الجمعة 19 رمضان 1445 ﻫ - 29 مارس 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

مصدر دبلوماسي لـ"صوت بيروت انترناشونال": العقوبات التي تلوح بها فرنسا جاهزة للتنفيذ

“لبنان على حافة الهاوية ولن نمضي شيكاً على بياض، الخطر الحقيقي اليوم هو اختفاء لبنان من الوجود” هذه العبارة التي جاءت على لسان وزير الخارجية الفرنسي جان ايف لودريان في اب الماضي , يبدو انها لم تشكل حافزا للمسؤولين اللبنانيين للتحرك لانقاذ لبنان وبقيت التجاذبات والمحاصصة سيدة الموقف ولا رادع يوقف “شخصانية” من يديرون دفة البلاد اما بالمباشر او عبر رعاتهم .

مصدر دبلوماسي يلفت لـ”صوت بيروت انترناشونال” الى انه رغم العقوبات التي فرضت من قبل الادارة الاميركية على عدد منهم الا انها لم تردعهم عن اكمال مسيرة تدمير لبنان خدمة لمصالحهم الفردية اوتنفيذاَ لاجندات خارجية لها بعد استراتيجي يهدف الى السيطرة الكاملة على مفاصل البلد.

ورغم التحذيرات الفرنسية المتكررة التي اعقبت زيارة الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون الى لبنان ومبادرته التي اخفق من اجتمع بهم في قصر الصنوبر من تنفيذ بنودها , الا ان المسار الانحداري لا زال يتحدى كل المحاولات والانذارات وآخرها كلام الرئيس ماكرون عندما اكد ان بلاده “ستغير في الاسابيع المقبلة المقاربة والمنهجية في التعامل مع الموضوع”.

وفي موازاة ذلك يعلق اللبنانيون الكثير من الآمال على الخطوات التي ستتحرك على اساسها فرنسا مع شركائها في الاتحاد الاوروبي اثر اجتماعهم الاسبوع الفائت… حيث حثهم الوزير لودريان على تحديد السبل التي تتيح لهم زيادة الضغوط على الاطراف المسؤولة عن التعطيل ” وهو حمل جميع القوى السياسية اللبنانية المسؤولية و”لا سيّما ما تقوم به بعض الجهات الفاعلة في النظام السياسي اللبناني عن طريق مطالبها غير المسؤولة وغير المؤاتية في ظلّ الظروف الراهنة”.

ويرى المصدر الدبلوماسي ان فرنسا وشركائها في الاتحاد الاوروبي لم يتراجعوا عن محاسبة المسؤولين اللبنانيين وان العقوبات التي تلوح بها فرنسا منذ اسابيع ليست مجرد “تهديد” فهي “جاهزة” وتنتظر التنفيذ الا ان التريث في فرضها مرده الى حالة الترقب لسياسة الادارة الاميركية الجديدة في الشرق الاوسط.

ويتابع المصدر ان رهان ايران على سياسة الادارة الجديدة سقط ..لانها لن تكون “استنساخاً” لسياسة الديمقراطي باراك اوباما .لاسيما وان موضوع النفط بدأ يتقدم على باقي الملفات , ولبنان الذي تحاول ايران ان “تشطط” على ساحله لن يُسمح لها باستغلال ملف التنقيب عن النفط واستعمالها ورقة في مفاوضاتها. وهذا الامر يستدل منه السبب الذي اوقف المفاوضات بين الجانبين اللبناني والاسرائيلي المتعلق بترسيم الحدود البحرية رغم الزخم الذي بدأت به .. لاسيما بعدما سحب رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري ورقتها من الرئيس ميشال عون.

ويضيف المصدر ان الادارة الاميركية لن تقبل ان يترافق التنقيب والاستخراج بوجود قوة عسكرية تميل لايران في لبنان ان كان عن طريق “حزب الله” او غيره .لذا يحاول الايرانيون خلق ميليشيات رديفة كونهم يدركون ان التوجه العام للغرب ولاوروبا بالذات منع اي عمل امني في لبنان بعدما وصلت التشنجات والاستفزازات الى منسوب مرتفع قد ينفجر في الشارع, لاسيما بعد محاولات اعادة ربط لبنان بسوريا من خلال الزيارات التي يقوم بها وزراء في الحكومة وهذا الامر استفز الشارع اللبناني.

وقد يعود الملف السوري الى الواجهة لان انسحاب “حزب الله” من سوريا بناء على طلب روسيا لا يمكن ان يكون “بالمجان” ومن هنا الخوف من اعادة فتح الحرب السورية من جديد على مصراعيها, لاسيما وان هناك ارتباط عضوي بين البلدين لناحية اللاعبين على الساحتين.

ويختم المصدر ان الادارة الاميركية رغم عدم حسمها طريقة ادارة ملف الشرق الاوسط الا ان بعض المسؤولين الذين تعاطوا في هذا الملف ومازالوا ابرزهم مساعد وزير الخارجية السابق ديفيد شينكر يطلق بين الحين والاخر التحذيرات وآخرها عندما غمز من قناة الاوروبيين بالقول “يهددون بالعقوبات ولم نرى شيئاَ على الارض ” وهو بذلك يحرضهم على التحرك لاحكام الطوق على المعرقلين في لبنان . فهل ستبادر فرنسا وتفرج عن العقوبات التي تم تحديد نوعيتها والتي ستكون انجع في حال وافقت عليها دول الاتحاد الاوربي ال27 وفرضت على السياسيين اللبنانيين.