الأربعاء 7 ذو القعدة 1445 ﻫ - 15 مايو 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

ماذا تحمل الوزيرة الفرنسية في أجندتها للبنان؟

تصل مساء اليوم الجمعة الى بيروت وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا في زيارة تعبر عن اهتمام الادارة الفرنسية بالوضع اللبناني، لا سيما في ضوء توالي زيارات رسمية فرنسية الى لبنان بدءاً من الموفد الرئاسي جان إيڤ لودريان، ثم الوفد المشترك من المسؤولين الكبار من وزارتي الخارجية والدفاع، مروراً بزيارة مدير الاستخبارات برنارد ايمييه. ثم التوقع بزيارة سيقوم بها الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون بين عيدي الميلاد ورأس السنة للبنان كرسالة دعم معنوي للكتيبة الفرنسية المشاركة في قوة “اليونفيل” اذا استمر الوضع هادئاً ولم تحصل أية معوقات. فضلاً عن الزيارة المرتقبة للودريان في منتصف كانون الثاني.

وتكشف مصادر ديبلوماسية فرنسية لـ”صوت بيروت انترناشيونال”، ان لدى فرنسا تخوف حقيقي من حصول حرب اسرائيلية على لبنان. وهي بالتالي، توفد وزيرة الخارجية في محاولة للتهدئة. ذلك ان فرنسا تضغط على الجانب اللبناني تماماً كما تضغط على الجانب الاسرائيلي من أجل عدم الانجرار الى الحرب والتي ليس في مقدور لبنان تحملها على الاطلاق لا سيما في أوضاعه الحالية. وليس صحيحاً ان فرنسا تحمل فقط رسائل اسرائيلية تبلغها الى لبنان والى “حزب الله” تحديداً، او أنها تأخذ على عاتقها الموقف الاسرائيلي من الوضع في الجنوب. انما في الواقع هي تنقل مواقف كل طرف، الى الطرف الآخر، من أجل تلافي وقوع الحرب، والحفاظ على التهدئة قائمة.

وتكشف المصادر أيضاً، أنه بالتوازي مع الدور الذي تلعبه فرنسا للتهدئة وعدم الانخراط في توسيع الحرب، فإن فرنسا تبحث مع المسؤولين في كل من لبنان واسرائيل حول الصيغة المناسبة للبدء بتطبيق القرار ١٧٠١ وفي كيفية السعي للتزامن بين وقف النار وإعادة تموضع الجيش وكذلك “حزب الله” في المناطق التي تحدّث عنها القرار. ان البحث بذلك مستمر من أجل التوصل الى تفاهم يفضي الى نزع فتيل الحرب التي تتصاعد حظوظها يوماً بعد يوم.

والمسعى الفرنسي يتزامن مع الجهود الدولية والعربية لإنتاج تسوية لوضع غزة من شأنها أن تؤدي أولاً الى وقف اطلاق النار هناك. ومن دون وقف اطلاق النار في غزة، لن يكون هناك تفاهم فعلي على صيغة تؤدي الى تنفيذ القرار ١٧٠١ بين لبنان واسرائيل. فالملفان أصبحا مترابطان ومتكاملان.

على أن المصادر، تنفي التوصل الى طرح أفكار متصلة بوجود قوة فرنسية على الحدود بين لبنان واسرائيل ولو كان ذلك في اطار “اليونفيل”، لتولي حماية الامن والسلم في تلك المنطقة. وتقول ان الكتيبة الفرنسية موجودة منذ صدور القرار ١٧٠١ في ٢٠٠٦، وقبل ذلك العام أي منذ صدور القرار ٤٢٥ . وفرنسا من أكبر المشاركين في “اليونفيل” اذ لديها ٧٠٠ جندي وهم منتشرين في كل مناطق عمليات القوة الدولية.

وأكدت المصادر، ان فرنسا ستبقى تواكب كل الملفات اللبنانية. لكن يتصدّرها حالياً ملف الجنوب. في حين ان ملف قيادة الجيش اساسي بالنسبة لها وتضغط لعدم حصول الشغور، ثم ان ملف رئاسة الجمهورية يبقى اساسياً وان ساهمت الحرب على غزة وانعكاساتها على الوضع الجنوبي في تصدر هذا الوضع الاولوية انطلاقاً من العمل الفرنسي الدؤوب على ابعاد الخطر عن لبنان، ولن تترك فرنسا لبنان وستبقى سنداً لوحدته وسلامته.