الأحد 4 ذو القعدة 1445 ﻫ - 12 مايو 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

"مافيا" الصيدليات والدواء... "يا محلى السياسيين"

لا شيء في لبنان يدل على أننا نعيش في وطن يحترم الانسان، حتى في آلامه ومرضه، وبأمس حاجة المواطن للدواء، نرى أن شركات الادوية والصيدليات تزيد من وجعه وتجعل من المريض “متسوّل” يدور على الطرقات متنقلاً بين صيدلية وأخرى عله يجد ما يقيه من الاوجاع.

كما فساد الطبقة السياسية الحاكمة، كذلك الصيدليات وشركات توزيع الادوية، الفساد مستشر في مكان يفترض به أن يكون أكثر انسانية.

في جولة مكوكية بحثاً عن الادوية، ومسرحية فقدانها، كلمة سر يجمع عليها اصحاب الصيدليات والعاملين لديهم، “مقطوع”، فالصيدليات التي كانت تعج بالأدوية، باتت فارغة.

أكثر من عشرين صيدلية، والنتيجة واحدة، لا دواء، ولا حتى البديل عن الدواء المطلوب غير متوفر، لكن المشكلة ليست هنا، بل في الطريقة التي تتعامل بها الصيدليات، فإذا كنت من الزبائن الدائمين للصيدلية يظهر الدواء فجأة.

ولأن التعميم لا يجوز، سنقول أن بعض الصيدليات تكدس الادوية بانتظار “الفرج”، وهو رفع الاسعار، لكن بعض الادوية اقتربت من انتهاء صلاحيتها، وبسحر ساحر يقوم صاحب الصيدلية مرغماً بعرضها داخل الصيدلية، وعن سابق تصور وتصميم يقوم برفع سعرها، فالمتسوّل أي المريض بحاجة ماسة إلى هذا الدواء.

داخل احدى الصيدليات، دخل رجل سائلاً عن دواء يلزمه، فكان الجواب، “مقطوع”، وبعدها، دخل “زبون الصيدلية”، وسأل عن ذات الدواء، فكان الجواب، “تكرم عينك”!!!

إنه لبنان، وطن الفاسدين والتجار الكفار حتى بصحة الناس اللذين يئنون على فراشهم، فالأوجاع باتت ثقيلة، وجه العيش بكرامة، وألم البحث عن مستقبل بات مجهولاً.

من يحاسب ومن يراقب؟ الجواب سهل جداً، “لا أحد”، ولما المحاسبة؟ فالطبقة السياسية راضية عن سلوكها، والشعب راضخ، لا يحرك ساكناً، يعيش في غيبوبة تامة، والذل أصبح من الامور البديهية.

نسأل السياسيين، من أين تأتون بأدويتكم، هل هي مؤمنة لكم، أم أنكم تعيشون مثلنا على الطرقات لتجدوا قرص مسكن، ينسينا الوجع لساعات؟

شكراً يا اصحاب الصيدليات، يا اصحاب الرسالة الانسانية على انسانيتكم منتهية الصلاحية، شكراً على المحاصصة والفساد والمحسوبية، “هكذا صيدليات” تستحق هذه الطبقة السياسية وعن جدارة.