من المتوقع ان تشهد الأيام المقبلة مزيدا من اثار العاصفة التي خلفتها جلسة مجلس الوزراء الاخيرة من تداعيات سياسية ستؤدي حتما الى خلط أوراق وبعثرة تحالفات في كل الاتجاهات، خصوصا بعد فشل رهان رئيس التيار البرتقالي جبران باسيل على وقوف حلفائه الى جانبه، ولكن حساب الحقل هذه المرة لم يطابق حساب البيدر وهو أصاب باسيل بانتكاسة كبيرة أدت به الى إعادة حساباته مع حلفائه قبل خصومه.
مصادر سياسية قانونية تؤكد عبر “صوت بيروت انترناشيونال” انه مهما حاول باسيل وفريقه من الترويج بأن جلسة مجلس الوزراء كانت غير دستورية وميثاقية فإنه لن ينجح بذلك، لأنه وبحسب الدستور والصلاحيات المعطاة الى رئيس الحكومة حتى ولو كانت الحكومة مستقيلة بإمكانه الدعوة لعقد جلسة لمجلس الوزراء اذا استدعت الضرورات ذلك وهذا ما قام به الرئيس نجيب ميقاتي، وتؤكد المصادر ان الجلسة كانت دستورية بكافة مقاييسها من حيث النصاب وجدول الاعمال.
وإذ تصف المصادر باسيل بالحقود تستغرب كيف يمكنه الاستخفاف بشخصيات وزارية مسيحية وأعضاء في الحكومة فقط كون هذه الشخصيات غير محسوبة عليه ومؤيدة لسياسته التخريبية.
وتؤكد المصادر السياسية الى انه من غير المسموح ان يحتكر رئيس تيار سياسي او رئيس حزب قرار طائفته ككل، حتى ولو كان يملك أكثرية نيابية، وتلفت الى ان على جبران باسيل تحديدا ان لا ينسى ان هناك عدد من نواب كتلته وصلوا الى الندوة البرلمانية بدعم من “حزب الله” الذي يمكنه سحبهم من تكتل “لبنان القوي” اذا أراد ذلك، مما قد يفقد التكتل عدد غير قليل من أعضائه بعد ان خسر الوزير والنائب جورج بوشكيان بسبب مشاركته في الحكومة.
وتشير المصادر الى ان القرارات الذي اتخذها مجلس الوزراء كانت أساسية ومهمة خصوصا لجهة تأمين العلاجات للمرضى لان حياة المريض خط احمر لا يجوز تخطيه بغض النظر عن انتمائه الديني والسياسي، وتعتبر المصادر انه لا يجوز القبول ان تكون حياة المرضى عرضة للتجاذب السياسي لان هذا الامر يدل عن عدم جدارة سياسية عند هؤلاء الساسة.
وعن مصير علاقة باسيل مع “حزب الله” الذي أمن نصاب جلسة مجلس الوزراء وايدّ الدعوة اليها، تقول المصادر لا شك ان موقف الحزب سيكون له تداعيات واهتزاز في العلاقة بينه وبين التيار خصوصا بعدما بدأ الأول يشعر بالعبء الكبير الذي اصبح يشكله باسيل عليه من خلال مواقفه المتعنتة، ولكن المصادر تستبعد ان تتخطى العلاقة بين الطرفين حدود الاهتزاز وتصل الى حد الزلزال وانقطاع العلاقة بينهما خصوصا ان لديهما منافع متبادلة.
وتعتبر المصادر انه أيا يكن فإن مصلحة “حزب الله” مسيحيا هي بالدرجة الأولى مع جبران باسيل، وذلك نتيجة الغطاء الذي امنه ويمكن ان يؤمنه له مستقبلا ، باعتبار انه كان لباسيل الدور الأول والاساسي في الوصول الى تفاهم “مار مخايل”، وهو شجع ميشال عون على القيام به، وتلفت المصادر الى أهمية هذا التفاهم بالنسبة “لحزب الله” من خلال منحه الغطاء المسيحي ومظلة وفرت له فرصة للانتشار على كافة الأراضي اللبنانية، رغم ممارساته السلبية على لبنان ومواقفه العدائية تجاه الدول الشقيقة والصديقة نيابة عن ايران التي أدت الى تخريب علاقات لبنان الخارجية.
ولم تستغرب المصادر موقف باسيل الرافض لانعقاد مجلس الوزراء لان أسلوبه معروف وهو العمل على استثمار الغرائز الطائفية من اجل مصالحه السياسية، وهو امر اعتاد عليه كما الحال بالنسبة الى تعطيل البلد وشؤون الناس.