الأثنين 5 ذو القعدة 1445 ﻫ - 13 مايو 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

مصادر دبلوماسية لـ"صوت بيروت انترناشونال": سوريا تستغل فرصة غياب الدولة اللبنانية لفرض أمر واقع بحري

تُبدي مصادر ديبلوماسية لـ”صوت بيروت” اعتقادها أن الروس قد يتريثون في البدء عملياً بالتنقيب عن النفط في المجال البحري بين لبنان و سوريا بعد الموقف الإعتراضي من لبنان بأن الحدود البحرية بين لبنان و سوريا شمالاً غير مُرَسَّمة، و أن لبنان ينتظر الجانب السوري من أجل التفاهم و الترسيم وفقاً لقانون البحار.

و بما أن لبنان اعترض على رغبة الشركة الروسية “كابيتال ليميتد” بالإستثمار و قبله بالتنقيب عن النفط، فإن هذه الشركة لن تخصص أموالاً لهذه الغاية إذا لم يكن لديها تأكيدات أن عملها سيستمر و أن المنطقة التي تفتش فيها هي المنطقة الصواب مئة في المئة، لا سيما و أن الأموال التي سترصد لذلك ستكون بمليارات الدولارات.

و تتوقع المصادر، أن يشكل التوقيع السوري مع الشركة الروسية مجالاً للأخذ و الرد بين لبنان و سوريا من أجل البدء بترسيم الحدود البحرية. إذ تعتبر المصادر إن الخطأ يقع على الروس الذين كان يجب أن يدركوا طبيعة الوضع في البحر بين لبنان و سوريا قبل البدء و التوقيع. كما ان الخطأ الأساسي يقع أيضاً على سوريا التي تستفيد من فرصة غياب الدولة اللبنانية، و عدم وجود حكومة فاعلة، و عدم القدرة على تشكيل حكومة جديدة، فاستغلت هذا الواقع لمحاولة فرض أمر واقع بحري في الشمال، يعطيها أكثر من حصتها وفقاً لقانون البحار و مبادىء القانون الدولي.

و تعتبر المصادر، أن الروس يسعون للدخول عبر الخط في مجال الترسيم لحدود لبنان البحرية للغمز من قناة الأميركيين الذين يتوسطون بين لبنان و إسرائيل في عملية التفاوض على ترسيم الحدود البحرية الجنوبية و التي توقفت قبل أشهر من دون إحراز أي تقدم. و هي التي يُرتقب أن تُستَأنف مع الإدارة الأميركية الجديدة برئاسة الرئيس جو بايدن، فور اكتمال التعيينات في المناصب داخل الخارجية الأميركية.

و ذكرت المصادر، أنه في وقت من الأوقات كان الروس وسطاء بين لبنان و إسرائيل في موضوع الترسيم البحري. و لا تستبعد المصادر، توسط أكثر من طرف دولي على خط الترسيم شمالاً أو جنوباً. و قد يكون ذلك إيجابياً لأنه سيسهم في تحريك التفاوض حول ذلك و هذا شيء جيد للبنان لأنه بذلك يكون في مرحلة لتحديد حدوده نهائياً و صيانتها. كما لا يُستَبعد مسألة أن الشركة الروسية التي وراءها روسيا سياسياً، تدخل على خط الترسيم للمقايضة بين الحدود البحرية الشمالية والجنوبية إذ أن كل الإحتمالات واردة.

لبنان الآن ينتظر التفاوض مع سوريا. و سوريا كانت لطالما تركز على ثلاثة أمور عندما كان لبنان يدعوها للترسيم جنوباً أو شمالاً. فهي لا تريد دخول طرف ثالث مثل وسيط أو مساعد على غرار الأمم المتحدة أو الولايات المتحدة أو أي طرف. فهي تؤيد التفاوض الثنائي هذا إذا حصل هذا التفاوض. و ثم عندما كان يقول لها لبنان يجب أن نبدأ بترسيم الحدود البرية و شبعا، كانت دائماً تقول فلنبدأ الترسيم من الشمال فهل كان ذلك للتهرب من الموضوع؟ و هل هي فعلاً ستبدأ الترسيم من الشمال. إنها فرصة الآن للبدء من الشمال، فهل ستقوم بذلك؟ أيضاً سوريا التي لا تحب الترسيم كمبدأ في المطلق. و هو الأمر الذي أخّر الترسيم بكل جوانبه الشمالية و الجنوبية مع لبنان. من الأفضل لها، كما تعتبر، أن تبقى الحدود بدون ترسيم، لأنه يمكنها عندها عدم الإلتزام بشيء حيالها. كما أن سوريا لا تحب اللجان الهادفة الى التفاوض على الترسيم فهي تتهرب من كل ذلك.

أحد السفراء لروسيا في المنطقة، قال، أن روسيا يهمها نفوذها في سوريا، و يهمها أن لا تأتي منظمات إسلامية الى حدود سوريا الشمالية الشرقية، و أن روسيا لن ترضى أيضاً أن تقع سوريا تحت حكم الإسلاميين. و بالنسبة الى الروس، سوريا مسألة استراتيجية، و على الرغم من أن روسيا ليست دولة قوية اقتصادياً، فهي وضعت كل ثقلها كي تتمركز في سوريا.

إن أكثر ما هو مؤسف، أن يجد لبنان نفسه في كل مناسبة، إنه كان يجب على دولته أن تركز على ترسيم حدودها البرية و البحرية منذ عقود من الزمن، و أن لا تدع الوضع يستمر على هذه الحال. فهناك تحديات في التفاوض حول الترسيم مع إسرائيل، و كذلك مع سوريا، و لو أن السلطات اللبنانية دعتها الى الترسيم في إطار الأخوة. و إذا توافرت النية الحسنة فإن الترسيم البحري شمالاً لن يكون صعباً، ويتم عندها إيجاد طريقة للترسيم. و سيكون الترسيم طبعاً من الجو لأنه لا يمكن النزول في البحر لهذه الغاية. و المهم تحديد نقطة الإنطلاق بالترسيم.

و في خريطة للحدود، يتبين أن الحدود البرية الجنوبية مرسمة و محددة باتفاقيات و يوجد الآن الخط الأزرق، و هو ليس بعيداً عن الحدود الواقعية، هناك فارق مترين أو ثلاثة. أما الحدود البحرية الجنوبية فهي غير مرسمة، و يُنتظر استكمال التفاوض الذي بدأ نهاية العام 2020. منطقة شبعا غير مرسمة و 90 في المئة منها لبنانية، بحسب المصادر. و الدول تتعامل معها و كأنها سورية و فيها قوات “الأندوف”. و كان لدى لبنان مشكلة التخوف من دخول حرب لذلك سكت عن الترسيم. و هناك الحدود البرية مع سوريا، و كانت قبل نحو 12 عاماً شكلت لجنة لبنانية للتعامل مع الجانب السوري للتحضير للتفاوض حول الترسيم. لكن وجد لبنان مماطلة سورية و الحدود البحرية مع سوريا غير مُرسَّمة. و يمكن أن يتفاهم لبنان مع سوريا في البداية، لأنه لا يستطيع الترسيم من جانب واحد. كما يمكن أن يكون التفاهم عملاً ثلاثياً بوجود الأمم المتحدة. أو إذا كان ثنائياً بدون وجود المنظمة الدولية، يمكن للبلدين إبلاغ الأمم المتحدة بالترسيم بعد الإنتهاء منه.