الجمعة 24 شوال 1445 ﻫ - 3 مايو 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

لبنان يدخل مسار الترسيم على وقع تسوية دولية مع إيران

في خضم الانهيار السياسي والاقتصادي، وتطورات الحرب الروسية على أوكرانيا وتداعياتها على كل الدول، قرر لبنان إرسال جوابه حول الطرح الأميركي إلى واشنطن ليتبلغه الوسيط الأميركي، ويتدارس الخطوات المقبلة فيما إذا أراد السير بالموقف اللبناني.

وتفيد مصادر رئاسة الجمهورية ل”صوت بيروت انترناشونال”، أن الجواب اللبناني، كما بيان بعبدا حول الترسيم ينطلقان من أن التفاوض سيكون أساسه “اتفاق الإطار العام” أي الخط 23. ومن هذا المنطلق سيبلغ لبنان الأمم المتحدة برسالة واضحة، مثلما انه سيبلغ واشنطن بموقفه.

وقالت المصادر، أن بيان بعبدا وإن اختلفت التفسيرات حوله، فإن لبنان من خلاله يعلن جهوزيته للانطلاق في التفاوض من الخط الذي رسمه هوكشتاين، لكنه يريد التحسين في مسار الخط لما يصب في مصلحة لبنان وحدوده البحرية المحقة. ومن خلاله أيضاً يقول لبنان أن الأمر يحتاج إلى مزيد من الدرس. مع عدم استبعاد الإفساح في المجال أمام إشراك بعض الأطراف في التفاوض مثل الأمم المتحدة. وأشارت إلى أن ما يطلبه لبنان هو الخط 23 مستقيماً، مستبعدةً العودة الى الخط 29. وقد طلب لبنان من الولايات المتحدة من خلال الجواب أن تستكمل جهدها في التفاوض.

مصادر ديبلوماسية، أوضحت أنه فور تسلم هوكشتاين الرد سيقوم بدراسته وسيبلغ لبنان آفاق تحركه المقبل، اما من خلال زيارته لبيروت أو من خلال الاتصالات مع المسؤولين اللبنانيين.

ولاحظت المصادر الديبلوماسية وجود مناخ دولي جديد مع طهران. فهي أولاً ستعود إلى التوقيع على الاتفاق النووي مع واشنطن قريباً جداً. وثانياً إن الدول الكبرى لمست رغبة طهران في توفير الطاقة للغرب بديلاً عن روسيا. وإتاحة الفرصة غربياً لطهران من خلال الفصل بين العقوبات على روسيا والمسار النووي، لتمكينها من عقد صفقات تحتاجها مع روسيا. ثم إفراج إيران عن البريطانيين اللذين كانا محتجزين لديها، وهما من أصول إيرانية، وتلمس إيران رغبة بريطانية باستبدال الطاقة من روسيا بالطاقة الإيرانية.

وتم تسريب معطيات حول رفع العقوبات الأميركية عن الحرس الثوري الإيراني، وهذا له دلالة كبيرة على المستوى الدولي، في إطار تسوية، ما ينقل إيران من حالة إلى حالة جديدة. مع ما يواكب ذلك من وعود وضمانات إيرانية، قد تكون متصلة بلجم أدوار حلفائها في المنطقة بما فيهم “حزب الله”. وكل هذه الأجواء قد تكون واردة في مقدمة الاتفاق النووي الذي سيعقد او في ملحق خاص به. ويتبين من المناخ الجديد السائد دولياً – إقليمياً أن هناك مواضيع بحثت على هامش النووي متصلة بالصواريخ البالستية وبنفوذ إيران في المنطقة لكنها لا تزال طي الكتمان وأن أي طرف لا يريد إعلانها.

لبنان يترقب التوقيع على النووي لكنه في الوقت نفسه يرسل إشارات إيجابية في شأن الترسيم، وهو يدرك تماماً ان واشنطن تقف إلى جانب الترسيم في اسرع وقت ممكن وهي مسألة مطلوبة لديها بإلحاح كبير. وكل الوعود الأميركية بإطلاق العجلة الدولية للدعم، وبتمرير الغاز المصري والكهرباء الأردنية عبر سوريا، والذي يتأخر حتى الآن، مضافاً رغبتها بتسريع الإصلاحات في لبنان للتعاون مع صندوق النقد، كلها أمور مرتبطة ببعضها البعض، وهي مشروطة إلى حد كبير بدخول لبنان مسار الترسيم الفعلي.

    المصدر :
  • صوت بيروت إنترناشونال