسوف تجد فرصة للتدخل عسكريا واحتلال مناطق معينة فهي تجهز نفسها منذ أشهر وتكثّف تدريباتها على الحدود الشمالية مع لبنان.

جميع الأوراق تدلّ على أن لبنان أمام اختبار دامٍ سيدفع ثمنه أرواحٌ واستقرار عمل على إعادته وبنائه خلال أعوام طويلة ويبدو أن لبنان سيكون ساحة لتصفية الحسابات التي سجّلت على مدى سنوات.

الكاتبة: عبير فواز سياج