الأربعاء 15 شوال 1445 ﻫ - 24 أبريل 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

معركة الإنتخابات الأميركيّة لم تنتهِ، بل بدأت الآن !

‏تأخذ الإنتخابات في الولايات المتحدة الأميركية طابعاً شموليّاً على مستوى العالم، لما لها من تأثيرات على المسارين العالميّين، السياسي والإقتصادي، حيث ترقُب الشعوب كما حكوماتها ورؤسائها مسار العمليّة السياسيّة الأميركيّة لتداعياتها في القضايا الأمميّة …

‏شغل الحديث عن الإنتخابات الرّئاسية الأميركية سائر دول العالم، وبالأخص مطلع العالم الحالي عقب مقتل “قاسم سليماني”، وعلى عادتها بدأت شركات الإحصاء بمزاولة عملها، وكانت جميع المؤشرات تصب لصالح الرئيس “دونالد ترامب”، الّذي طبع في العقول، فنّ مفاجأة الجميع مُذ أوّل مُعترك رئاسي خاضه، حين قلب النتيجة في أواخر صناديق الفرز …

‏بدأت الإنتخابات في الولايات المتحدة بتصاعدٍ ملحوظ في نسبة الأصوات التي صبّت لصالح الرّئيس “دونالد ترامب”، لتعود أدراجها أمام بورصة أصوات “جو بايدن”، فتارةً تنخفض بورصة التجارات الصينية، وتارةً تتصاعد، ودخل العالم في تخبّط مستمرّ يواكب هذه المرحلة السياسيّة في الولايات المتّحدة الأميركيّة، فبين تواتر الأرقام، ونتائج الولايات، والمجامع الإنتخابيّة، وتصريحات الرّئيس “دونالد ترامب” و “جو بايدن”، تعيش الدّول وخاصّةً النامية والشرق الأوسط حالة ستاتيكو سياسي لن يُكسر جموده إلّا بعد إعلان من هو الرّئيس الأميركي …

‏يتحدّث الإعلام العالمي عن المستجدّات في الإستحقاق الأميركي، وعن الولايات التي تُعدّ الحاسمة في السّباق الرّئاسي، فبعد بنسيلفانيا جاءت فلوريدا لتليها أريزونا المحسوبة على الحزب الجمهوري، .الّتي فجّرت مفاجأة لم تكن بالحسبان، حيث حاز “بايدن” على تأييدها لعدّة أسباب، أبرزها، الإنقسام العامودي في هامات الحزب الجمهوري، وعدم ضبط وتيرة تفشّي فايروس كورونا، وهذا بحسب الإعلامَين، المؤيّد والمعارض للرّئيس “دونالد ترامب”، وهذا ما جعل الكفّة تتأرجح بشكلٍ غير ثابت يتبدّل في كل ساعة، لتُمسي نيفادا هي الحلبة …

‏في سياقٍ متّصل، تُشير بعض الأوساط إلى أنّه حتى بعد إعلان النتيجة، ستؤول الأمور إلى المحكمة العليا بشكوى طعن يتقدّم فيها الرّئيس “ترامب”، الّذي حمل لواء القاضية ” إيمي كوني باريت” ليوصلها إلى أعلى سلطة قضائية في أميركا، الأمر الّذي سيلعب دور محوري في تغير مجرى الأحداث خاصة إذا خسر الرئيس “ترامب” الإنتخابات بالنتائج الأوليّة وأراد الطعن فيها وهو ما لوح به اليوم، فيكون بذلك قد أعاد السيناريو الحاصل بين “بوش” و “آل غور” عام ٢٠٠٠، ولكن بصورة مختلفة قليلاً …

‏تجهّزت حملة الرّئيس “ترامب” بجيشٍ من المحامين تأهباً لمرحلة ما بعد الإنتخابات، أي المعركة القضائية، وهو كان ذو حدسٍ قوي في إمكانيّة ما سيجري، فبعد فشل محاولات عزله برلمانياً وفي مجلس الشيوخ، لا بُدّ من معركةٍ حاسمة في المحكمة العليا تؤطّر هويّة الرّئيس القادم، في إشارةٍ إلى أنّ المحكمة العليا أكثر أعضائها هم من الحزب الجمهوري، الحزب المرشّح للرّئيس “ترامب” …

‏نمطيّة الإنتخابات الأميركية ليست كما تُنشد بين الناس خارج الولايات، فهي ترتكز على النسب السابقة من آخر معترك إنتخابي، أي منذ عام ٢٠١٦، وتُضاف إليها النسب الزائدة حتى يتم إستخلاص النتيجة، إضافةً إلى الإنتخابات التي يُجريها مجلس الشيوخ، والّتي تخص موقع الرئاسة، وهذا هو الغائب عن أعين الناس، فالمعركة لم تنتهِ بل بدأت من الآن …

‏ستؤول الأمور إلى المحكمة العليا التي ستحقّق بالدعاوى المقدّمة بتهم التزوير، وبطبيعة الحال، إن جاءت النتائج الأولية لصالح “جو بايدن”، فهو لن يتسلّم زمام الحكم إلّا للواحد والعشرين من شهر كانون الثاني، بحسب القانون الأميركي، وخلال هذه الفترة تكون المحكمة حسمت من هو الرئيس الفعلي بغعل التحقيقات وليس النتائج الأوليّة …

‏ستحتاج عملية إستبيان النتيجة الدقيقة للإنتخابات والمحكمة من شهر إلى الشهر والنصف على أبعد تقدير، ومن بعدها سيكون تبلور الرئيس الفعلي للولايات المتحدة الأميركيّة …