الجمعة 19 رمضان 1445 ﻫ - 29 مارس 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

لماذا أرسلت تركيا مرتزقة سوريين إلى ليبيا ؟

على وقع المجازر اليومية بحق السوريين المدنيين الذين يتعرضون لحرب إبادة شاملة في مناطق يطوقها الإرهاب ويتملكها الاستبداد وتريد مليشيات إيران الإرهابية اجتياحها بأي ثمن بعد اتفاقيات مشبوهة مع جبهة النصرة الإرهابية المدعومة من حكومة الحمدين في قطر، يبرز خبر إرسال مقاتلين سوريين إلى ليبيا لدعم عصابات الإخوان المسلمين في طرابلس.

 

المرسل هنا معروفٌ للجميع وبشهادة مبعوث الأمم المتحدة في ليبيا سابقاً غسان سلامة، إنه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الذي يدعم قوات فايز السراج، ويبرم كل حين معاهدات مرفوضة دولياً وعربياً مع سلطة غير شرعية بغية ترسيم حدود بحرية مزورة وفرض احتلال جديد على ثروات ليبيا وشعبها.

لا تنتهي حروب حزب العدالة والتنمية الداخلية والخارجية منذ تولي أردوغان زمام الأمور فيه، واستقالات رفاقه المؤسسين للحزب من الحزب خير دليل على أزماته التي لا تنتهي بعد أن أقصاهم عن الحكم وتفرد بقيادة البلاد وتقرير مصير العباد

والسوريون الذين رضوا لأنفسهم صفة المرتزقة هم منبوذون من عموم أبناء الحراك الشعبي السلمي في سوريا، ومن يشجعهم على ذلك ويتكفل بنقلهم هو صاحب البازار الأكبر بحق السوريين المنكوبين؛ أردوغان الذي لا ينفك مطالباً أوربا بدفع المليارات لحكومته جراء منعه المزعوم هجرة اللاجئين السوريين إلى أراضي دول الاتحاد الأوروبي.

وعطفاً على ما ذكر، لا تنتهي حروب حزب العدالة والتنمية الداخلية والخارجية منذ تولي أردوغان زمام الأمور فيه، واستقالات رفاقه المؤسسين للحزب من الحزب خير دليل على أزماته التي لا تنتهي بعد أن أقصاهم عن الحكم وتفرد بقيادة البلاد وتقرير مصير العباد هو وصهره وأبناؤه وبناته دون دستور ينظم أو قانون يطبق.

فالرجل مهووسٌ بالسلطة – كما يقول العارفون به – وقد دمر ما تبقى لتركيا من مؤسسات ديمقراطية بعد ترسيخه لمفهوم الديكتاتورية الشاملة، وعزوف كثير من الدول العربية المهمة عن التعاطي معه أو زيارته، فضلاً عن أخبار ليرته المتهاوية واقتصاده الذي شارف على الانهيار.

ولأن القضية السورية ليست للبيع، ومعاناة الأطفال والنساء والشيوخ ليست سلعة للمقايضة من قبل خليفة الإخوان، فإن كلمة مرتزقة سوريين قاسية جداً على قلوب أبناء بلدي الذين يرون في تركيا شريكاً واضحاً لكل القوى التي تحتلهم، ودولة أجنبية تستغل فقر الناس وحاجتهم لترمي بهم في أتون معركة لا ناقة لهم فيها ولا جمل، بل يرتقي الأمر لاعتباره جريمة حرب موصوفة وممزوجة أيضاً بالاتجار بالبشر.