الأثنين 4 ذو القعدة 1445 ﻫ - 13 مايو 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

مصدر فرنسي لـ"صوت بيروت انترناشونال": فرنسا وأوروبا تبحثان تحديد أدوات الضغط

سارعت السفيرة الفرنسية في بيروت آن غريون الى إجراء إتصالاتها و لقاءاتها مع المسؤولين اللبنانيين من أجل درء المخاطر الناجمة عن التأخير في تشكيل الحكومة، شارحة الموقف الفرنسي من الوضع المأزوم في هذا الملف.
و أوضحت مصادر ديبلوماسية فرنسية ل”صوت بيروت انترناشونال”، أن بعض الأفرقاء اللبنانيين كانوا وعدوا فرنسا بأنهم سيسيرون في تنفيذ المبادرة الفرنسية للحل في لبنان. لكن فرنسا وجدت أنهم لا يتصرفون و كأنهم داعمون للمبادرة، و هم لم يحققوا شيئاً، و ليست لديهم أية إرادة للسير قدماً بالمبادرة. و أن فرنسا مصدومة من جراء هكذا أفعال. و قالت هذه المصادر، أن الموقف الأخير للرئيس إمانويل ماكرون و كذلك موقف وزير الخارجية جان ايڤ لورديان معطوفان على الموقف الأوروبي من خلال إجتماع وزراء الخارجية، يعني ما مفاده، أن هناك طرقاً عديدة لزيادة الضغوط على الأفرقاء اللبنانيين المعرقلين للتشكيل، ستعتمد من أجل حصول تقدم. أي ستتبع عملية تحريك أدوات الضغط كافة و هي كثيرة و متنوعة، و كل دولة أوروبية ستلتزم بها، و يتم النقاش الآن بين الأوروبيين حول المستوى الذي سيتم اختياره من أدوات الضغط هذه. و بالتالي، ليس هناك الآن من عقوبات، بل ستقوم كل دولة أوروبية بما تراه مناسباً من وسائل الضغط. و ان ذلك يمثل رسالة قوية للسير في الحل المطروح و الذي يعرفه الجميع في لبنان، و حيث عليهم أن يعملوا معاً لتحقيقه.

و في موازاة التحرك الفرنسي، كان لبكركي تحركها أيضاً. إذ تقول مصادر سياسية أن البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي، و على الرغم من أنه كان ينتظر الفشل يوم الإثنين الماضي، لكنه لم يفقد الأمل. و هو يفكر جدياً بما يمكن أن يقوم به، إلا أنه لم يتخذ بعد القرار حول وجهة التحرك. و ما حصل الإثنين يؤكد ما كانت البطريركية تقوله منذ زمن بوجود استحالة بإيجاد حل للوضع الداخلي حتى في أبسط أزماته و هي مسألة تشكيل الحكومة. و في دول العالم، هذه المسألة تحصل باستمرار دون إعادة نظر بالدساتير. و في لبنان لا نجد حلاً لأي شيء بما يعني استحالة الحلول الداخلية، و لا بد أن يتم البحث عن حل من خلال التدويل. لأن التعريب معطل بفعل الإنقسامات، أو بفعل أن كل دولة لديها أولوياتها تارة في التطبيع و طوراً في الممانعة. هذا فضلاً عن العلاقات اللبنانية -العربية التي لم تعُد الى طبيعتها بعد. و ليس لدى العرب أي رغبة بالتدخل في لبنان. و لم يعد لدى اللبنانيين إلا التدويل.

وفرنسا سمعت بحسب المصادر الفرنسية أجواء أوروبية مشجعة لها للقيام بأي شيء من اجل لبنان والشعب اللبناني ويرفض الأوروبيون ان يتم ربط الملف اللبناني باي استحقاقات خارجية وهم رفضوا في السابق ربط الملف باستحقاق الانتخابات الرئاسية الأميركية، ويرفضون الان ربطه باستحقاق الانتخابات الرئاسية الإيرانية التي ستجري في حزيران المقبل، وهم يدركون تماما ما تقوم به ايران من رهن الملف الحكومي الى حين بدء التفاوض الأميركي- الإيراني، وهذا التفاوض سيبدأ لكن لم يحدد بعد موعده، وبالتالي الضغوط الأوروبية والفرنسية تهدف الى ان يفك بعض المسؤولين اللبنانيين روابطهم بايران خصوصا في ملف الحكومة وتمرير ما يمكن تمريره خدمة لبلدهم وشعبهم، ومن غير الواضح بعد ماذا ستلحظ الإجراءات الفرنسية والأوروبية من وسائل ضغط على ايران نفسها للافراج عن الملف الحكومي اللبناني.