الجمعة 19 رمضان 1445 ﻫ - 29 مارس 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

مصالح متبادلة تحكم علاقة باسيل بـ"حزب الله" رغم اهتزازها

‎ من المتوقع ان تشهد الأيام المقبلة مزيدا من اثار العاصفة التي خلفتها جلسة مجلس الوزراء الاخيرة من تداعيات سياسية ستؤدي حتما ‏الى خلط أوراق وبعثرة تحالفات في كل الاتجاهات، خصوصا بعد فشل رهان رئيس التيار البرتقالي جبران باسيل على وقوف حلفائه ‏الى جانبه، ولكن حساب الحقل هذه المرة لم يطابق حساب البيدر وهو أصاب باسيل بانتكاسة كبيرة أدت به الى إعادة حساباته مع ‏حلفائه قبل خصومه‎.‎

مصادر سياسية قانونية تؤكد عبر “صوت بيروت انترناشيونال” انه مهما حاول باسيل وفريقه من الترويج بأن جلسة مجلس الوزراء ‏كانت غير دستورية وميثاقية فإنه لن ينجح بذلك، لأنه وبحسب الدستور والصلاحيات المعطاة الى رئيس الحكومة حتى ولو كانت ‏الحكومة مستقيلة بإمكانه الدعوة لعقد جلسة لمجلس الوزراء اذا استدعت الضرورات ذلك وهذا ما قام به الرئيس نجيب ميقاتي، وتؤكد ‏المصادر ان الجلسة كانت دستورية بكافة مقاييسها من حيث النصاب وجدول الاعمال‎.‎

وإذ تصف المصادر باسيل بالحقود تستغرب كيف يمكنه الاستخفاف بشخصيات وزارية مسيحية وأعضاء في الحكومة فقط كون هذه ‏الشخصيات غير محسوبة عليه ومؤيدة لسياسته التخريبية‎.‎

وتؤكد المصادر السياسية الى انه من غير المسموح ان يحتكر رئيس تيار سياسي او رئيس حزب قرار طائفته ككل، حتى ولو كان ‏يملك أكثرية نيابية، وتلفت الى ان على جبران باسيل تحديدا ان لا ينسى ان هناك عدد من نواب كتلته وصلوا الى الندوة البرلمانية ‏بدعم من “حزب الله” الذي يمكنه سحبهم من تكتل “لبنان القوي” اذا أراد ذلك، مما قد يفقد التكتل عدد غير قليل من أعضائه بعد ان ‏خسر الوزير والنائب جورج بوشكيان بسبب مشاركته في الحكومة.‏

وتشير المصادر الى ان القرارات الذي اتخذها مجلس الوزراء كانت أساسية ومهمة خصوصا لجهة تأمين العلاجات للمرضى لان حياة ‏المريض خط احمر لا يجوز تخطيه بغض النظر عن انتمائه الديني والسياسي، وتعتبر المصادر انه لا يجوز القبول ان تكون حياة ‏المرضى عرضة للتجاذب السياسي لان هذا الامر يدل عن عدم جدارة سياسية عند هؤلاء الساسة‎.‎

وعن مصير علاقة باسيل مع “حزب الله” الذي أمن نصاب جلسة مجلس الوزراء وايدّ الدعوة اليها، تقول المصادر لا شك ان موقف ‏الحزب سيكون له تداعيات واهتزاز في العلاقة بينه وبين التيار خصوصا بعدما بدأ الأول يشعر بالعبء الكبير الذي اصبح يشكله ‏باسيل عليه من خلال مواقفه المتعنتة، ولكن المصادر تستبعد ان تتخطى العلاقة بين الطرفين حدود الاهتزاز وتصل الى حد الزلزال ‏وانقطاع العلاقة بينهما خصوصا ان لديهما منافع متبادلة‎.‎

وتعتبر المصادر انه أيا يكن فإن مصلحة “حزب الله” مسيحيا هي بالدرجة الأولى مع جبران باسيل، وذلك نتيجة الغطاء الذي امنه ‏ويمكن ان يؤمنه له مستقبلا ، باعتبار انه كان لباسيل الدور الأول والاساسي في الوصول الى تفاهم “مار مخايل”، وهو شجع ميشال ‏عون على القيام به، وتلفت المصادر الى أهمية هذا التفاهم بالنسبة “لحزب الله” من خلال منحه الغطاء المسيحي ومظلة وفرت له ‏فرصة للانتشار على كافة الأراضي اللبنانية، رغم ممارساته السلبية على لبنان ومواقفه العدائية تجاه الدول الشقيقة والصديقة نيابة عن ‏ايران التي أدت الى تخريب علاقات لبنان الخارجية‎.‎

ولم تستغرب المصادر موقف باسيل الرافض لانعقاد مجلس الوزراء لان أسلوبه معروف وهو العمل على استثمار الغرائز الطائفية من ‏اجل مصالحه السياسية، وهو امر اعتاد عليه كما الحال بالنسبة الى تعطيل البلد وشؤون الناس.‏