الأحد 4 ذو القعدة 1445 ﻫ - 12 مايو 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

مصدر دبلوماسي لـ"صوت بيروت انترناشونال": موقف الخليج تجاه حكومة لبنانية حرّة ثابت... لا تراجع فيه ولا تراخي

طرحت جامعة الدول العربية الأسبوع الماضي إمكاناتها لمساعدة لبنان للخروج من أزمته الحالية. و لم يتوسع هذا الطرح ليأخذ مداه أو ليتحول الى مبادرة عربية تطلقها الجامعة، و بقي في إطار عرض الخدمات.

و يفيد مصدر ديبلوماسي عربي لـ”صوت بيروت انترناشونال”، أن طرح الجامعة سيبقى في إطار عرض المساعدة. و أن الدول العربية الفاعلة لن تتدخل على شكل مبادرة رسمية وواضحة، هناك دول عربية لديها اتصالاتها مع المسؤولين اللبنانيين، و دول أخرى فاعلة هي في موقع الإنتظار لما ستؤول اليه الأوضاع اللبنانية لتبني على الشيء مقتضاه. و هذه الدول تعتبر أن ليس لدى لبنان حكومة لكي يتدخلوا معها. و هم يعتبرون أنه عندما يصبح للبنان حكومة حرة، فإن هذه الدول الفاعلة ستساعدها و ستبدأ اتصالاتها معها. أما الآن لن تقوم هذه الدول بشيء لأنها تعتبر أنها لا يمكنها القيام بأي عمل إلا عندما يتوصل لبنان الى إنتاج حكومة غير مُسَيطر عليها من “حزب الله”. هذه الدول لم تتخلَّ عن لبنان و لن تتخلّ عنه. إنما هم لا يتدخلوا في الشؤون الداخلية و سيكون لهذه الدول موقف متقدم و إيجابي لدى وجود حكومة حرة لا يسيطر عليها أي حزب. كما تريد هذه الدول أن ترى حكومة تمثل الشعب اللبناني. و هي ليست في حالة جفاء مع لبنان، بل كل ما في الأمر إنها تنتظر أموراً ملموسة في هذا السياق لكي تستطيع من التعامل مع الحكومة اللبنانية.

و يقول المصدر أن ليس فقط الدول العربية الفاعلة و المؤثرة لديها هذا الموقف، و إنما أيضاً هذا حال الدول الكبرى في العالم. حيث الكل يعتبر أن لا يوجد في لبنان جهة للبحث معها، و هم ينتظرون لكي يكون هناك جهة يمكن الحديث معها، لكي تتم مساعدة لبنان و دعمه و توقيع اتفاقيات معه. و كلما يتم الإسراع بتشكيل حكومة من هذا النوع، كلما كان ذلك جيداً و انعكس على لبنان و الشعب اللبناني و العلاقات العربية مع لبنان.

و اشار المصدر الى ان هناك صعوبة في قيام تحرك عربي حول لبنان نظراً لسببين أساسيين هما: الأول، إن العرب يرون أن القضية كبيرة جداً لدرجة أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون تدخل، و لم تتم الإستجابة له من بعض الأفرقاء الذين باتوا معروفين. و فرنسا غاضبة جداً على هؤلاء لأنهم يقولون لها أنهم يدعمون مبادرتها، و هم عملياً لا يدعمونها. و الثاني: ليس هناك من انسجام كامل في الموقف العربي حول لبنان. و بالتالي لم يحصل تفويض عربي شامل للجامعة لكي تتدخل و من دون موقف الخليج الداعم لمثل هذا التحرك لن تكون هناك مبادرة واضحة من أجل لبنان. و موقف الخليج ثابت حيث لا تراجع فيه و لا تراخي، و هو يشكل أحد الضاغطين بقوة لتصويب المسار اللبناني. و هو داعم للمبادرة الفرنسية، و يعتبر أنها الحل الوحيد و المتاح، و الذي “جاء من السماء”، لأن لا يوجد حل آخر غير ذلك. و يأتي هذا الحل لا سيما قبل اتضاح سياسة الإدارة الأميركية الجديدة نهائياً، و حيث لم يعرف بعد أين موقع لبنان في سلم الأولويات لدى هذه الإدارة. باستثناء موقفها من “حزب الله” الذي لن يتغير عن موقف الإدارة السابقة.

و لفت المصدر الى التنسيق الذي تقوم به الجامعة مع فرنسا حول مبادرة ماكرون، كما أن هناك تنسيقاً مصرياً-إماراتياً-فرنسياً من أجل تنفيذ المبادرة الفرنسية.