الأحد 4 ذو القعدة 1445 ﻫ - 12 مايو 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

مصادر دبلوماسية لـ"صوت بيروت انترناشونال": الدول مصدومة من الجمود القاتل الذي يلف وضع لبنان

جاءت اتصالات وزير الخارجية الفرنسي جان إيڤ لودريان بالمسؤولين اللبنانيين، لتجسّد موقف الدول الكبرى من الوضع اللبناني الراهن، لا سيما منذ كارثة انفجار المرفأ، سياسياً و اقتصادياً و مالياً. و هو ما يشكل صدمة كبيرة تعبّر عنها الدول، خصوصاً من هي على تماس مباشر مع ملف لبنان مثل فرنسا.

الدول الكبرى لا سيما تلك الدائمة العضوية في مجلس الأمن مصدومة من استمرار الزعماء اللبنانيين في عدم الإهتمام بتنفيذ المسار الواجب اتباعه لانتشال لبنان من المآسي التي يقع فيها. و كذلك مصدومة بحسب مصادر ديبلوماسية غربية، من ربط تأليف الحكومة باستحقاقات خارجية لا سيما ما يتصل ببدء التفاوض الأميركي-الإيراني. إذ ان إيران تتبع أسلوب التصعيد في المنطقة الى الحد الذي لم يقف عند اعتداءاتها على دول خليجية، بل إلى توقيع اتفاقيات مع الصين نهاية الأسبوع الماضي، و هو الأمر الذي يعقد تأثير الضغوط عليها من فرنسا و أوروبا للفصل بين مشاكلها مع العالم، و مشاكل لبنان. مقابل هذا الربط الذي يقوم به مسؤولون لبنانيون، لم تجد المصادر الديبلوماسية في حديثها لـ”صوت بيروت انترناشونال” أي بلد في العالم يربط أوضاعه بملف لبنان، أو أن ملف لبنان يشكّل لديه أولوية، على الإطلاق. و يتساءل سفراء الدول، هل يعقل أنه بعد نحو ثمانية أشهر على كارثة المرفأ، و بعد نحو سنة و نصف السنة على بدء الإنهيار المالي و الإقتصادي، و بعد أكثر من سنة على انتشار وباء كوڤيد 19، و المسؤولون في لبنان صامتون لا يفعلون شيئاً كأن ليس هناك من أزمات تلف بلدهم و تعصف به؟ و الفرنسيون أكثر صدمة حيال التعاطي بهذا الشكل مع الشعب اللبناني، و مع انعدام العمل لوضع لبنان على سكة الإنقاذ. و تقول المصادر، أن هناك قلقاً من أن تعم الفوضى و الإنهيار الكامل لبنان في حال لم يتحرك المسؤولون، بحيث لا يعود ينفع مع ذلك أي رغبة لا بالإصلاح و لا بالإنقاذ. حتى أن المصادر تقول أنه في حال لم يتغير شيء في الداخل، هناك تخوّف من أن تلغى بعض المؤتمرات الموعودة لدعم لبنان. و لبنان بات في عالم آخر، في حين تجهد الدول لمواجهة جائحة كورونا و لمعالجة بعض المشاكل الإقتصادية التي تعاني منها. كل العالم يبحث و يفتش من أجل إيجاد الحلول، أما في لبنان لا أحد يريد القيام بشيء، و وضع لبنان يعطي رسالة للخارج بأن مسؤوليه غير جديين، و لا يجب مساعدتهم.

هناك أجواء لدى سياسيين يجرون اتصالاتهم بين الأفرقاء تقول بأنه بات هناك قناعة داخلية و خارجية بضرورة الخروج من الوضع الراهن و أن شهر نيسان سيكون مفصلياً في هذا المجال. كما أن فرنسا تريد تمرير حكومة للبنان قبل أن تبدأ الإدارة الأميركية الجديدة عملها فعلياً، و أن فرنسا تعول على زيارة رئيسها إمانويل ماكرون الى الرياض قبل الخامس عشر من نيسان، و ملف لبنان سيكون الأول على طاولة البحث. و بات واضحاً أن الخليج ينتظر نوعية الحكومة التي ستشكَّل للعب دور في دعم لبنان، في إطار المسار الإنقاذي الذي وضعته المبادرة الفرنسية.

و تؤكد المصادر، أنه ليس هناك حتى الآن من اختراق لجو الجمود القاتل. و إذا كانت كل الكوارث التي يمر بها لبنان، لم توجب إحداث أي اختراق لتغيير شيء ما، فما هو الحدث الذي يستوجب مثل ذلك. و بالتالي، إن ربط الحلول في لبنان بأية أحداث في الخارج يُعد إهانة للشعب اللبناني، وجريمة، لأن لا أحد متفرغ للبنان. حتى ان الجهة الإقليمية التي تأخذ لبنان رهينة لا تأبه لمعاناة شعبه. فهي غير آبهة لمعانات شعبها من العقوبات عليها، فكيف سيهمّها الشعب اللبناني.

هناك شيء في الأمم المتحدة يسمى “مسؤولية الحماية”، أي حماية المنظمة الدولية للشعب الذي يتعرض للحرب. و هذه كادت تطبق في سوريا، فهل يمكن تطبيقها في لبنان، و هي مبدأ مهم، لدى الأمم المتحدة، لأن ما يتعرض إليه الشعب اللبناني هو نوع من أنواع الحروب؟