الجمعة 24 شوال 1445 ﻫ - 3 مايو 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

لبنان يتخلى عن الخط 29 في إطار الحل التفاوضي لترسيم الحدود

فحوى رسالة لبنان الأسبوع الماضي الى الأمم المتحدة، أنه يعول على نجاح الوساطة الأميركية لترسيم الحدود البحرية اللبنانية-الإسرائيلية، كما أنها تعني أن لبنان عملياً تراجع عن الطرح الذي يقول أن حدوده البحرية تصل الى الخط 29 وفقاً للمرسوم 6433 الذي لم يوقعه رئيس الجمهورية ميشال عون.

كما أنه يؤكد الالتزام بالحل التفاوضي لمسألة الحدود، لكن الرسالة حملت تهديداً بالعودة الى المطالبة المحقة و مراجعة حدود منطقته الحصرية الإقتصادية وفق هذا المرسوم، إذا فشلت المفاوضات غير المباشرة مع إسرائيل في تحقيق التسوية التفاوضية.

و تأتي الرسالة رداً على الادعاءات الإسرائيلية بأن هناك منطقة إقتصادية حصرية لإسرائيل و هي مثبتة، و أن “حقل كاريش” يقع ضمنها، و هذا ما يعترض عليه لبنان.

كما يعترض في الرسالة على الإدعاءات الإسرائيلية بأن دورة التراخيص التي أطلقتها الحكومة اللبنانية حول الإستكشاف في عرض البحر تقع ضمن أماكن إسرائيلية بحرية، للقول أنها تقع ضمن المنطقة الإقتصادية الحصرية التابعة للبنان و غير قابلة للتنازل عنها.

وتؤكد مصادر ديبلوماسية، أن الرسالة أوضحت موقف لبنان الذي تراجع حتى الآن عن الخط 29 كحدود بحرية مع إسرائيل، و هو يتمسك بالوصول الى حل تفاوضي لم يوضحه و لم يقل شيئاً عن الخط 23 الذي كان حدده الوسيط الأميركي السابق لترسيم الحدود فريدريك هوڤ الذي يعطي للبنان 865 كيلومترا.

و تعبر زيارة مستشار الطاقة الأميركي آموس هوكشتاين لبيروت خلال الأيام المقبلة، عن اهتمام بلاده بترسيم الحدود البحرية بين لبنان و إسرائيل، حيث يشكل الأمر أحد المؤشرات الأميركية في الحفاظ على الإستقرار اللبناني و تعميقه من أجل تمكين لبنان من الإستفادة من ثروته الطبيعية في البحر من النفط و مشتقاته، في مرحلة هي الأكثر حاجة إليها لا سيما في ظل ضرورة خروجه من الإنهيار الإقتصادي الحاصل.

و تكشف مصادر ديبلوماسية غربية واسعة الإطلاع، على أن هوكشتاين لن يتحدث عن خطوط بحرية فاصلة بين حصة لبنان و حصة إسرائيل من البحر، بل ان التفاوض سيتركز على الحقول النفطية أي حقل قانا للبنان و حقل كاريش لإسرائيل، ما يعني التخلي عن الخطوط و التمسك بالحقول.

فالتوجه الأميركي هو لتجاوز الخطين 23 و 29 و التصويب على حدود الحقول، و إن كان لبنان لا يزال حتى الساعة غير موافق على الطرح الأميركي، و لا يُعرف في العمق أي موقف رسمي سيُتخذ حتى الآن.

و تفيد المصادر، أن لبنان بات يتجه الى التراجع عن خط 29 الذي كان تمسك به و الذي هو محور المرسوم 6433، وهذا الخط يعطي للبنان 2290 كيلومتراً.

و تنقل المصادر عن هوكشتاين قوله في أعقاب زيارته للبنان أنه وجد تقارباً كبيراً بين مواقف الرؤساء الثلاثة في تحديد رسم حدود لبنان البحرية، و أنه للمرة الأولى يكون موقف رئيس مجلس النواب نبيه بري قريب لموقفي الرئيس ميشال عون و الرئيس نجيب ميقاتي.

كما أنه بعد زيارته لإسرائيل من لبنان خلال جولته الأولى حمل منها انطباعاً إيجابياً، أما الآن فهو سيستمر في زياراته المكوكية بين لبنان و إسرائيل في مسعى جديد لتحريك عملية التفاوض و من النقطة التي توقفت عندها في تشرين الأول الماضي حيث كانت جولته الأولى.

    المصدر :
  • صوت بيروت إنترناشونال