الأربعاء 7 ذو القعدة 1445 ﻫ - 15 مايو 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

ما أهمية التفويض العربي-الإسلامي للرياض في الحلول الإقليمية؟

ينطوي تكليف القمة العربية-الإسلامية للملكة العربية السعودية بدء تحرك فوري لبلورة مساعي دولية لوقف الحرب على غزة والضغط من أجل إطلاق عملية سياسية لتحقيق السلام وفق المرجعيات الدولية المعتمدة، ينطوي على أهمية بالغة للدور السعودي في المرحلة الحالية والمقبلة وان كان ذلك سيتم أيضاً بالتعاون مع دول أخرى في المنطقة.

ويشرح مصدر ديبلوماسي عربي رفيع لـ”صوت بيروت إنترناشونال” أهمية هذه الخطوة على مستوى المنطقة والعالم حيث التفويض للرياض أن تكون لها الريادة في انتاج الحلول، حيث سيرى الجميع أن الحل سيبدأ في موضوع غزة ليطال كافة ملفات المنطقة المفتوحة وصولاً الى لبنان، ومروراً باليمن والعراق وسوريا.

انه تكليف عربي-اسلامي أيقن ضرورة وجود للتوازن الذي يقدمه الدور السعودي في المنطقة في مجال الحلول وهو توازن مرحب به وأساسي يخدم الاستقرار في المواقع، وعدم تركها لتفرد أية قوى أخرى أو نفوذ آخر. والتكليف من القمة للرياض ولو كان هناك شركاء آخرين من دول المنطقة، انما إدارة ملف الحلول ستكون لها بصورة محورية.

وفي سياق هذا الدور، يقول المصدر، أن السلام المطروح بين الرياض وتل أبيب والذي كان يعد له في مرحلة ما قبل حرب غزة ملف سيتم الحفاظ عليه، لأنه يتم بموجب قرار كبير اتخذ على أعلى المستويات السعودية-الاميركية-الاسرائيلية ولن يكون هناك رجوع عنه. وهذا المنحى سيكون له أثره في تحقيق العمل لعملية سلام بين فلسطين واسرائيل مبنية على قرارات الشرعية الدولية وحل الدولتين وهو الأمر الذي ركزت عليه مقررات القمة المشتركة العربية-الاسلامية. وستظهر الديبلوماسية الهادئة والرصينة التي لطالما تميزت بها الرياض عبر السنوات والعقود الماضية وأنتجت حلولاً في العديد من ملفات المنطقة، مثالاً على ذلك اتفاق الطائف اللبناني.

وأوضح المصدر، ان المملكة العربية السعودية أوفدت قبل نحو شهرين سفيراً الى السلطة الفلسطينية، وهو قنصل في القدس. الأطراف الفلسطينية تعوّل على دور سعودي لا سيما وأنه بعد الحرب ستكون “حماس” أضعف شعبياً وعسكرياً ومعنوياً. في حين أن القمة كرست تمثيل منظمة التحرير الفلسطينية والسلطة الفلسطينية للشارع الفلسطيني بشكل حصري، ولا يمكن ل”حماس” إدارة الملف الفلسطيني بعد المعارك. والرياض تقوم منذ الآن بمبادرة كبيرة بالتعاون مع الولايات المتحدة الأميركية للتوصل الى حل على المستوى الفلسطيني.

هذا التكليف سينعكس إيجابياً، ووفقاً للمصدر على دفع صورة الأمير محمد بن سلمان إلى مزيد من الزعامة العربية بعدما اكتسب شعبية كبيرة على مستوى الداخل، ورصيداً إقليمياً من خلال رؤيته لبلده والمصاف الذي يتوق به اليه. انه تكليف من 57 دولة عربية إسلامية وتفويض في توقيت مناسب. وعندما تبدأ الحلول في الموضوع الفلسطيني، سينسحب هذا المناخ على كل ملفات المنطقة حيث سيكتسب الملف اللبناني بعداً جديداً يصب لمصلحة استقرار فعلي يوفره التوازن من جراء الدور السعودي.

بمعنى أن الحلول لن تكون فيها الغلبة لفريق معين بل يؤمن تفاعلاً بين مكوناته في اطار حل يرضي كل الافرقاء ولا يزيد من ضعف أو وهن فريق تجاه فريق يستقوي من هنا أو هناك. كما سيوفر الدخول السعودي على خط حل أزمات المنطقة استقراراً في العراق، ومزيداً من الدفع في اتجاه حلول في سوريا بعدما جُمدت خطوة الانفتاح الخليجي عليها في الآونة الأخيرة.

    المصدر :
  • صوت بيروت إنترناشونال